المفهوم الحقيقي لفلسفة المواطنة وعلاقته بالتضحية
المفهوم الحقيقي لفلسفة المواطنة وعلاقته بالتضحية
بقلم الكاتب الصحفي دكتور/ ابرام سامي
●الحديث المستمر عن ضرورة التضحية بدون ذكر حد أدني من الحقوق أشبه بفلسفة تقديم القرابين. والقربان جزء من تاريخ البشرية:
●القربان نجده في الأساطير، ولا مجال للقربان في فلسفة المواطنة.
●فلسفة المواطنة قائمة على تكافؤ الفرص بين المواطنين ، و التوازن المعقول بين الحقوق و الواجبات.
التنوير ودوائر المثقفين
أما الحديث عن الواجبات و التضحيات بدون حقوق ، فهذا جزء من تعريف العبودية لكن بمفردات حداثية، تسعى لإضفاء الشهامة على التنازل عن الحق الآدمي وكأنه شيء طبيعي.
●التنوير، ذلك المصطلح الذي بزغ في دوائر المثقفين العرب في التاريخ الحديث و المعاصر، من المفترض أن يعمل على زيادة الوعي بهذا الجانب.
إلا إنه مع دراسة وتحليل بعض خطابات التنوير ( بدون تعميم) سنجد أن بعض مفرداته تسعى لتأصيل فلسفة تقديم النفس قربانا لأسباب سياسية.
● القربان في مفردات بعض التنويريبن ليس إلها في نص ديني ، لكنه يحمل قداسة نوعية مختلفة في تصورات أصحاب الخطاب.
الخطاب الدينى وخطورته
أي أن التنوير قد ينزلق في خلق خطاب أصولي لكن بمفردات تبدو حداثية في شكلها الخارجي لكن لا تختلف في مضمونها عن الخطاب الديني الذي ينتقدونه.
●التنوير هو مناهضة الدوجما ( التعصب للأفكار) التي تجور على الحقوق الإنسانية سواء كان التعصب الفكري ديني أو سياسي.
●فالخطاب التنويري العلماني الذي يرفض التكفير لكن لا مانع لديه من التخوين كلما اختلف مع أحدهم، هو خطاب مصاب بفقدان المنطق.
الخطاب التنويري العلماني هو خطاب رافض للتكفير و التخوين معا ، و منحاز في فلسفته للحقوق الإنسانية وضد التعصب و ضد تقديم البشر ( نحن) كقرابين تحت مسميات سياسية..
الفقرة هنا ليست للتعميم ولكنها فقرة عن بعض المفردات التي تلفت النظر في الخطاب التنويري العلماني المعاصر.