العد التنازلي لافتتاح المتحف المصري الكبير.. أعظم إنجاز أثري في القرن الحادي والعشرين
أيقونة حضارية تستعد لافتتاح رسمي عالمي
كتبت: مريم سمير البدراوي
تتواصل الاستعدادات داخل المتحف المصري الكبير تمهيدًا لافتتاحه الرسمي في الأول من نوفمبر 2025، في حدث عالمي يترقبه الملايين داخل مصر وخارجها.وأوضح المركز الإعلامي لمجلس الوزراء في تقرير مصور أن المتحف يمثل هدية مصر للعالم، وواجهة حضارية جديدة تعكس عمق التاريخ المصري وقدرته على الإبهار عبر العصور.
وأشار التقرير إلى أن حفل الافتتاح سيشهد مشاركة عدد من رؤساء وملوك العالم، تقديرًا للمكانة التاريخية والحضارية لمصر، ولمشروع المتحف الذي يعد الأكبر من نوعه في العالم المخصص لحضارة واحدة.
جوائز دولية وإشادات عالمية
نال المتحف المصري الكبير إشادات واسعة وجوائز عالمية مرموقة، حيث صنفته جائزة “فرساي” كأحد أجمل المتاحف في العالم لعام 2024، كما حصل على جائزة المشروع الأفضل عالميًا من الاتحاد الدولي للمهندسين الاستشاريين (FIDIC).
كما أكد دليل السفر العالمي “Lonely Planet” أن المتحف هو أكبر مجمع أثري في العالم لحضارة واحدة، تغطي مقتنياته فترات تمتد من 700 ألف سنة قبل الميلاد حتى عام 394 ميلادية.
وحصل المتحف على 8 شهادات ISO في مجالات الطاقة والجودة والبيئة والسلامة المهنية، بالإضافة إلى شهادة EDGE Advance كأول متحف أخضر في إفريقيا والشرق الأوسط.

تصميم فريد وتجربة عرض غير مسبوقة
يقع المتحف على مساحة 490 ألف متر مربع، ويضم مدخلًا رئيسيًا تتوسطه تمثال الملك رمسيس الثاني على مساحة 7 آلاف متر، إلى جانب الدرج العظيم الذي يمتد على مساحة 6 آلاف متر بارتفاع يعادل 6 طوابق.
ويضم المتحف 57 ألف قطعة أثرية تروي تاريخ مصر عبر العصور، منها كنوز الملك توت عنخ آمون التي تُعرض كاملة لأول مرة في قاعات مخصصة تمتد على مساحة 7.5 ألف متر مربع.
وتشمل المقتنيات التوابيت الذهبية والعربات الحربية والمجوهرات الملكية، إلى جانب القلادة النباتية النادرة التي أُعيد ترميمها بعد أكثر من 90 عامًا لتعود لبريقها الأصلي.
كما يحتوي المتحف على 12 قاعة عرض رئيسية، وقاعات عرض مؤقتة، إضافة إلى متحف الطفل الذي يمتد على مساحة 5 آلاف متر مربع، مما يوفر تجربة تعليمية وتفاعلية فريدة للزوار.

رحلة بناء تمتد لعقدين
بدأت أعمال المشروع عام 2005 بإزالة المخلفات وتجهيز الموقع، ثم انطلقت مراحل البناء الكبرى في 2016، وصولًا إلى التشغيل التجريبي في أكتوبر 2024.
ومن المقرر أن يجذب المتحف عند افتتاحه نحو 5 ملايين زائر سنويًا، ليصبح من أهم المقاصد السياحية والثقافية في العالم.
كما شهد المتحف زيارات لعدد من قادة وزعماء العالم، بينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورؤساء فيتنام وأنجولا وجزر القمر وسنغافورة وكرواتيا وصربيا ولبنان، إضافة إلى بان كي مون الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة.

تجربة توت عنخ آمون.. قلب المتحف وروحه
تُعد قاعة الملك توت عنخ آمون جوهرة المتحف، إذ تم تجهيزها بأحدث تقنيات الإضاءة والعرض التفاعلي لتروي قصة الفرعون الذهبي بأسلوب معاصر يجمع بين العلم والفن.
ويُعرض فيها تابوت الملك الذهبي للمرة الأولى منذ اكتشافه عام 1922 على يد هوارد كارتر، في مشهد ينتظره عشاق التاريخ والآثار حول العالم
