الحرب العالمية الثالثة .. أهداف معلنة وأخرى خفية
الحرب العالمية الثالثة .. يبدو أنها قد بدأت منذ سنوات، وليست مع حرب إيران وإسرائيل وحسب، حيث اشتعلت بعدة أشكال وطرق، أيضا هي ليست كالحروب السابقة تدار بالأسلحة التقليدية المعروفة، ولكن هذه الحرب يستخدم فيها شتى أنواع الأسلحة.
تقرير: دعاء علي
حرب بيولوجية
البداية كانت بالوباء والفيروس المخلق، كورونا أو جائحة”كوفيد 19، فهي حرب بيولوجية والذي يبتكر منه كل عام متحور جديد، حيث راح ضحيته الملايين من البشر حول العالم، ولم يفرق بين دولة غنية أو فقيرة ولا صغير أو كبير ولا أبيض أو اسود، فقد أجتاح العالم بأثره حيث تخطت الإصابات المؤكدة بجائحة فيروس كورونا، في عام 2020، حاجز الثمانية ملايين شخص حول العالم، من بينهم أكثر من 438 ألف حالة وفاة وحوالي ثلاثة ملايين و 910 آلاف حالة تماثلت للشفاء.
روسيا وأوكرانيا
أما الحرب الروسية الأوكرانية التي بدأت في فبراير 2022، والتي كان لامبرر لها ولا سبب، حيث اتخذت روسيا قرارًا متعمدًا في شن حرب على أوكرانيا، وذلك عقب ضمه شبه جزيرة القرم غير الشرعية، وهو صراع ليس بجديد بين الدولتين حيث كانت بداية النزاع في شرق أوكرانيا عام 2014، وحينذاك قررت فرنسا وشركاؤها في الاتحاد الأوروبي منذ أول يوم من النزاع، الاشتراك بقوة بهدف مساندة أوكرانيا والشعب الأوكراني نكاية في الدب الروسي.
اقرأ ايضا: الخلافات الزوجية.. سقف واحد و قلوب متباعدة وأرواح تائهة
ليس ذلك وحسب، فالحرب الروسية الأوكرانية كان الهدف الرئيسى منها والأهم هو الجانب الاقتصادي، حيث كانت المصالح الاقتصادية أيضًا دافعًا لهجوم روسيا على أوكرانيا وضمها للجنوب الشرقي، فالسيطرة على ثروة الحبوب ورواسب الليثيوم في دونباس ستمنح روسيا “احتكارًا للسوق العالمية”، لما له من أهمية في العديد من التقنيات الحديثة وخاصة صناعة الأجهزة الاليكترونية وغيرها من الصناعات الهامة، فهو معدن حيوي وذلك لأهميته في التحول نحو الطاقة النظيفة.
فتلك الحرب قد خلفت ورائها خسائر طائلة، حيث أنفقت روسيا 300 مليار دولار وحصدت أرواح الملايين من الوفيات، بينما خسرت أكثر من 150 ألف شخص مع تشريد أكثر من 10 ملايين مواطن، في حرب قتلت عشرات الآلاف في أوكرانيا وشردت الملايين، وتعدت المشهد الأمني في أوروبا بشكل واضح.
الحرب الأكثر دموية
ولم نلتقط أنفاسنا من الكوارث السابق ذكرها، حتى أصبحنا في 7 أكتوبر 2023، على هجوم إسرائيلي غاشم على قطاع غزة، وإبادات جماعية لأهل القطاع من الأطفال الابرياء والنساء والشباب والعجائز، العزل من السلاح الذين لاحول لهم ولاقوة ولا مأوى، حيث راح ضحيتها الأطفال، فهم من تحمل العبء الأكبر من العدوان الإسرائيلي المستمر، وكان الهدف من ذلك ترك أهالي القطاع أراضيهم، والزج بهم إلى سيناء، ولكن القيادة المصرية الحكيمة أبت إلا ذلك، فهم أولى بأرضهم وبلادهم حتى لا تترك للعدو، وبذلك قدتنتقل الحرب من غزة إلى الأراضي المصرية.
اقرأ ايضا: أسما شريف منير تدافع عن نفسها: مش همشي غلط علشان أرضي الناس
كما عانى قطاع غزة من خسائر فادحة في صفوف المدنيين بسبب القصف الإسرائيلي، بينما أفادت وزارة الصحة الفلسطينية أنه ما لا يقل عن 28.064 فلسطيني (من بينهم أكثر من 10.000 قاصر) قد قتلوا، وأكثر من 67.611 جريح، و7,000 في عداد المفقودين تحت الأنقاض، بإجمالي أكثر من 90,000 ضحية منذ بدء الحرب، وهو ما يعادل حوالي 4% من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، حتى أصبحت هذه الحرب الأكثر دموية على الإطلاق خلال الصرع العربي الإسرائيلي وإلى الآن.
إيران أكون أو لا أكون
أما إيران سواء اختلفنا أم اتفقنا على سياستها في التعامل مع جيرانها، ولكن لن أنكر أنها قد أثلجت قلوبنا في ردها القوي الرادع إلى حدما على العدوان الإسرائيلي الذي داهم بلادهم الجمعة الماضية، والذي أسفر عن مقتل ثلاثة من العلماء النوويين في اعتدائه على الأراضي الإيرانية، وذلك بعد إعلان طهران عن مقتل 6 علماء نوويين، ليرتفع بذلك العدد حتى الآن إلى 9 علماء.
وعن الرد الإيراني على العدو اللدود، والذي كشف حقيقة العدو الأكبر للعرب والمسلمين وفضح ضعفه أمام العالم، ذلك بأن إيران قد أطلقت 370 صاروخا وأكثر من 100 مسيرة على إسرائيل، ونفذت 11 هجوما على إسرائيل منذ بدء الحرب”، الأمر الذي نتج عنه تشريد المستوطنين الإسرائيليين، وتخريب بعض المنشئات ولجوئهم إلى المخابئ خوفا وهلعا، حتى ذاقوا وبال أمرهم وعدوانهم وغطرستهم على الأبرياء العزل.
أخيرا: فجميع ماسبق ذكره، ماهو إلا مقتطفات ولمحات بسيطة لما يحدث منذ سنوات، على أرض الواقع حتى اصبح جزء لايتجزأ من يومياتنا، حيث نصبح ونمسي عبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، على كل جديد ومفتعل من الحروب بشتى أشكالها، وهنا السؤال: هل الحرب العالمية الثالثة بدأت منذ سنوات ولكنها بصور مختلفة؟
يتعين علينا أن ندقق النظر فيما يحدث حولنا، فنحن لسنا بمنأى عن هذه الصراعات التي تحمل أهداف معلنة وأخرى خفية لا يعلمها إلا الله،