الإساءة للاطفال الاسباب والعلاج

حقائق رئيسية

  • يعاني ما يقرب من 3 من كل 4 أطفال – أو 300 مليون طفل – تتراوح أعمارهم بين سنتين و4 سنوات من العقاب البدني و/ أو العنف النفسي بانتظام على أيدي الوالدين ومقدمي الرعاية
  • تبلّغ امرأة واحدة من كل 5 نساء ورجل واحد من كل 13 رجلاً عن تعرضهم لاعتداء جنسي حين كانوا أطفالاً تتراوح أعمارهم بين صفر و17 عاماً.
  • عانت 120 مليون فتاة وامرأة شابة تقل أعمارهن عن 20 عاماً من شكل ما من أشكال الاتصال الجنسي القسري.
  • من عواقب إساءة معاملة الأطفال وقوع اعتلالات بدنية ونفسية تدوم مدى الحياة، وإمكانية تعطّل التنمية الاقتصادية والاجتماعية في البلد المعني جرّاء الآثار الاجتماعية والمهنية التي تخلّفها تلك الظاهرة.
  • كثيراً ما تحدث إساءة معاملة الأطفال في الخفاء. ولا تحصل على دعم من المهنيين الصحيين سوى نسبة من الأطفال ضحايا إساءة المعاملة.
  • الطفل الذي يتعرض للإساءة من الأرجح أنه سيمارس الإساءة ضد غيره عندما يكبر بحيث ينتقل العنف من جيل إلى جيل. ولذا، من الأهمية بمكان كسر حلقة العنف، وإحداث تأثيرات إيجابية بهذه الطريقة تستمر عبر الأجيال المقبلة.
  • يمكن توقي إساءة معاملة الأطفال قبل أن تبدأ، ويتطلب ذلك اتباع نهُج متعددة القطاعات.
  • تتضمن نهُج التوقي الفعالة دعم الوالدين وتعليم مهارات تنشئة الأطفال الإيجابية وتعزيز القوانين لحظر العقوبة العنيفة.
  • يمكن لتوفير الرعاية المستمرة للأطفال والأسر أن تحد من خطر تكرار إساءة المعاملة، ويمكنها أن تحد من آثارها.

تتمثل إساءة معاملة الأطفال في الإساءة والإهمال اللذين يتعرض لهما الأطفال دون سن 18 عاماً. وتشمل تلك الظاهرة جميع ضروب إساءة المعاملة البدنية و/أو الانفعالية والاعتداء الجنسي والإهمال والاستخفاف والاستغلال التجاري أو غيره من أنواع الاستغلال، التي تتسبّب في إلحاق أضرار فعلية أو محتملة بصحة الطفل وتتهدّد بقاءه على قيد الحياة أو نماءه أو كرامته في سياق علاقة من علاقات المسؤولية أو الثقة أو القوة.

نطاق المشكلة

إساءة معاملة الأطفال مشكلة عالمية تؤدي إلى عواقب وخيمة تدوم مدى الحياة. وبالرغم من وجود مسوح وطنية في بعض البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، لا تزال البيانات غير متاحة عن بلدان عديدة.

كما أنّ إساءة معاملة الأطفال من المسائل المعقدة التي تتعذر دراستها. وتختلف التقديرات الراهنة كثيراً باختلاف البلد المعني وأسلوب البحث المتبع. وتتوقف التقديرات على ما يلي:

  • التعاريف المُستخدمة فيما يخص إساءة معاملة الأطفال؛
  • نوع إساءة المعاملة المطروح للدراسة؛
  • نطاق تغطية الإحصاءات الرسمية وجودتها؛
  • نطاق تغطية المسوح التي تطلب تقارير ذاتية من الضحايا أو الوالدين أو مقدمي الرعاية.

