القدس بين التهجير والتأجير

 

القدس بين التهجير والتأجير
بقلم : احمد عزيز الدين احمد

لم يتوقف الاحتلال الإسرائيلي يوماً عن سعيه الدؤوب لتغيير هوية القدس المتنوعة.
وآخر تلك المحاولات تمثلت في الصفقة السرية التي أبرمها بعض المسؤولين في بطريركية الأرمن الأرثوذكسية في القدس، والتي تمنح بموجبها عقد تأجير لمدة ٩٩ عاماً لجزءٍ كبيرٍ من الأراضي التابعة لها في حديقة البقر ومحيطها وصولاً إلى باب الخليل لصالح مستثمرٍ إسرائيلي.
يجب علينا الدفاع عن اراضي القدس المحتلة ضدد الهجمات الصهونية المتعددة والمطالبة بإبطال الصفقة وإصدار قرار أممي يحظر بيع الأراضي في القدس المحتلة، يجب علينا كشف المستور وفضح مرتزقة إسرائيل أعلامياً حتي لا تتم تلك الصفقة التي تزيد من أغتراب القدس ومعانات الفلسطنيين في تحرير أراضيهم المحتلة.

لم يتوقف الاحتلال الإسرائيلي يوماً عن سعيه الدؤوب لتغيير هوية القدس المتنوعة وتهويدها بكلّ الوسائل المشروعة وغير المشروعة، لكنّ صمود المقدسيين وتمسكهم بأرضهم كان دائماً حجر عثرة في وجه تلك المحاولات الخبيثة. إلّا أنّ بعض المسؤولين قرروا تجاهل تضحيات المقدسيين وكلّ الفلسطينيين عن عمد، وبدؤوا فصلاً جديداً من فصول الخذلان والتخلّي عن الأرض والتاريخ الطويل.

يتمثّل هذا الفصل المشين في الصفقة السرية التي أبرمها بعض المسؤولين في بطريركية الأرمن الأرثوذكسية في القدس، والتي تمنح بموجبها عقد تأجير لمدة ٩٩ عاماً لجزءٍ كبيرٍ من الأراضي التابعة لها في حديقة البقر ومحيطها وصولاً إلى باب الخليل لصالح مستثمرٍ إسرائيلي، بهدف بناء مجمع فندقي ضخم على أنقاض ذلك الأثر المقدس لكل الاديان على السواء .

نطالب جميع الجهات المعنية وهيئة الامم المتحدة وحقوق الأنسان ولجان التراث بالعمل الدؤوب واتخاذ موقف حاسم في هذا الصدد ورفع الأمر برمته إلى الأمين العام للأمم المتحدة من أجل العمل على إبطال الصفقة وإصدار قرار أممي يحظر بيع العقارات في البلدة القديمة أو تأجيرها للاحتلال.
يجب أن نتبني جميعاً عاصفة إعلامية للوقوف حجر عسرة في سبيل أتمام تلك الصفقة المشينة في بيع أو تأجير تلك الاراضى المقدسة وعدم السماح لهولاء اليهود بالعبث بمقدسات الشعب الفلسطيني، ومقدسات الأديان، لكي يصبح من الصعب تجاهلها من قبل تلك المؤسسات الدولية،وأن يتحمل كلا دوره ومسؤوليته اتجاه تلك القضية،والتي عجز العالم حيالها من أكثر من ثمانين عاماً مضت على أحتلال أرض فلسطين.

عبر المقدسيون الأرمن عن رفضهم لهذه الصفقة السرية، وضغطوا على البطريركية التي اضطرت إلى اتّخاذ إجراءات لذر الرماد في العيون. لكن فصول الصفقة ما تزال مستمرة، ما دفع حكومتي الأردن وفلسطين إلى تجميد الاعتراف بالبطريرك الأرمني في القدس نورهان مانوغيان.

ورغم أهمية هذه الخطوة، إلا أنها قد تكون غير كافية لضمان إلغاء الصفقة واسترجاع الأراضي التي تم التخلي عنها، لذا دعونا ندعم نضال المقدسيين الأرمن وموقفهم المشرّف في الحفاظ على تاريخهم وإرثهم الذي يجسّد تاريخ وإرث كل المقدسيين والفلسطينيين على اختلاف أطيافهم وطوائفهم . ولزاماً عن الاسرائيلين أن يعلموا أن تلك الأرض المقدسة ملك للجميع ومقدسة عند الجميع ولا يجب التأجير أو البيع بأي حال من الأحوال.

تعتبر الأراضي التابعة للكنيسة الأرمنية في القدس أراض محتلة بحسب قرارات مجلس الأمن الدولي، وعلى الأمم المتحدة التدخل لإبطال الصفقة وحظر بيع الأراضي في القدس المحتلة أو تأجيرها من أجل حماية المقدسيين وجميع الفئات وضمان عدم طردهم من أرضهم.
لطالما وقفت مجتمعاتنا العربية والدولة المصرية إلى جانب الفلسطينيين وحقوقهم منذ انطلاقة الوضع الراهن في القدس، حيث ساهمنا في دفع الأمم المتحدة نحو الاعتراف بدولة فلسطين ودعمنا حقوق الأسرى، لاسيما الأطفال منهم، ورفعنا الصوت عالياً لأجلهم في جميع المحافل الدولية وصولاً إلى وقوفنا ضد صفقة القرن التي حاول ترامب فرضها على دول المنطقة. لكن النضال طويل جداً وعلينا اليوم أن نجتمع مجدداً وندعوا مجدداً من أجل المساهمة في الحفاظ على القدس وهويتها الجامعة لكل الأديان والطوائف.
ومن هنا أدعوا جامعة الدول العربية ومجلس الأمن الدولي لاتخاذ القرارات المناسبة والحتمية والفورية دون تأخير لوقف تلك الصفقة أو تمريرها لصالح تلك الفئة الباغية.

مع الأمل والتصميم، لا شيء سيصبح مستحيل.

بقلم / احمد عزيز الدين احمد
٢٤ يونيو ٢٠٢٣ م
الكاتب والرؤايى

القدس بين التهجير والتأجير

القدس بين التهجير والتأجير
مقالات
قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.