“المتغيرات النفسية .. وأثرها السلبي علي حياة الفرد وأخطرها ما يعرف بالصدمة النفسية “

"المتغيرات النفسية .. وأثرها السلبي علي حياة الفرد وأخطرها ما يعرف بالصدمة النفسية "

“المتغيرات النفسية .. وأثرها السلبي علي حياة الفرد وأخطرها ما يعرف بالصدمة النفسية “

 

 

المتغيرات النفسية.. هناك متغيرات كثيرة تحدث في حياة الفرد وقد تكون هذه المتغيرات تطرأ عليه بسبب ظروف أو ضغوط خارجية لا دخل ولا شأن له بها وتظل الأحداث السياسية والاقتصادية وأثارها السلبية سببا رئيسا في التأثير علي صحة الفرد النفسية لما لها من تداعيات خطيرة تهدد سلامة المجتمع والفرد وهناك أيضا مشاكل وضغوط أسريه تعتري الفرد كل هذا قد يصل لحد ما يعرف بالصدمة النفسية…

 بقلم دكتور/ ابرام سامي 

●تعريف الصدمة النفسية : الإصابة الجسيمة التي تصيب نفسية الشخص، والتي قد تكون نتيجة حادث استثنائي شخصي يشكل عبئاً نفسياً على المعني بالأمر. قد يؤدي مثل هذا الحادث إلى الإصابة بصدمة نفسية، وذلك في حالة إذا كانت إمكانيات الفرد المُتاحة غير كافية لتخطي المَوقِف، أو في حالة عجز المتضررين عن التصرف، حيث يتولّد عن ذلك عبئاً نفسياً جسيماً (ضغط نفسي) وغالِباً ما يحس الإنسان بنفسه في مثل هذه الحالات عاجزاً تماماً أو يصيبه خوف شديد أو رُعب.

أقرأ المزيد:عالم آثار مصري يكشف عن أبرز اكتشافاته الأثرية..تفاصيل
الحوادث التي قد تؤدي إلى الإصابة بصدمة نفسية هي تلك المواقف التي تكون ذات طبيعة كارثية والتي تجعل معظم الأشخاص يحسون بالإحباط، ومن أمثلة ذلك الكوارث الطبيعية أو الحوادث الخطيرة أو وفاة أحد أقرب المُقربين أو الإصابة بأمراض مهددة للحياة أو التعرض للعنف الجسدي والجنسي.

هناك اختلاف في الحوادث التي تُشكِّل عبئاً نفسياً على الفرد والتي قد يتضرر من جراء حدوثها، إذ قد يكون هو المتضرر من ذلك، أو قد تَتِم هذه الحوادث بحضوره (مثلا عند تقديمه للمساعدة) أو عند سماعه لخبر وفاةٍ مؤكّدٍ لِأَحد المُقرّبين منه أو إذا كان هذا الأخير على وشك الوفاة.

تعتبر العديد من ردود الفعل النفسية – جرّاء التعرض للأحداث التي ينتج عنها عبئاً نفسياً – أمراً عادياً وليست دليلًا على إصابة الفرد بمرض نفسي. يرتبط تعرض شخص ما لصدمة نفسية أيضاً بظروفه وبالشخص نفسه وذلك كُلٌّ حسب تجاربه الشخصية، حيث قد يكون – مثلاً – لمَشهد شخصٍ مُصاب في الشارع أثراً صادماً على أحد المارّين، بينما غالباً ما يُعد ذلك أمراً روتينياً بالنسبة لقوات الإنقاذ وليس له أي تأثير صادِمٍ عليهم.

