الأكاديمية الدولية للهندسة وعلوم الإعلام تطلق مبادرة “يوم بلا شاشات”
الأكاديمية الدولية للهندسة وعلوم الإعلام تطلق مبادرة “يوم بلا شاشات”
كتب: طه المكاوى
في خطوة تعكس عمق الدور المجتمعي للمؤسسات الأكاديمية والإعلامية، احتضنت الأكاديمية الدولية للهندسة وعلوم الإعلام ندوة موسعة بعنوان «يوم بلا شاشات»، برعاية الأستاذ الدكتور عادل عبد الغفار رئيس الأكاديمية، وتنظيم شعبة علوم الإعلام بالتنسيق مع قسم الإنتاج الإذاعي والتلفزيوني برئاسة أ.م.د صفا محمد عبد الدايم.
جاءت الندوة دعمًا للمبادرة التي أطلقتها الأستاذة الدكتورة منى الحديدي أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، بهدف استعادة الروابط الاجتماعية والحد من الاختلالات النفسية والسلوكية الناتجة عن الإفراط في استخدام الشاشات.
نخبة قيادية وإعلامية في الصف الأول
شهدت الندوة حضورًا رفيع المستوى من قامات الإعلام والخبراء، تقدمهم:
أ.د منى الحديدي – صاحبة المبادرة.
أ.د مجدي حجازي – أستاذ الاجتماع بجامعة القاهرة وعضو المجلس الأعلى للصحافة.
أ.د هبة الله السمري – عميدة كلية الإعلام واللغات بجامعة النهضة.
د. شهيرة خليل – رئيس تحرير مجلة سمير ومدير مركز التوثيق بدار الهلال.
د. تغريد حسين – وكيلة وزارة الإعلام وعضو لجنة التدريب بالمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام.
المهندسة نجوى شعلان – رئيس قطاع الهندسة الإذاعية الأسبق.
د. سامية أبو النصر – مديرة تحرير جريدة الأهرام.
الإعلامية إلهام نمر – المذيعة بالقنوات المصرية.
الإعلامي والمخرج رضا شوقي.
رؤية مجتمعية تتجاوز الشاشات
أكد المشاركون أن الهدف من المبادرة ليس قطع الصلة بالتكنولوجيا، بل استعادة التوازن الإنساني والاجتماعي، والتخلص من “أسر الشاشات” الذي غيّب الحوار العائلي، وأثر في الصحة النفسية والعلاقات الأسرية.
وشدد المتحدثون على ضرورة توعية المجتمع، خصوصًا الشباب والأطفال، بمخاطر الاستخدام المفرط للهواتف المحمولة ووسائل التواصل الاجتماعي، وما ينتج عنها من عزلة اجتماعية ومشكلات أسرية ونفسية.
الأسرة.. الضحية الأولى لثقافة الشاشة
توقفت الكلمات عند التأثيرات المباشرة للتعلق الرقمي، وعلى رأسها:
غياب الحوار الأسري.
زيادة نسب الطلاق.
افتقاد القدوة.
ضعف التواصل المباشر.
ارتفاع القلق النفسي لدى المراهقين والأطفال.
وأُشير إلى أن غياب البرامج التوعوية وامتداد وقت التعرض للشاشات ساهم في تآكل منظومة القيم الأسرية والأخلاقية.
تصريحات ومحاور لافتة
د. سامية أبو النصر:
ربطت بين المبادرة وظروف الحرب المعلوماتية الراهنة، مؤكدة أن حروب الجيلين الرابع والخامس تستهدف العقول عبر المنصات الرقمية. وطالبت بإصدار قانون يمنع استخدام الأطفال للموبايلات الذكية قبل سن 15 عامًا، وإطلاق تطبيقات تحظر الألعاب الإلكترونية ليلًا حفاظًا على النوم والصحة.
كما شددت على أهمية الخصوصية الرقمية، قائلة: «ليس كل ما يُعرف يُقال، وليس كل ما يُقال يُنشر».
الإعلامية تغريد حسين:
وصفت المبادرة بأنها استراحة إنسانية تعيد التوازن النفسي والاجتماعي، مشيرة إلى أنها:
تخفف إجهاد العين والذهن.
تعيد دفء الحوار المباشر.
تمنح مساحة للتأمل والهدوء بعيدًا عن الضغوط الرقمية.
د. شهيرة خليل:
ركّزت على الأطفال باعتبارهم الفئة الأكثر تأثرًا، مؤكدة ضرورة اكتشاف مواهبهم وصقلها كبديل عن الإدمان الرقمي. وأوضحت أن مجلة سمير تنظّم ورشًا أسبوعية كل يوم سبت لتشجيع الإبداع والانتماء الوطني.
دور المؤسسات الأكاديمية
أشار الدكتور خالد عبد الجواد – عميد شعبة علوم الإعلام – إلى أهمية انخراط المؤسسات التعليمية في تعزيز الوعي المجتمعي، مشيرًا إلى أن مثل هذه المبادرات تشكّل جسرًا بين الأكاديميا والواقع الاجتماعي، وتعيد دور الإعلام التنموي والإنساني.
تكريم ودعوة للاستمرار
في ختام الفعالية، قام الأستاذ الدكتور عادل عبد الغفار بتكريم المشاركين كافة، مؤكدًا استمرار التعاون مع المبادرات الوطنية التي تعزز الاستقرار المجتمعي وتغذي قيم الانتماء والحوار.
كما وجّه الشكر للدكتورة منى الحديدي على دورها الريادي في إطلاق المبادرة، مشيرًا إلى أن «يوم بلا شاشات» ليس فعالية عابرة، بل دعوة لتصحيح مسار مجتمع بأكمله.
رسالة ختامية
جاءت المبادرة في توقيت فارق، حيث تتنامى فجوة التواصل الإنساني لصالح عالم افتراضي يلتهم الوقت والعقل والمشاعر. وبدعم تلك النخب الإعلامية والأكاديمية، تفتح الندوة الباب أمام حراك وطني أوسع، يعيد للأسرة دفئها، وللمجتمع تماسكه، وللأجيال القادمة مساحة للتفكير والحوار بعيدًا عن انعكاسات الضوء الأزرق.