ومع ذلك، تكشف الدراسات الدولية عن أن ما يقرب من 3 من كل 4 أطفال تتراوح أعمارهم بين سنتين و4 سنوات يعانون بانتظام من العقاب البدني و/ أو العنف النفسي على أيدي الوالدين ومقدمي الرعاية، وأن امرأة واحد من كل 5 نساء ورجلاً واحداً من كل 13 رجلاً يبلغون عن تعرضهم للإساءة الجنسية حين كانوا أطفالاً.

ويوجد كل عام ما يقدر بنحو 150 40 حالة وفاة بين الأطفال دون الثامنة عشرة من العمر، من المرجح أن يكون بعضها راجعاً إلى إساءة معاملة الأطفال. ويكاد يكون من المؤكد أن هذا الرقم ينتقص من الحجم الحقيقي للمشكلة، لأنّه يتم خطأً عزو نسبة كبيرة من الوفيات الناجمة عن إساءة معاملة الأطفال إلى حالات السقوط والحروق والغرق وغير ذلك من الأسباب.

وفي النزاعات المسلحة وأماكن إقامة اللاجئين تتعرّض الفتيات على نحو خاص للعنف الجنسي والاستغلال والاعتداء الجنسيين من قبل المقاتلين وقوات الأمن وأعضاء مجتمعاتهن المحلية والعاملين في مجال المساعدة الإنسانية وغيرهم.

عواقب إساءة المعاملة

كثيراً ما تكون لإساءة المعاملة عواقب جنسية ومتعلقة بالصحة النفسية، وتكون هذه العواقب وخيمة ومنها ما هو قصير الأجل وما هو طويل الأجل. وتتضمن هذه العواقب إصابات تشمل إصابات في الرأس والإعاقة الوخيمة، ولا سيما بين صغار الأطفال، واضْطِرابُ الكَرْبِ التَّالي للرَّضْح، والقلق، والاكتئاب، والعدوى المنقولة جنسياً، بما فيها فيروس العوز المناعي البشري. وقد تواجه المراهقات مسائل صحية إضافية، من بينها الاضطرابات النسائية والحمل غير المرغوب فيه. وقد تؤثر إساءة معاملة الأطفال على الأداء المعرفي والأكاديمي، وتقترن بقوة بإساءة استعمال الكحول والمخدرات والتدخين – وهي عوامل رئيسية لخطر الإصابة بأمراض غير سارية مثل الأمراض القلبية الوعائية والسرطان.

وتسبب إساءة المعاملة الإجهاد المرتبط بالاضطراب أثناء نمو الدماغ المبكر. ويمكن للإجهاد المفرط أن يعوق نمو النظام العصبي والنظام المناعي. وبالتالي، يتزايد تعرّض الأطفال الذين عانوا من إساءة المعاملة لمشاكل سلوكية ومتعلقة بالصحة البدنية والنفسية عندما يكبرون، مثل ما يلي:

  • ارتكاب العنف أو الوقوع ضحية له
  • الاكتئاب
  • التدخين
  • السمنة
  • السلوكيات الجنسية المحفوفة بمخاطر عالية
  • الحمل غير المقصود
  • إدمان الكحول والمخدرات.

كما أن العنف ضد الأطفال يسهم في انعدام المساواة في التعليم. ويكون الأطفال الذين تعرضوا لأي شكل من أشكال العنف في مرحلة الطفولة عُرضة أكثر من غيرهم بنسة 13% لعدم التخرج من المدارس.

وإلى جانب العواقب الصحية والاجتماعية والتعليمية المترتبة على إساءة معاملة الأطفال، يوجد تأثير اقتصادي يشمل تكاليف العلاج في المستشفيات، وعلاج الصحة النفسية، ورعاية الأطفال، وتكاليف صحية أطول أجلاً.

عوامل الخطر

لقد تم تحديد عدد من عوامل الخطر المرتبطة بإساءة معاملة الأطفال. وليست كل عوامل الخطر هذه موجودة في جميع السياقات الاجتماعية والثقافية، وتقدم القائمة المعروضة هنا لمحة عامة لدى محاولة فهم أسباب إساءة معاملة الأطفال.

