الساحل الشرير .. رقص وإثارة وعري وجنس و أشياء أخرى

الساحل الشرير .. رقص وإثارة وعري وجنس و أشياء أخرى

كتبت مروه السيد أبو سوسو

الساحل الطيب والشرير.. صراع طبقي على “حلبة الساحل” في مصر، معارك الـ”سوشيال ميديا” بسعر زجاجة مياه وأججتها “خناقة شوارع” في أحد المنتجعات
تأسست منظومة “الساحل الشمالي” في المجتمع المصري منتصف ثمانينيات القرن الماضي
الطقس في مصر خلال شهري يوليو وأغسطس وجزء من سبتمبر حار نهاراً ولطيف مع نسمة هواء معبأة بتراشقات لفظية وعراكات بالأيدي وربما الأرجل مساءً وعلى رغم أنها نادراً ما تمطر في هذه الأشهر التي تؤثر سلباً في الحال النفسية لبعضهم وتلقي بظلال الرطوبة الثقيلة على تصرفات بعضهم الآخر، إلا أنها تمطر تغريدات وتدوينات وصوراً وفيديوهات على أثير الـ”سوشيال ميديا” على مدار ساعات اليوم. ساعات النهار عادة ما تخصص في هذه الأشهر لتحليل ما جرى في اليوم السابق على شواطئ الأغنياء وما دار في شواطئ الفقراء والبسطاء على أن تترك مساحة معقولة لما سيجري بثه مساء على أثير برامج الـ توك شو الليلية مما تبع منها الدولة حيث إشارات طفيفة خفيفة سريعة لمعارك الشواطئ الطبقية وما انجرف منها صوب الجماعات الهاربة والمجموعات المتصيدة في مياه المصايف العكرة والصافية على حد سواء.

عادة موسمية تلك العادة الموسمية باتت لصيقة بشهور الصيف وتنامت وتفاقمت وتغلغلت في العقد الماضي لكن الجانب الخفي من المفردات التي قلما يلتفت إليها أحد والتي أعادت اكتشافها هذه الأحداث تكشف عن وجهها في صيف كل عام على شواطئ المحروسة لمن استطاع إليها سبيلاً وعبر ملايين الشاشات ملاذ الملايين الافتراضي في أشهر الحر والمفردات المعاد اكتشافها هي “صراع الطبقات وعراك الفئات”. طبقات مصر وفئاتها الملتبسة اقتصادياً تجد نفسها على حلبة الساحل في مثل هذه الأشهر من كل عام، لا سيما في الأعوام الـ 10 الماضية، وفريقان مزمنان يتناحران، فريق أنصار “الساحل الطيب” ورواده من البسطاء والمدافعين عنه من المثقفين والمهتمين بشؤون السلم الاجتماعي ومعهم الباحثين عن صيد ثمين في أي مياه عكرة تلوح في الأفق لأسباب سياسية بحتة، يقابله فريق أنصار “الساحل الشرير” ورواده من الأثرياء المقتدرين وثلة من المستأجرين شبه المقتدرين مطابقة المواصفات أو استيفاء شروط “فورمة الساحل” وأحكامه المتلخصة في العيش في قوقعة تفصل سكانها عن المجتمع.

ومع هذا الفريق من دون شرط التردد على الساحل الشرير ثلة أخرى من المدافعين عن حق من يبحث عن الترفيه بعيداً من أعين المتلصصين بعضهم ويراه بعضهم الآخر فرض الالتزام وتعميم الحشمة إن لم يكن فعلياً فعبر النظرات اللوامة قنبلة كل موسم وجرى العرف على مدى الأعوام القليلة الماضية أن تندلع قنبلة كل عام الموسمية بحدث ساخن مثير مثل أن تمنع إحداهن من ارتياد الشاطئ بـ البوركيني فتملأ الـ سوشيال ميديا بكاء على حقها المهدور لمجرد إنها محتشمة، وعلى قيم بلدها الإسلامية الملتزمة التي تبددت في هواء شعب الـ “سوشيال ميديا” لتوليد الـ ترند وتخليق الوسم استهلالاً لمعركة العام وكل عام وهلم جرا صراع الطبقات وعراك الفئات هذا العام تأخر بعض الشيء، ربما بسبب الأوضاع الاقتصادية المؤلمة التي عرقلت وصول المصطافين والمصطافات إلى سواحلهم الطيبة والشريرة أو لانشغال المسؤولين عن التوليد والتوليع في ترندات اكثر

محمد

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.