الاعتراف الأوروبي بفلسطين… بداية التحول ونهاية الأسطورة الصهيونية

الاعتراف الأوروبي بفلسطين… بداية التحول ونهاية الأسطورة الصهيونية

بقلم/ إيمان سامي عباس

الاعتراف .. بدأ النور يلوح في نهاية النفق المظلم، معلنًا إرهاصات انتصار الشعب الفلسطيني في طريقه لاستعادة دولته التي قوضها الاحتلال منذ عام 1948. فكما وُلد الكيان الإسرائيلي باعتراف دولي، يبدو أن نهايته قد تأتي أيضًا عبر موجة الاعتراف الدولي المتصاعد بدولة فلسطين. هذا الاعتراف لم يكن ليحدث لولا التضحيات العظيمة للشعب الفلسطيني من دماء ودمار وتشريد، والتي نُقلت لأول مرة للعالم على الهواء مباشرة، لتسقط كل الأعذار وتكشف زيف الدعاية الإسرائيلية.

 

التحول الكبير لا يكمن فقط في الاعتراف بحد ذاته، وإنما في كونه صادرًا عن دول أوروبية وكندا وأستراليا، بعد أن ظل لعقود محصورًا في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية. وهو ما يعكس الانتصار السياسي للمقاومة الفلسطينية، ويؤكد أن نضال الشعوب مهما واجه من تحديات هو المنتصر في النهاية.

أثر الاعتراف الأوروبي على المشهد السياسي

الاعتراف الأوروبي بدولة فلسطين يعد نقلة نوعية في المشهد الدولي. فهو يمنح الشرعية الواسعة للدولة الفلسطينية، ويشكل ضغطًا جماعيًا على إسرائيل لإعادة التفكير في سياساتها. كما أن انضمام دول مؤثرة كإسبانيا، وإيرلندا، والنرويج، وفرنسا، وبريطانيا، إلى جانب كندا وأستراليا، يضعف الموقف الأمريكي المنحاز ويجعلها وحيدة في مواجهة إجماع دولي متنامٍ.

صحيح أن هذا الاعتراف لا يحل قضايا كبرى مثل القدس واللاجئين والحدود، لكنه يعزز مكانة فلسطين في المحافل الدولية ويمنحها غطاءً دبلوماسيًا لم يكن متاحًا من قبل. بل ويُعيد إحياء خيار حل الدولتين باعتباره السبيل الوحيد لإنهاء الصراع، رغم تشكك الكثيرين في نوايا إسرائيل.

نحو مشهد جديد للقضية الفلسطينية

يُنظر إلى هذه الاعترافات باعتبارها بداية تغيير في الديناميكيات السياسية، إذ قد تدفع مزيدًا من الدول الأوروبية للحاق بالركب، مما يعزز الضغط على إسرائيل ويجعل من الصعب تجاهل حقوق الشعب الفلسطيني. ومن زاوية أخرى، يعزز الاعتراف الموقف التفاوضي الفلسطيني، حيث يصبح الفلسطينيون طرفًا معترفًا به في أي مفاوضات دولية.

ورغم أن هذا الاعتراف قد يثير ردود فعل انتقامية من إسرائيل أو الولايات المتحدة، فإنه يظل خطوة استراتيجية تُشعر الفلسطينيين بأنهم ليسوا وحدهم في معركتهم، وأن قضيتهم لها أنصار على الساحة الدولية. وبالنهاية، يمكن القول إن الاعتراف الأوروبي بفلسطين ليس مجرد خطوة دبلوماسية، بل بداية نهاية المشروع الصهيوني على أرض فلسطين.

كاتبه المقال . إيمان سامي عباس

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.