الأطفال

من المهم التأكيد على أن الأطفال هم الضحايا وأنه لا يجوز لومهم أبداً على إساءة المعاملة. ومن بين سمات فرادى الأطفال التي قد ترفع من احتمالات تعرضهم لإساءة المعاملة ما يلي:

  • أن يكون الطفل إما دون الرابعة من العمر أو في سن المراهقة
  • أن يكون الطفل غير مرغوب فيه أو يكون قد أخفق في تحقيق توقعات والديه
  • أن تكون لدى الطفل احتياجات خاصة، أو يكون كثير البكاء، أو تكون لديه سمات جسدية غير طبيعية
  • أن يكون الطفل مصاباً بإعاقة ذهنية أو اضطراب عصبي
  • أن يعرّف الطفل نفسه بأنه مثلي أو مزدوج الميل الجنسي أو من مغايري الهوية الجنسانية، أو أن يعرّفه غيره بذلك.

الوالدِين أو مقدمو الرعاية

من بين سمات والدي الأطفال أو مقدمي الرعاية التي قد تزيد من خطر تعرّض الأطفال لإساءة المعاملة ما يلي:

  • صعوبة التواصل مع المولود
  • عدم رعاية الطفل
  • تعرضهم لإساءة المعاملة حين كانوا أطفالاً
  • نقص الوعي بنماء الطفل أو تحديدهم لتوقعات غير واقعية
  • إدمان الكحول أو المخدرات، بما في ذلك أثناء الحمل
  • التمتع بمستوى منخفض من الاعتزاز بالنفس
  • المعاناة من ضعف القدرة على التحكم في الاندفاع
  • المعاناة من اضطراب نفسي أو عصبي
  • المشاركة في نشاط إجرامي
  • مواجهة صعوبات مالية.

العلاقات

من بين سمات العلاقات مع الأسر أو فيما بين العشراء والأصدقاء والأقران التي قد تزيد من خطر تعرّض الأطفال لإساءة المعاملة ما يلي:

  • تفكّك الأسرة أو نشوب العنف بين أفراد الأسرة الآخرين؛
  • الانفصال عن المجتمع أو الافتقار إلى شبكات الدعم
  • تلاشي الدعم الذي تقدمه الأسرة الموسعة في تربية الطفل.

العوامل المجتمعية والاجتماعية

من بين سمات المجتمعات التي قد تزيد من خطر تعرّض الأطفال لإساءة المعاملة ما يلي:

  • الفوارق القائمة بين الجنسين وبين مختلف الشرائح الاجتماعية؛
  • انعدام المساكن اللائقة والخدمات اللازمة لدعم الأسر والمؤسسات؛
  • ارتفاع مستويات البطالة أو الفقر؛
  • سهولة الحصول على الكحول والمخدرات؛
  • عدم كفاية السياسات والبرامج الرامية إلى توقي إساءة معاملة الأطفال، واستغلال الأطفال في المواد الإباحية، وبغاء الأطفال، وعمل الأطفال.
  • القواعد الاجتماعية والثقافية التي تشجّع أو تمجّد ممارسة العنف ضدّ الغير أو تدعم اللجوء إلى العقاب البدني أو تفرض أدواراً جامدة على كلا الجنسين أو تقلص مكانة الطفل في العلاقات القائمة بين الآباء والأطفال؛
  • السياسات الاجتماعية والاقتصادية والصحية والتعليمية التي تؤدي إلى تدني مستوى المعيشة أو إلى عدم المساواة أو عدم الاستقرار في المجالين الاجتماعي والاقتصادي.

سبل الوقاية

تقتضي الوقاية من إساءة معاملة الأطفال اتباع نهج متعدّد القطاعات.

