كتبت: مريم سمير البدراوي
أثار الجدل مؤخرًا حول استخدام الباراسيتامول – أو ما يعرف علميًا باسم الأسيتامينوفين – خلال فترة الحمل، بعد تصريحات تشير إلى احتمال وجود علاقة بين الدواء الشائع وارتفاع نسب الإصابة بمرض التوحد لدى الأطفال. هذا الجدل دفع منظمة الصحة العالمية إلى الرد وتوضيح موقفها الرسمي استنادًا إلى الأدلة العلمية المتوفرة حتى الآن.
تصريحات الصحة العالمية
أكد تاريك ياشاريفيتش، المتحدث الرسمي باسم منظمة الصحة العالمية، خلال مؤتمر صحفي في جنيف، أن الدراسات المتاحة حتى اليوم لا تقدم أي أدلة قاطعة على وجود صلة مباشرة بين تناول الباراسيتامول أثناء الحمل والإصابة بمرض التوحد.
وأشار إلى أن بعض الدراسات القائمة على الملاحظة أظهرت احتمالية وجود علاقة، لكن النتائج ما زالت متضاربة وغير متسقة. وأضاف أن إثبات أي علاقة سببية يتطلب تكرار النتائج بشكل متسق عبر عدة أبحاث علمية مستقلة.
تحذيرات للحوامل
رغم غياب الأدلة المؤكدة، شدد ممثل المنظمة على ضرورة توخي الحذر عند استخدام الأدوية خلال الحمل، خاصة في الأشهر الثلاثة الأولى. وأوصى الحوامل بعدم تناول أي دواء إلا بعد استشارة الطبيب المختص، لضمان سلامة الأم والجنين على حد سواء.
جاءت تصريحات منظمة الصحة العالمية بعد أيام من حديث الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي أشار إلى أن هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) ستعلن أن استخدام الأسيتامينوفين أثناء الحمل يزيد من مخاطر إصابة الأطفال بالتوحد.
وذكّر ترامب بأن معدل الإصابة بالتوحد في الولايات المتحدة ارتفع بشكل ملحوظ خلال العقدين الماضيين، حيث كان يصيب طفلًا واحدًا من بين كل 10 آلاف، بينما تسجل الإحصاءات الحديثة إصابة واحد من كل 31 طفلًا.
خلصت منظمة الصحة العالمية إلى أن العلاقة بين الباراسيتامول ومرض التوحد ما زالت بحاجة إلى مزيد من الدراسات الدقيقة قبل التوصل إلى نتائج حاسمة، مؤكدة أن القرارات الصحية يجب أن تستند إلى بيانات قوية ومتكررة، وليس إلى نتائج فردية أو متفرقة