الغفران لا يبرئ الآخر… بل يحررك أنتِ من سجن الألم الصامت

الغفران لا يبرئ الآخر… بل يحررك أنتِ من سجن الألم الصامت

 

 

الغفران ليس إنكار للأذى وكذلك ليس تبرير للخطأ وليس ضعف كما يتوهم البعض .
بينما هو شفاء داخلي، نختاره لنُحرّر قلوبنا من ثِقل ما لا يمكن تغييره .

 

بقلم / جيهان ايوب

الغفران

سنقترب من الغفران كهدية نمنحها لأنفسنا أولًا.
الغفران لا يعني أنكِ نسيتِ، ولا أنكِ تجاوزتِ بسهولة، ولا أنكِ سامحتِ لتُرضي الآخرين.
الغفران، ببساطة، هو أن تختاري أن لا تحملي الألم أكثر.

نُؤذى، نعم. نُخذل، نُكسر، ويُساء فهمنا.
لكن الألم لا يتجدد من الفعل وحده… بل من إعادة استحضاره في القلب مرة بعد مرة، دون قرار بالتحرر منه.

الغفران لا يُطلب ، ولا يُقدَّم دائمًا للطرف الآخر.

أحيانًا نغفر دون أن نُخبر، دون أن نُصالح، ودون أن نُعيد العلاقة.
نغفر لأننا نستحق السلام، لا التكرار.
الغفران لا يبرئ من أذانا، لكنه يُخرجنا من خانة الضحية.
حين نغفر، نحن لا نمحو الماضي، بل نفكّ قبضته على حاضرنا.


والغفران الحقيقي يبدأ من الداخل
أن أغفر لنفسي أني لم أعرف وقتها ما أعرفه الآن.
أن أغفر قلبي لأنه وثق، وصدّق، واحتمل.
أن أغفر لحظتي المكسورة لأنها علمتني شيئًا عن نفسي.

الغفران قوة هادئة… لا صوت لها، لكنها تُغيّر ملامحك من الداخل.
يُنقّي القلب، يُعيد النبض، يُخفف التشنج، ويعيدكِ إليكِ.
ولأننا نظن أن الغفران لا يكتمل إلا بعودة العلاقة، نؤجل شفاءنا.
لكن الحقيقة انك قد تسامحين، وتنسحبين.
وقد تغفري، وتبنين حدودًا جديدة لا يُخترق فيها قلبك من نفس الباب مرتين.

الغفران ليس نسيانًا، بل حكمة.
ليس تصالحًا مع الآخر، بل تصالحًا مع قلبك.


الغفران ليس تنازلًا عن كرامتك، بل استرداد لسلامه روحك.
اغفري… لأجل قلبك، لا لأجل من جعلك تتالمين
اغفري من أجل نفسك ، لا لأجل الأخرين

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.