الدبلوماسيَّة الاقتصاديَّة واستثمار العلاقات السياسية بين سلطنة عُمان ودول العالم
الدبلوماسيَّة الاقتصاديَّة واستثمار العلاقات السياسية بين سلطنة عُمان ودول العالم
مسقط، تقرير:
تُعدُّ الدبلوماسيَّة الاقتصاديَّة إحدى الأدوات التي تعوِّل عليها سلطنة عُمان في سَعْيها نَحْوَ جذب المزيد من الاستثمارات، ومنذُ تَولِّي السُّلطان هيثم بن طارق مقاليد الحُكم، حرص على الاستفادة من العلاقات الممتدَّة والطيِّبة التي تجمع السَّلطنة بكافَّة دوَل العالم على الصعيد الاقتصاديِّ.
وكان الملفُّ الاقتصاديُّ حاضرًا وبقوَّة خلال الزيارات المتبادلة لسلطان عُمان مع قادة الدوَل التي قام بزيارتها خلال الفترة الماضية؛ إيمانًا بأهميَّة الدَّور الدبلوماسيِّ في تحقيق التنمية الشاملة المستدامة للاقتصاد الوطنيِّ، وأهميَّة تبادل المصالح بَيْنَ الدوَل في تحقيق الاستقرار والسَّلام في كافَّة رُبوع المعمورة، ودَوْرها في تعزيز النهج العُمانيِّ القائم على الحياد الإيجابيِّ والاحترام المتبادل وتنمية المصالح المشتركة.
ولَمْ يكتفِ السُّلطان هيثم بن طارق، بتعظيم الاستفادة من العلاقات الدبلوماسيَّة على مستوى القيادة، بَلْ جاءت توجيهاته حاضرةً للخارجيَّة العُمانيَّة بضرورة وأهميَّة عمل سفارات سلطنة عُمان بالخارج بكثافة لجعل الدبلوماسيَّة الاقتصاديَّة من الأركان الأساسيَّة التي تقوم بها السفارات في مختلف الدوَل لجلبِ الاستثمار إلى البلاد. وأضحى مصطلح الدبلوماسيَّة الاقتصاديَّة حاضرًا قولًا وفعلًا، وأصبحت إحدى أهمِّ الطُّرق الدَّاعمة لِمَا تملكه من مُقوِّمات اقتصاديَّة تُحقِّق النُّمو المُستدام المَرجوَّ.
ومن هذا المنطلق، جاء تنظيم سفارة سلطنة عُمان بالمملكة المُتَّحدة في لندن، بالتعاون مع مركز الأعمال بجامعة غرب لندن، المنتدى التجاريَّ العُمانيَّ البريطانيَّ بمشاركة جهاز الاستثمار العُمانيِّ ووزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار وعددٍ من الشركات الحكوميَّة التي تُمثِّل مختلف القِطاعات.
وتنظيم مِثل هذه الفعاليَّات في العواصم الاقتصاديَّة الكبرى، والتركيز على فرص الاستثمار في سلطنة عُمان في مختلف المجالات والتسهيلات المقدَّمة للمستثمرين، والتعريف بمختلف القِطاعات المتاحة للاستثمار بهدف تحقيق التنويع الاقتصاديِّ، وتقديم الشركات العُمانيَّة عروضًا مرئيَّة حَوْلَ الفرص الاستثماريَّة المتاحة في القِطاعات اللوجستيَّة والسياحيَّة والتعدين والثروة السمكيَّة والأغذية، وغيرها من القِطاعات الاقتصاديَّة التي تمتلك فيها السَّلطنة مُقوِّمات وفرصًا اقتصاديَّة واعدة، فإنَّ هذا التنظيم يعمل على تسريع وتيرة تحقيق الأهداف الاقتصاديَّة المنشودة، التي تسعى إلى تحقيقها رؤية عُمان 2040 الطموحة، والتي تُعدُّ بوَّابة البلاد نَحْوَ المستقبل الواعد.
وتبرز أهميَّة المنتدى التجاريِّ العُمانيِّ البريطانيِّ في أنَّه يجمع في مكان واحد عددًا كبيرًا من الجهات والشركات العُمانيَّة، التي تستعرض فرص التعاون الاقتصاديِّ، مع عددٍ من المسؤولين بالحكومة البريطانيَّة إلى جانب مشاركة نَحْوِ 150 شركة بريطانيَّة؛ لِيكُونَ أفضل ترجمة للتوجيهات السَّامية للسطان هيثم بتفعيل دَوْرِ الدبلوماسيَّة الاقتصاديَّة وتنشيط عمل الملحقيَّة التجاريَّة في سفارة سلطنة عُمان بالمملكة المُتَّحدة، حيث تمَّ الإعلان خلال المنتدى عن تقديم سفارة سلطنة عُمان في لندن خدمات خاصَّة بالمستثمرين في المملكة المُتَّحدة، تتمثل في توفير خدمات “استثمر في عُمان” ما سيُسهم في جلب الاستثمار الأجنبيِّ المباشر، وسيكُونُ له أثَرٌ واسع وكبير، خصوصًا وأنَّ المملكة المُتَّحدة تُعدُّ من أكبر الشركاء التجاريين للسَّلطنة في العالم أجمع.