التحول الرقمي يقتحم مجال التغذية العلاجية في مصر
التحول الرقمي يقتحم مجال التغذية العلاجية في مصر
بقلم / طه المكاوي
في مشهد يعكس التقاء العلم بالتكنولوجيا، احتضن فندق ترايمف بلازا بمصر الجديدة يوم الجمعة 26 سبتمبر 2025 فعاليات مؤتمر FOODEX للتغذية العلاجية والتغذية الرقمية،
بمشاركة واسعة من أطباء وأساتذة جامعات وخبراء تغذية وباحثين في مجالات الرعاية الصحية والذكاء الاصطناعي.
جاء المؤتمر تحت شعار «Digital Nutrition – التغذية الرقمية» ليطرح رؤية مستقبلية جريئة: هل يمكن للبيانات والذكاء الاصطناعي أن يصبحا شريكين أساسيين لأخصائي التغذية؟ وهل نشهد خلال سنوات قليلة عيادات تغذية تعمل بالتحليل الرقمي أكثر من الورقي؟
يوم علمي مكثف بأكثر من 50 متحدثًا
امتدت فعاليات المؤتمر نحو 11 ساعة متواصلة، توزّعت ما بين محاضرات علمية، وورش تدريبية تطبيقية، وحلقات نقاش مفتوحة حول أحدث المستجدات في علاج الحالات المرضية غذائيًا باستخدام أدوات رقمية متقدمة.
وشارك في المؤتمر أكثر من 50 متحدثًا من أبرز المتخصصين، من بينهم الأستاذ الدكتور هشام الوصيف وعدد من قيادات أقسام التغذية بالمستشفيات الجامعية والعسكرية والخاصة.
أهم محاور المؤتمر
التغذية القائمة على الذكاء الاصطناعي
منصات رقمية لمتابعة المرضى عن بُعد
الأنظمة الغذائية الحديثة وتأثيرها الإكلينيكي
إدارة التغذية في غرف العناية المركزة
تحية تقدير للمنظمين والرعاة
وجّه المشاركون تحية تقدير لفريق التنظيم والإدارة على الاحترافية العالية التي ظهرت في إدارة الجلسات،
كما تم الإشادة بالجهات الراعية للمؤتمر التي دعمت رؤيته نحو تحديث قطاع التغذية العلاجية في مصر.
انطباعات الحضور والمتحدثين
وأجمع عدد من المتحدثين والحضور على أن المؤتمر يمثل نقلة نوعية في مفهوم التعليم الطبي المستمر، حيث قال بعض المشاركين إنهم لأول مرة يرون هذا التداخل المتكامل بين الجانب الأكاديمي والجانب الرقمي التطبيقي في مجال التغذية.
فيما عبّر البعض عن استعدادهم لتطبيق ما شاهدوه من أدوات رقمية في عياداتهم ومؤسساتهم الطبية، مؤكدين أن التحول الرقمي في التغذية لم يعد خيارًا، بل ضرورة بقاء وتطور للمهنة.
الخاتمة التحليلية
إن مؤتمر FOODEX 2025 لم يكن مجرد فعالية علمية عابرة، بل كان إعلانًا واضحًا عن بداية عصر جديد في الممارسة الغذائية في مصر. فإذا كانت التغذية العلاجية قد بدأت منذ عقود كفرع مساعد للطب، فإنها اليوم ـ بفضل التكنولوجيا ـ تتأهل لتصبح ركيزة رئيسية في التشخيص والعلاج والتعافي.
ومع دخول الذكاء الاصطناعي إلى غرف التغذية السريرية، فإننا أمام واقع جديد لن يكتفي فيه المريض بتلقي “نصيحة عامة”، بل سيحصل على خطة غذائية دقيقة تُصمم له بناءً على بياناته الحيوية لحظة بلحظة.