بعد إحالة بدرية طلبة للتحقيق:مخرج كبير يفتح النار على نقابة الممثلين: معايير مزدوجة في التعامل مع الأزمات
المخرج الكبير حسام الدين صلاح يفتح النار على أشرف زكي ونقابة المهن التمثيلية: “انبطاح أمام السوشيال ميديا و تخاذل عن حماية الفنانات”
كتب باهر رجب
في هجوم غير مسبوق، وجه المخرج المسرحي الكبير حسام الدين صلاح رسالة قوية على صفحته الخاصة بموقع فيسبوك، انتقد فيها بشدة أشرف زكي نقيب المهن التمثيلية وأعضاء مجلس النقابة، متهما إياهم بالتخاذل عن حماية الفنانات من الهجوم الإلكتروني والتطاول على سمعتهم. وجاءت هذه الرسالة على خلفية ما تعرضت له الفنانة بدرية طلبة من انتقادات وحملات تشهير، بالإضافة إلى قضايا مشابهة لفنانات مثل إلهام شاهين ووفاء عامر وأحمد عبد العزيز.
رسالة حسام الدين صلاح: اتهامات بالانبطاح والضعف
في رسالته التي نشرها على فيسبوك، استهل حسام الدين صلاح كلامه قائلا:
“السيد النقيب السادة أعضاء مجلس النقابة.. لم يعجبنى تناولكم لقضايا الزملاء الممثلين و الممثلات في قضايا النت. بينما أشاهد تطاولا و تجاوزا بحق الفنانات، خاصة من بعض الجالسين على النت ليل نهار يخوضون في عرض الفنانات بوقاحة وتجاوز أخلاقي وبشكل غير مسبوق.”
وأضاف صلاح في رسالته:
“حتى حينما نعت الزميلة إلهام شاهين مدير التصوير محمد تيمور، تعرضت لسب وشتم، وكذلك الفنانة وفاء عامر وزوجها المنتج محمد فوزي، ومن فترة الفنان أحمد عبد العزيز وغيرهم. بينما كنتم أسدا على الفنانة بدرية طلبة و حولتموها للتحقيق بالإجماع، وخرج بعض الأعضاء يلومون الزميلة.”
وتابع متسائلا:
“لماذا هذا الانبطاح أمام سيل من الشتائم و الإهانات؟ لماذا يتم معاقبة فنانة انفعلت و ارتكبت خطأ بينما يتم تجاهل هجوم شرس على فنانات أخريات؟”
مقارنة بـ”زمن حمدي غيث”: نقابة قوية أم ضعيفة؟
قام حسام الدين صلاح بمقارنة بين أداء نقابة المهن التمثيلية الحالية تحت قيادة أشرف زكي، وأداء النقابة في عهد النقيب السابق حمدي غيث، قائلا:
“هذه النقابة ضعيفة مقارنه مع زمن حمدي غيث، الذي كان يوبخ حسنى مبارك لأنه احتجز الفنانين بمبنى التليفزيون ساعتين. كنت حاضرا هذا الموقف. تخيلوا حمدي غيث الآن و الفنانات مستباحات عرضهن و شرفهن! ماذا كان سيفعل؟”
وأكد صلاح أن النقابة الحالية فشلت في حماية كرامة الفنانات والفنانين، بينما كانت النقابة في الماضي تقف بحزم ضد أي انتهاكات أو تجاوزات.
خلفية الأزمة: قضايا الفنانات مع السوشيال ميديا
من خلال البحث في الخلفيات، يتضح أن أشرف زكي كان قد أعلن سابقا عن مواقف صارمة تجاه بعض القضايا، مثل منع “البلوغرز” و”التيكتوكرز” من المشاركة في الأعمال الفنية دون ترخيص من النقابة، مع فرض غرامات قد تصل إلى مليون جنيه على المخالفين . ومع ذلك، يبدو أن هذه الصرامة لم تطبق بنفس الدرجة عندما يتعلق الأمر بحماية الفنانات من الهجوم الإلكتروني.
في المقابل، كان زكي قد أكد في مناسبات سابقة على ضرورة استعادة “هيبة المهنة”، كما حدث في لقائه مع شعبة الإخراج المسرحي، حيث قال:
“المهنة يجب أن تستعيد هيبتها كما كانت في السابق.. كنا عندما نقترب من المسرح القومي نشعر بالرهبة.”
لكن يبدو أن هذه “الهيبة” لم تمتد إلى حماية الفنانات من الهجوم على وسائل التواصل الاجتماعي.
ردود الفعل: صمت النقابة ضد غضب المخرجين
لم تقتصر الانتقادات على حسام الدين صلاح فقط،. بل عبر عدد من المخرجين والفنانين عن استيائهم من أداء النقابة في إدارة الأزمات الأخيرة. وفي أحد اللقاءات السابقة لأشرف زكي مع مخرجي المسرح،. حضر عدد كبير من المخرجين مثل مراد منير وعصام السيد وناصر عبد المنعم، حيث ناقشوا أوضاع المهنة والعقبات التي تواجهها . لكن يبدو أن هذه المناقشات لم تترجم إلى إجراءات عملية لحماية الفنانات من الهجوم الإلكتروني.
دعوة إلى التحرك: “حماية الفن والفنانين واجب النقابة“
اختتم حسام الدين صلاح رسالته بدعوة النقابة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة، قائلا:
“لابد من اتخاذ الإجراءات القانونية من محامي النقابة الذي يتقاضى أجرا لحماية هيبة وكيان النقابة. أصدر بيانا لوضع الأمور في نصابها لتحافظوا على الفن والفنان.”
و أضاف:
“هذه الفترة نواجه هجوما شرسا من الإخوان وبعض المغيبين الجهلة، ناصري القبح و محاربي الجمال.”
خاتمة: هل ستستجيب النقابة؟
في وقت تواصل فيه نقابة المهن التمثيلية تحت قيادة أشرف زكي التركيز على “حماية هيبة المهنة” من خلال فرض قيود على المشاركات الفنية ،. يظل السؤال: هل ستمتد هذه الحماية إلى الدفاع عن الفنانات والفنانين أمام الهجوم الإلكتروني والتطاول على سمعتهم؟
رسالة حسام الدين صلاح كانت بمثابة صفعة قوية للنقابة، تذكرهم بواجباتهم الأساسية. في حماية أعضائها من أي انتهاكات، سواء داخل المهنة أو خارجها. والجميع الآن ينتظر ردة فعل أشرف زكي ومجلس النقابة على هذه الاتهامات التي لم يسبق لها مثيل في حدتها.