الصراع المسلح: مصر وإسرائيل على أعتاب المواجهة
بقلم/ عزة الفشني
الصراع المسلح .. في ظل التطورات الأخيرة في المنطقة تشهد العلاقات بين مصر وإسرائيل توتراً غير مسبوق حيث بات الصدام بين الطرفين أقرب مما نتصور.. هذا التوتر المتزايد يعود إلى تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة والتي اعتبرتها مصر محاولة لتصفية القضية الفلسطينية.
جدل كبير واستياء
تصريحات نتنياهو التي أثارت استياءاً واسعاً في مصر والعالم العربي تأتي في ظل توترات إقليمية متزايدة وتحديات أمنية كبيرة.. مصر التي تعتبر نفسها حامية للشعب الفلسطيني وحافظة للاستقرار الإقليمي لم تتردد في الرد بقوة على هذه التصريحات مؤكدة رفضها القاطع لأي محاولة لتهجير الفلسطينيين.
الأمر الذي دفع مصر إلى الحشد العسكري على الحدود مع إسرائيل بما في ذلك الدبابات والمدرعات والغواصات والسفن الحربية
والذي يعكس إستعداد الجيش المصري للرد على أية تهديدات.
صدام مصري إسرائيلي
وفي ظل هذه التطورات يبدو أن الصدام بين مصر وإسرائيل بات وشيكاً حيث تحاول إسرائيل وضع خيارين للفلسطينيين إما التهجير أو التجويع.. فى محاولة منها للوقيعة بين مصر ومحيطها العربي وهو أمر أصبح واضحاً للعيان في الوقت الحالي
ومع استمرار التوتر والتصريحات المتبادلة بين الطرفين يبدو أن المنطقة على أعتاب مرحلة جديدة من الصراع والتوتر حيث سيكون لمصر دور كبير في تحديد مسار الأحداث. السؤال الآن: كيف ستتطور الأحداث في المنطقة؟ وهل سيكون الصدام بين مصر وإسرائيل وشيكاً حقاً؟
بعد تصريحات نتنياهو جاء الرد المصري قوياً حيث أكدت وزارة الخارجية المصرية على رفضها القاطع لأي محاولة لتهجير أهل غزة مشددة على أن هذا الأمر يظل خطأ أحمر غير قابل للتغير
إن الرسائل السياسية المصرية واضحة ومباشرة حيث تشدد
القاهرة على رفضها لأي محاولة لتهجير الفلسطينيين
مؤكدة على دعمها الكامل للقضية الفلسطينية ومحذرة من التصعيد المتزايد في المنطقة وأن تصريحات نتنياهو تزيد من التوتر وتقوض جهود السلام
– إدانات عربية حول تصريحات نتنياهو
الجدير بالذكر أن العديد من الدول العربية بما في ذلك السعودية والكويت والأردن أدانت تصريحات نتنياهو معتبرة أنها تهدف إلى عرقلة جهود السلام مؤكدين على دعمهم لمصر في مواجهة التصريحات الإسرائيلية
مؤشرات الجاهزية المصرية
يعد الجيش المصري القوة العسكرية النظامية الوحيدة في المنطقة القادرة على مواجهة التحديات التي تطرحها إسرائيل.
حيث يتمتع بتجهيزات عسكرية متطورة وتدريب عالى يمكنه من مواجهة أي تهديدات محتملة، غير أن مصر تعتمد على إستراتيجية عسكرية قوية تحافظ على أمنها القومي وتستعد لمواجهة أي تحديات.
إلى جانب الموقع الجغرافي الإستراتيجي الذي تتمتع به مصر يعزز من قدرتها على الدفاع عن نفسها حيث أن المسافة بين العريش وتل أبيب لا تتجاوز 100 كيلومتراً بينما تمتد الحدود المصرية الإسرائيلية على 240 كيلو متراً.
ومما يعزز الأمر فقد أعلن وزير الدفاع المصري عبد المجيد صقر جاهزية قوات الجيش الثالث الميداني القتالية كل ذلك يعكس استعداد مصر للتعامل مع أية تهديدات محتملة.
مخاوف إسرائيل من تحركات الجيش المصري
ما جعل إسرائيل تتابع عن كثب التحركات العسكرية المصرية في سيناء وتشعر بالقلق من تعزيزات الجيش المصري في المنطقة بالإضافة إلى صور الأقمار الصناعية التي كشفت عن وجود مئات الدبابات المصرية في مدينة العريش المصرية
فى الختام: يبدو أن العلاقات بين مصر وإسرائيل تمر بمرحلة حرجة حيث تتصاعد التوترات بين الطرفين نتيجة للتصريحات والتحركات الأخيرة.. مصر بفضل جاهزيتها العسكرية العالية واستراتيجياتها الواضحة تظهر استعدادها لمواجهة أية تحديات قد تنشأ من تصريحات أو تحركات إسرائيلية.
خاصةً أن الصراع بين مصر وإسرائيل ليس وليد اللحظة بل هو امتداد لتاريخ طويل من التوترات والصراعات.. ومع ذلك فإن الوضع الحالي يبدو أكثر تعقيداً بسبب التطورات الإقليمية والدولية المتسارعة.
في ظل هذه التحديات يبقى السؤال حول كيفية تطور الأحداث في المنطقة والخطوات التي ستتخذها مصر وإسرائيل في المستقبل.. هل ستتمكن الأطراف من احتواء التوتر والعودة إلى طاولة المفاوضات أم أن الصراع سيأخذ منحى أكثر تصعيداً ؟ وحده الوقت سيكشف عن الإجابة ولكن يبدو أن المنطقة على أعتاب مرحلة جديدة من الصراع والتوتر.