أميركا تقطع شريان الأمن الفلسطيني: هل يشتعل فتيل الانفجار في الضفة؟
أعلنت إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب أمس الأربعاء عن وقف تقديم المساعدات المالية لأجهزة الأمن الفلسطينية، وذلك ضمن إطار سياسة أميركية أوسع تهدف إلى تجميد المساعدات الخارجية، وهذا قد يزيد من حدة التوتر في المنطقة.
بقلم: ريهام طارق
جاء هذا القرار نقلاً عن مسؤولين أميركيين وفلسطينيين، في وقت حساس، إذ تسعى السلطة الوطنية الفلسطينية لتعزيز سيطرتها على قطاع غزة عقب جولة جديدة من المواجهات.
الدعم الأمريكي في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ورقة ضغط وسلاح بارد في يد ترمب:
لم يكن هذا التحرك معزولاً عن السياق السياسي العام، إذ يعكس استمرار نهج أميركي متشدد تجاه القضية الفلسطينية، وهو نهج بدأه ترمب خلال ولايته الأولى، في رسالة واضحة بأن الدعم المالي يمكن أن يكون ورقة ضغط في الصراع الفلسطيني، الإسرائيلي.
أكد المتحدث باسم الأجهزة الأمنية الفلسطينية، أنور رجب، أن الولايات المتحدة كانت ولا تزال الداعم الأساسي لهذه الأجهزة، محذرا من أن القرار قد يخلق فجوة مالية تؤثر سلبا على استقرار الوضع الأمني في الضفة الغربية.
اقرأ أيضاً: ريهام طارق تكتب: مشروع “ريفيرا الشرق الأوسط” بين التصعيد والحل المزعوم!
مسؤول إسرائيلي كبير يصرح: تجميد الدعم لن يشكل تهديدا خطيرا.
وفي نفس السياق، أشار مسؤول إسرائيلي كبير، وفقًا لما نقلته هيئة البث الإسرائيلية، إلى أن تجميد الدعم لن يشكل تهديدا خطيرا، مؤكداً أن جهات أخرى قد تعهدت بتوفير ميزانيات إضافية لتعويض النقص.
في ظل هذه التطورات، أعلنت إسرائيل عن استلام رفات أربعة محتجزين إسرائيليين من قطاع غزة في تبادل يُعد الأول من نوعه منذ معركة “طوفان الأقصى”، وأفاد بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأن اليوم الخميس تعيش اسرائيل أجواء من الحزن والحداد.
سرايا القدس تصرح: عن افراج حركة حماس عن رفات ثلاثة محتجزين آخرين الأيام المقبلة.
من جهتها أكدت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أن تسليم رفات الأسير الإسرائيلي عوديد ليفشيتس يشكل المرحلة الأولية في صفقة تبادل الأسرى، مشيرة إلى توقعات عن افراج حركة حماس عن رفات ثلاثة محتجزين آخرين من أسرة بيباس،من قِبَل حركة حماس.
اقرأ أيضاً: 7000 جنيه الحد الأدنى للأجور في مصر 2025: تفاصيل القرار وتطبيقه
السيسي يحطم الصمت: وقف إطلاق النار الفوري وإعادة إعمار غزة بثلاث سنوات، مصر ترفض تهجير الفلسطينيين!
ومن الجانب المصري أكد فخامة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ضرورة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مع التأكيد على أهمية تبادل الرهائن و المحتجزين وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية العاجلة، وأوضح فخامة الرئيس أن مصر ترفض بحزم أي محاولات لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، مشددا على ضرورة الشروع الفوري في إعادة إعمار القطاع.
وفي خطوة عملية، أعلن رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي أمس الأربعاء عن إعداد إطار شامل لإعادة إعمار غزة، بالتعاون مع جامعات ومكاتب استشارية، مع تحديد فترة التنفيذ بثلاث سنوات، مما يعكس التزام مصر العربي الراسخ بدعم الشعب الفلسطيني في مواجهة محنته.
اقرأ أيضاً: ريهام طارق تكتب: إعمار غزة.. هل تنجح الخطة المصرية أم تُوأد في مهدها؟
الواقع الإنساني في غزة لايزال شاهد مؤلماً على صراع تتشابك فيه الحسابات السياسية والأمنية:
يتضح من هذا المشهد السياسي المعقد تحديات مستقبلية حقيقية؛ إذ أثار تساؤلات ملحة حول مستقبل العلاقات الأميركية الفلسطينية، إلى جانب الدور الحاسم الذي تلعبه جمهورية مصر العربية في حفظ استقرار المنطقة والدفع نحو تحقيق سلام عادل وشامل، وبينما تتداخل مساعي التهدئة مع جهود إعادة الإعمار، يظل الواقع الإنساني في غزة شاهد مؤلما على صراع تتشابك فيه الحسابات السياسية والأمنية، مما يفتح آفاقا متعددة لمستقبل لا يزال مجهول الهوية وملامح غير واضحة.