الإمارات ترسخ ريادتها التكنولوجية عالميًا ومايكروسوفت تضخ 8 مليارات دولار
الإمارات ترسخ ريادتها التكنولوجية عالميًا
ومايكروسوفت تضخ 8 مليارات دولار
✍️ بقلم: طه المكاوي
شراكة تاريخية تعيد تشكيل خريطة الذكاء الاصطناعي في المنطقة
في خطوة تُعد من أهم التحولات في مشهد التكنولوجيا العالمي، أعلنت شركة مايكروسوفت عن استثمار استراتيجي تتجاوز قيمته 8 مليارات دولار في الإمارات، يشمل تطوير مراكز بيانات عملاقة وتزويد الدولة بشحنة ضخمة من رقائق الذكاء الاصطناعي المتقدمة من شركة إنفيديا، بعد الحصول على الموافقات الأمريكية الرسمية للتصدير.

وتعزز هذه الخطوة مسيرة الإمارات لتكون مركزًا عالميًا لتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث تمثل الدولة اليوم وجهة أولى لكبار المستثمرين وشركات التكنولوجيا العالمية.
الإمارات ضمن ثلاث دول تقود مستقبل الذكاء الاصطناعي
أكد نادر غزال رئيس المجلس الأفروآسيوي للذكاء الاصطناعي أن الإمارات تحتل موقعًا فريدًا على خريطة الابتكار العالمي، قائلًا:
> “الإمارات واحدة من ثلاث دول فقط في العالم تصنع مستقبل الذكاء الاصطناعي.. نحن لا نستهلك التكنولوجيا بل نصنع أدواتها”.
تصريحات غزال لم تأت من فراغ، فالدولة عززت خلال السنوات الأخيرة بنية تحتية متطورة، واستثمرت في البحث والمواهب، وأطلقت استراتيجيات وطنية طموحة جعلتها قوة مؤثرة في اقتصاد المعرفة.
آلاف رقائق إنفيديا في طريقها إلى أبوظبي
بحسب مايكروسوفت، تضمن الترخيص الأمريكي شحن أكثر من 60,000 شريحة NVIDIA A100 — أحد أهم المعالجات في العالم لمشاريع الذكاء الاصطناعي المتقدمة — إلى الإمارات.
ومن المقرر أن تذهب حصة كبيرة من هذه القدرات لشركة G42 الإماراتية، التي تعد لاعبًا رئيسيًا في الذكاء الاصطناعي والحوسبة المتقدمة في المنطقة، بقيادة الشيخ طحنون بن زايد.
استثمارات تمتد لأربع سنوات لدعم مراكز البيانات والذكاء الاصطناعي
تأتي هذه الاستثمارات على مدار أربع سنوات، وتستهدف:
توسعة البنية التحتية للحوسبة السحابية
تطوير مراكز بيانات فائقة القدرات
تعزيز مشروعات الذكاء الاصطناعي المطورة محليًا
دعم صناعة البيانات والخدمات الذكية في المنطقة
هذه الخطوة تمثل نقطة تحول في تعزيز قدرة الإمارات على استضافة وتطوير نماذج الذكاء الاصطناعي العالمية ومنافسة عمالقة الصناعة في آسيا وأوروبا.
تحليل اقتصادي: الإمارات تتقدم إلى قلب المنافسة العالمية
هذه الصفقة ليست مجرد استثمار مالي؛ بل هي رسالة اقتصادية وجيوسياسية بامتياز. فبينما تتنافس القوى الكبرى للسيطرة على موارد الذكاء الاصطناعي، تثبت الإمارات أنها لاعب رئيسي يمتلك:
القدرة المالية
الرؤية الاستراتيجية
الشركاء الدوليين
البنية الرقمية المتقدمة
وتأتي الصفقة في وقت تشتد فيه المنافسة بين الولايات المتحدة والصين، ما يجعل الإمارات نقطة توازن ومحورًا استراتيجيًا في الاقتصاد التكنولوجي العالمي.
رؤية مستقبلية: من مستهلك للتكنولوجيا إلى مُنتج لها
تلخص تصريحات غزال المشهد بدقة:
> “نحن صُنّاع المستقبل.. كل الأدوات متاحة، والخطوات تتسارع”.
فالإمارات لا تراهن فقط على التكنولوجيا، بل على قيادة مسارها العالمي عبر:
الاستثمار في المواهب
الشراكات الكبرى
بناء قدرات بحثية وصناعية متقدمة
توسع عالمي في تقنيات الذكاء الاصطناعي
بوابة الشرق الأوسط إلى اقتصاد الذكاء
تؤكد هذه التطورات أن الإمارات لا تتبع موجة التكنولوجيا العالمية.. بل تشكلها.
ومع تدفق الاستثمارات وبروز كيانات رائدة مثل G42، تبدو الدولة في طريقها لتصبح:
“سيليكون فالي الشرق الأوسط.. وربما مركز الذكاء الاصطناعي العالمي القادم.”
