المدينة الإنسانية في غزة أم هو الجيتو القسري

 

بقلم / إيمان بخيت أحمد

المدينة الإنسانية في غزة أم هو الجيتو القسري الذي تنادي به إسرائيل لـ”مدينة إنسانية” بينما تنتهك كافة القوانين الدولية تدعو.

 

ترويج وخداع

في ظل تصاعد العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة،قامت إسرائيل بالترويج لفكرة إنشاء “مدينة إنسانية” لاستيعاب النازحين الفلسطينيين قسراً نتيجة للحصار والعدوان الإسرائيلي. هل يمكن للدولة التي تقوم بكل تلك الانتهاكات وعمليات القتل والتجويع الممنهج لمواطني قطاع غزة، ستقوم بأي عمل من شأنه الصالح الفلسطيني أم الهدف هو تنفيذ مخطط التهجير القسري؟

 

الادعاء الإسرائيلي بإقامة مدينة إنسانية للنازحين:

تدعي إسرائيل أن هذه المدينة ستوفر مأوىً “آمنًا” للنازحين إلا أن واقع الأمر هو العمل على التطهير العرقي الممنهج من خلال : تهجير الفلسطينيين قسرًا من أراضيهم تحت القصف، وهو ما يُعد جريمة حرب وفقًا للقانون الدولي.

 

انتهاك اتفاقيات جنيف

وهو كذلك يُعد انتهاك لاتفاقيات جنيف: التي تمنع نقل السكان المحميين إلى مناطق أخرى تحت الاحتلال

وتحويل غزة إلى جيتو مغلق:  كما حدث في حي الشيخ جراح بالقدس ( في عام 2021)، حيث يُجبر الفلسطينيون على ترك منازلهم لصاح المستوطنين.

 

ما تقوم به إسرائيل هو العمل على جمع فلسطيني غزة بالكامل في جزء صغير جداً من القطاع وفي نفس الوقت هو جزء على الحدود مع مصر حتى يصبح الأمر الواقع هو استحالة الحياة في تلك البقعة الصغيرة جداً من الأرض.

 

خيارات الهروب من الحرب

ومع استمرار سياسة التجويع والقتل لن يجد الفلسطينيون أمامهم سوى خيارين إما الموت أو الهرب من آلة القتل إلى الحدود المصرية ويكون التهجير القسري أمر واقع بالفعل.

أين المجتمع الدولي من كل ما يحدث من انتهاكات إسرائيلية وحرب غاشمة منذ مايقرب من العامين ؟

نجد أنه وعلى الرغم من صدور عدة قرارات سواء من الأمم المتحدة أو المحكمة الجنائية الدولية تُدين الحرب الإسرائيلية إلا أنه لم ينفذ أي قرار من شانه إيقاف تلك الحرب إذ دائماً ما تُقابل تلك القرارات بالفيتو الأمريكي مما يُطيل أمد تلك الحرب دون أفق واضح لإمكانية إيقافها، بل تزداد الانتهاكات الإسرائيلية يوماً بعد يوم دون اتخاذ قرار حاسم يوقف معاناة الفلسطينيين هناك,

ختاماً:

لا يمكن تبرير جرائم الحرب بـ”مدن إنسانية”، خاصة عندما تكون جزءًا من سياسة استعمارية توسعية تسعى إسرائيل لها منذ البداية لذا على المجتمع الدولي الضغط على إسرائيل لوقف انتهاكاتها ولا يعني الضغط مجرد إدانات أو اتخاذ قرارات ليست ذات أهمية بل المطلوب قرار حاسم بوقف تلك الحرب الهمجية الإسرائيلية.

بقلم / إيمان بخيت أحمد

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.