الهروب من المسئولية راحة مؤقتة وعبأ ثقيل يتراكم مع الوقت 

الهروب من المسئولية راحة مؤقتة وعبأ ثقيل يتراكم مع الوقت

 

 

الهروب من المسؤولية قد يبدو راحة مؤقتة، لكنه في الحقيقة عبءٌ ثقيل يتراكم مع الوقت، والإنسان لا يتحرر من إلتزاماته بالفرار منها، بل يخلق فراغًا في ذاته قد يملؤه الندم أو الخوف أو الشعور بالذنب.

 

بقلم الباحثة/ زينب محمد شرف

وسواء كان الهروب جسديًا أو نفسيًا لا يغير من الحقيقة شيئًا، فالمواجهة المؤجلة تظل قائمة، والضعف الكامن لا يزول بمجرد الإبتعاد، وليس هناك أكثر إيلاماً من الفرص التي أدركنا قيمتها بعد أن ولّت، لذلك أسوأ ما في فوات الأوان، أنه يعلمك الدرس بعد أن تنتهي الحصة.

 

الهروب ليس رمز للحرية، ولا وسيلة للتعبير عن الرفض للواقع

 

الهروب لم يُبدّد الظل فالواقع على حاله والضعف يسكن القلب كما كان، وكأن الرحيل لم يكن، سوى دوران حول ذات الجرح ولازال بالنسبة للبعض هى حاله دفاعيه يختبئ وراءها حين يعجز عن تحمل صدمة،

أو مواجهة ألم، أو الاعتراف بالمشاعر الحقيقية ويبدو الحل إنكارها.

وهنا الهروب ليس مجرد تجاهل، بل هو بناء بديل للواقع ليشعر الفرد بشيء من الأمان المؤقت، لكنه لا يدوم، وتظل المشاعر الحية لا تُخفى، وتتسلل من بين الكلمات، وتنطق في الصمت، وتفضحنا نبض القلب قبل أن تنطق بها الشفاه، لذلك عندما تُغمض عينيك لا يعني أن الظلام قد اختفى.

 

أن تهرب من الواقع لا يُلغيه، بل يزيد من سلطته عليك

الهروب

إن الهروب من الواقع لا يُلغيه، بل يؤجّل لحظة الاصطدام به، وأن تجاهل الحقيقة أو إنكارها لا يغير من الحقيقة شيئًا، بل يجعل المواجهة معه أصعب حين تأتي لاحقًا، والهروب من المسؤولية لا يحررك منها، بل يثقل كاهلها فيما بعد.

لا تنتظر الظروف المثالية

بدل ما تكون ضحية للظروف أو تنتظر أن تتحسن الأمور من تلقاء نفسها، يجب أن تتخذ خطوات فعّالة، وتكون مبادرًا لتغيير الوضع نحو الأفضل.

 

الحياة بلا حب كحديقة بلا زهور، ولا يمكن الحصول عليه مرتين

 

الحياة السعيدة ليست شيئًا جاهزًا، إنها تأتي من أفعالك، أذن عليك ألا تدع القلق يسرق منك لحظات عمرك التي تستحقها، وتأكد أن السعادة تأتي من تقدير اللحظة الحالية، لذلك عيش حياتك بحب، وادفع ثمن الحرية إنها تستحق، والحياة السوية ليست أن تكون مثاليًا، بل أن تكون حقيقية.

 

ومن هذا المنطلق لا تتخلى عن مسؤولياتك، وتعطي الآخرين الحق في التحكم في حياتك، أفهم الأفكار المشوهة التي تدفعك للهروب، وإستبدالها بأنماط تفكير صحية.

 

أجعل حياتك بيدك، وتأكد أن المسؤولية تجعلك قدوة للآخرين في وقت ما، لذلك لا تنتظر لحظات السعادة، بل اصنعها بنفسك من التفاصيل الصغيرة.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.