استعد للاصطدام .. الخوف من الهبوط الاضطراري قد يكون نجاة
بقلم دكتور / ابرام سامي
استعد للاصطدام .. حتى من يعشقون الطيران ، سيشعرون بالخوف في لحظات الهبوط الاضطراري، لحظات عصيبة قد يختبر فيها المرء ظهور أول شعراته البيضاء ، خاصة حين يقول قائد الطائرة.
Brace for impact, إستعد للاصطدام، وهو وضع الإنحناء مع وضع الأيدي على الرأس لحمايتها من أي صدمة.
ستختلط لحظة الخوف بلحظة تبلد صحية، فالتبلد قد يكون صحيا حين يخفف عنك الصراع النفسي لما تدركه، فما باليد حيلة.

أما بعد
فإن استشراف المستقبل (أي توقع الأحداث المستقبلية) لا يخضع للتنجيم ولا الأهواء، ولا يمكن أن نطمسه ببروجاندا إعلامية أو سياسية ولا شعارات لطيفة معسولة، ولا مؤتمرات.
استشراف المستقبل عملية تخضع لتحليل معطيات وأرقام الحاضر، و الأرقام لا تكذب، وتخضع لتبعات القرارت الحالية، ومدى تأثيرها الاجتماعي والاقتصادي على الجموع، مع الأخذ في الاعتبار التغيرات الإقليمية، وفقدان تأييد الظهير الشعبي المحلى بسبب الدق على الرأس، مع اعادة ترتيب صفوف من يستعد للانقضاض على الوضع.

من تراه يضحك و يعمل و يخطط للغد على المستوى الفردي، و يسعى لتطوير نفسه، ويستمتع بتفاصيل الحياة البسيطة، ليس منفصلا ولا مغيبا عن فهم و إدراك الواقع بالضرورة.
ربما يكون شخصا مدركا للحتميات التاريخية، رافضا للاستسلام وحين تسأله كيف حالك؟ يبتسم لتطال ابتسامته أذنيه ثم يقول لك ضاحكا: “Brace for impact”.
الاستمتاع بلحظات الحياة و العمل و التخطيط للغد و رفض الاستسلام وكأن كل الأمور على ما يرام لا يعني أن الواقع وردي ومبهح، بل يعني انك قررت أن تعيش و تعمل وتجتهد وتضخك وتسخر رغما عن الواقع بل وكيدا فيه، حتى موعد الهبوط الاضطراري.
قصة قصيرة امتصاص الصدمة ضحكا