يلعب الدعم الاجتماعي، الذي يُقدَّم للمتضررين جرّاء تعرضهم للأحداث التي تُخَلِّف عبئاً نفسياً جسيماً على من يعيشها، أيضا دوراً كبيراً في تشخيص تواجد مشكلة نفسية من عدمه (ما يسمى بالاضطراب التـالـي للصـدمـة).
●ما هي المواقف التي قد تؤدي إلى صدمة نفسية:
تختلف الأحداث التي يكون لها عبئاً نفسياً شديداً على الفرد والتي من المُمكن التمييز فيما بينها.
تدخل ضمن المواقف التي قد تؤدي إلى الإصابة بصدمة نفسية تلك التي قد تحدث بالصدفة (مثلا الحوادث أو الكوارث الطبيعية) وأخرى التي يكون الإنسان هو السبب في حدوثها، حيث ما يُمَيِّز هذه الأخيرة هو أن المُتسبب فيها هو شخص يقوم بتعريض شخص آخر لموقف يُشكِّل عِبئا نفسياً ثقيلاً عليه (مثلا العنف الجسدي أو الإيذاء الجنسي).

قد يكون أيضا لإصابة الفرد بأمراض شديدة أو خضوعه لعملية جراحية أو مروره من تجارب فشل أثرا صادماً عليه،يتم زيادة على ذلك التمييز ما بين مدة دوام العبء أو مدى تكرار حدوثه، حيث عادةً ما يدوم التعرض للسرِقة مُدة قصيرة إلى حَدٍّ ما ويكون مرةً واحدةً، بينما قد يدوم العنف الجسدي الذي يُمارَس في الحياة الزوجية لمدة طويلة وقد يتكرر عِدّة مرات طوال سنوات عديدة.

يبدأ تعرض العديد من الأشخاص لمواقف تؤدي إلى صدمة نفسية في طفولتهم أو أثناء مرحلة الشباب. أما الأشكال العَمَلِية فهي تعرف قيام أشخاص بإيذاء الأطفال أو الشباب عـمداً عن طريق اللجوء إلى استعمال العنف، ويتمثل ذلك مثلاً في العنف الجسدي (مثل الضرب أو الصفع) أو الإيذاء الجنسي أو العنف العاطفي.

الاعتداء الجنسي هو جميع السلوكيات الجنسية التي تتم دون موافقة الضحية وذلك باستعمال العنف، أو التهديد بالإيذاء البدني أو القتل، أو عن طريق استغلال وضعية تكون فيها الضحية عاجزة عن الدفاع عن نفسها.

يُقصد بالإيذاء العاطفي مثلا الحالات التي تجعل الطفل يُحس فيها أنه عديم القيمة أو غير محبوب أو في خطر أو أنه موجود فقط لِتَلبية رغبات الآخرين.

يُعد الإهمال من بين الأشكال السلبية لذلك وذلك بسبب التقصير الشديد في هذه الحالة في تلبية رغبات الأطفال، ومِن بين أمثلة تعرض الأطفال للإهمال البـدني هناك عدم توفير الحماية الكافية أو الأكل الكافي لهم. يكون الحنان والدفء الذي يتم تقديمه للأطفال الذين يعانون من الإهمال العاطفي أقل بكثير مما يحتاجونه في الواقع.

●ما هي وتيرة التعرض للحوادث التي تشكل عبئاً نفسياً:
هناك مثال حي علي أن وتيرة التعرض للحوادث تشكل سببا وعبئا نفسيا حيث ّ في ألمانيا نحو 24 من أصل 100 شخصاً خلال حياتهم لِحَدثٍ واحد – على الأقل – والذي قد يتسبّب لهم في الإصابة بصدمة نفسية، حيث أن هناك فروقات بين النساء والرجال فيما يخص نوعية التجارب الصادمة.

إذ يتعرض النساء بشكل أكبر للإيذاء الجنسي، بينما الرجال أكثر عُرضة للحوادث والاعتداءات بهدف سرِقتهم واعتقالهن أثناء الحروب. تعرض كِبار السِن لحوادث صادمة في الحرب أكثر من الأصغر منهم سِناً.

تفيد التقديرات بأن 1 إلى 13 شخصاً من أصل 100 في ألمانيا سبق وأن تعرض للإيذاء الجنسي في سن الطفولة.

المزيد:الاعتماد والرقابة الصحية تعلن انجاز عالمي جديد لمصر

 

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.