اليوم الدولي تنفرد بتفاصيل جديدة في حادث وفاة أطفال دلجا ووالدهم بالمنيا
كتبت: دعاء علي
اليوم الدولي تنفرد .. في مشهد أشبه بقطرات دم تنزف ببطء على أعتاب البلدة، حين تتحوّل حياة أسرة مستقرة وبيت إلى مأساة، فاجعة إنسانية تضرب قرية دلجا جنوب محافظة المنيا، ليصبح مقبرة مفتوحة لـ 6 أطفال أشقاء ووالدهم، بينما لم تتوفى الأسرة دفعة واحدة، بل يتساقط أفرادها واحدًا بعد الآخر.
طفل يودع أسرته تلو الآخر
افادت مصادر مقربة من اسرة الأطفال المتوفين، حيث قال أحد الجيران: كل يوم كان يحمل خبر وفاة جديد ومفجع، لنا ولأسرة الأطفال، بينما كان كل طفل يُودَّع أهله، والقرية تُشيّع جنازة تلو الأخرى، حتى جاء الدور على الأب نفسه ليلحق بأبنائه.
تابع: المأساة كانت ثقيلة علينا جميعا لم تهز قرية دلجا وحدها، بل هزّتنا جميعًا، وتركتنا في حالة هلع ورعب، متسائلين عن أسباب الحادث، لكن الداخلية كشفت الحقيقة اليوم.
أعراض المرض
تابع احد أقارب المتوفين: ان جريمة القتل بدأت تنكشف خلال منتصف الشهر الماضي “يوليو”، مع ظهور أعراض مرضية غامضة ومتشابهة على أطفال الأسرة، حيث تمثلت في تقيؤ وسخونة شديدة وتشنجات واضطرابات في الوعي، وتحولت هذه الأعراض سريعا إلى وفيات متتالية.
أضاف المتحدث: كل الأطفال ماتوا ولفظوا أنفاسهم الأخيرة واحد ورا واحد على مدار عشرة أيام، مما أثار الشكوك حول وجود سبب غير طبيعي لوفاتهم.
وكان يوم السبت 12 يوليو بداية النهاية المأساوية، حيث توفي ثلاثة من الأبناء هم دفعة واحدة، وبدأت وفياة باقي الأطفال في الأيام التالية وحتى آخر يوليوالماضي.
استطرد قائلا: استمر الموت يأخذ الأطفال الأشقاء لحد ماخلص عليهم، وجاءت الوفيات بشكل سريع ومتتابع، مما أثار حالة من الهلع والغموض في القرية.
الأب يلحق بأبنائه
ولحق الأب “ناصر محمد علي“، بأبنائه الـ 6 بعد أيام من وفاتهم، يوم الجمعة، 25 يوليو 2025، متأثراً بنفس الأعراض التي ظهرت على أطفاله، بعد أن تم نقله إلى مستشفى أسيوط الجامعي لتلقي العلاج. وبوفاته، أصبحت الأسرة بأكملها تقريباً ضحية لهذه الجريمة الغامضة في ذلك الوقت.
الاجهزة الأمنية تكشف المستور
بدأت الأجهزة الأمنية والنيابة العامة تحقيقات مكثفة مع توالي الوفيات، لكشف غموض الحادث، وفي البداية، تم الاشتباه في وجود مرض وبائي أو تسمم غذائي، إلا أن تقارير الطب الشرعي حسمت الأمر، حيث أثبتت وجود مادة سامة «مبيد حشري» في عينات تم أخذها من جثامين الأطفال والوالد.
إلى أن وجهت أصابع الاتهام إلى زوجة الأب، التي كانت تظهر سلوكاً متناقضاً ومثيراً للشكوك خلال التحقيقات الأولية.
إعترافات صادمة لزوجة الأب
واليوم الأحد، 24 أغسطس 2025، تكشف غموض الحادث، حيث كشفت وزارة الداخلية المصرية عن تفاصيل الجريمة، مؤكدة أن زوجة الأب هي مرتكبة الواقعة. وقد اعترفت المتهمة في تحقيقات النيابة العامة بوضعها مادة سامة في الخبز الذي أعدته للأسرة.
بينما أقرت زوجة الأب، أن دافعها لارتكاب هذه المجزرة البشعة هو الانتقام من زوجها بعد أن أعاد زوجته الأولى (والدة الأطفال الستة) إلى عصمته، ما أثار غيرتها ودفعها للتخطيط للتخلص من الأطفال ووالدهم بهذه الطريقة الوحشية، في محاولة منها لتخريب حياة ضرتها وتجريدها من كل ما تملك.