وكلّما تم تنفيذ تلك التدخلات مبكّراً في حياة الأطفال زادت نسبة المنافع بالنسبة للأطفال (مثل النماء المعرفي، والكفاءة السلوكية والاجتماعية، والتحصيل العلمي) وبالنسبة للمجتمع (مثل انخفاض معدلات الجنوح والإجرام).

ومن التدخلات الفعالة والواعدة ما يلي:

  • تقديم الوالدين ومقدمي الرعاية للدعم: عقد دورات لتزويدهم بالمعلومات وبناء مهاراتهم دعماً لتطوير التربية، وقيام الممرضين أو الأخصائيين الاجتماعيين أو العاملين العاديين المدرَّبين بتنفيذ التنشئة غير العنيفة من خلال سلسلة من الزيارات المنزلية أو في بيئة مجتمعية.
  • النهُج المتصلة بالتعليم والمهارات الحياتية:
    • زيادة الالتحاق بالتعليم الجيد للسماح للأطفال باكتساب المعارف والمهارات والخبرات التي تبني القدرة على الصمود وتحد من عوامل التعرّض لخطر العنف
    • تنفيذ برامج تهدف إلى توقي الاعتداء الجنسي، وتبني الوعي وتعلم المهارات من أجل مساعدة الأطفال والمراهقين على فهم مبدأ القبول، وتجنب الاعتداء والاستغلال الجنسيين واتقائهما، وطلب المساعدة والدعم
    • تنفيذ تدخلات لبناء مناخ مدرسي إيجابي وبيئة خالية من العنف، وتعزيز العلاقات بين الطلاب والمدرسين والإداريين
    • النهُج المتصلة بالمعايير والقيم: تنفيذ برامج تهدف إلى تغيير المعايير الجنسانية والاجتماعية المقيِّدة والضارة التي تتمحور حول تنشئة الأطفال وتأديب الأطفال والمساواة بين الجنسين وتعزيز دور الآباء في التنشئة
    • تنفيذ القوانين وإنفاذها: القوانين التي تحظر العقوبة العنيفة والتي تحمي الأطفال من الاعتداء والاستغلال الجنسيين.
    • خدمات الاستجابة والدعم: اكتشاف الحالات مبكراً بالاقتران مع تقديم الرعاية المستمرة للأطفال الضحايا وأسرهم للمساعدة على الحد من تكرار إساءة المعاملة والتخفيف من حدة عواقبها.

ولتعظيم آثار الوقاية والرعاية، توصي المنظمة بتنفيذ التدخلات كجزء من نهج إزاء الصحة العامة يتألف من أربع خطوات:

  • تحديد المشكلة؛
  • التعرف على الأسباب وعوامل الخطر؛
  • تصميم واختبار التدخلات الرامية إلى الحد من عوامل الخطر؛
  • نشر المعلومات عن فعالية التدخلات وزيادة حجم التدخلات التي ثبتت فعاليتها.

استجابة منظمة الصحة العالمية

تسعى منظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع عدد من الشركاء، إلى الاضطلاع بما يلي:

  • توفير الإرشادات المتعلقة بتوقي إساءة معاملة الأطفال استناداً إلى البيّنات؛ انظر الاستراتيجيات السبع (INSPIRE) لوضع حد للعنف ضد الأطفال
  • توفير إرشادات مُسندة بالبيّنات لمساعدة مقدمي خدمات الرعاية الصحية في الخطوط الأمامية على التعرف على الأطفال الذين يعانون من العنف والإهمال، وتزويدهم بدعم مباشر مُسند بالبيّنات؛ انظر https://apps.who.int/iris/bitstream/handle/10665/361272/9789240048737-eng.pdf (بالإنكليزية)
  • الدعوة إلى زيادة الدعم الدولي لتوقي إساءة معاملة الأطفال استناداً إلى البيّنات والاستثمار فيه؛
  • تقديم الدعم التقني لبرامج توقي إساءة معاملة الأطفال استناداً إلى البيّنات في عدة بلدان منخفضة ومتوسطة الدخل.

 

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.