تسجيل الدخول
تسجيل الدخول
استعادة كلمة المرور الخاصة بك.
كلمة المرور سترسل إليك بالبريد الإلكتروني.
المزيد من المشاركات
الذكريات تلك الواحة الجميلة وسط صحراء الحياة القاحلة، لم اكن اتخيل يوميا أن تكون مرارة الماضي وآلامه عسل مصفى اليوم!
كل شيء أصبح في الحاضر نقيض الماضي ربما لأنني من آخر جيل عاصر أواخر الهوية المصرية قبل أن تضيع، تلك الهواية التي تميزت على مر العصور القديمة والوسطى وأوائل الحديثة بالرقي والأخلاق جرفها طوفان الانهيار الأخلاقي المعاصر تعلمنا أن نحترم الكبير و نبجل المعلم تعلمنا المسؤولية، تعلمنا أن العلاقات في الأسرة قائمة على الحب والاحترام والتقدير وأن لكل فرد في البيت واجبات ملزم أن يقوم بها، كانت كلمة الطلاق نادرا أن نسمعها كما لم يكن الرجل يستخدم سوط التعدد ليجلد به مشاعر زوجته في كل المناسبات، كانت النخوة والشهامة سمة اولاد البلد، كنا نحب للحب لا للتملك كان الحبيب يضحي بحبه متى طلب حبيبه الفراق تلميحا أو تصريحا أو متى وجد سعادة حبيبه و مصلحته في الرحيل،
اليوم إما التملك أو القتل، حتى معاكسة الشباب كانت غير ما اصبحنا نراه في واقع مقزز.
وأنا أتصفح الأخبار القديمة لفت نظري أن سنة 1932 كتب فكري أباظة باشا في إحدى المجلات منتقدا هبوط الأخلاق في الشارع المصرى فى هذا الوقت قائلا ( الولد الصفيق يقف عند محطة الترام، ويقترب من سيدة لا يعرفها قائلا بونسوار يا هانم! )
تخيلوا أن كلمة بونسوار يا هانم كانت صفاقة!
لم يرى كيف أصبح التحرش هذه الأيام قولا وفعلا قد يصل إلى الاغتصاب والقتل!.
و في سنة 1950 منع النحاس باشا اغنية الفنان فريد الاطرش ما قالي و قولتله التي كتبها ابو السعود الإبياري من الإذاعة لأن الأغنية تحتوي على جملة يا عوازل فلفلوا والتي لا تتوافق مع أخلاق وقيم المجتمع!
ماذا لو كان النحاس باشا سمع اغاني المهرجانات أو قاده سوء الحظ وشاهد الدراما المصرية وما أصبحت عليه من أحداث وألفاظ يندى لها الجبين، او شاهد الفيديوهات على تطبيق تيك توك !
في الماضي كان الجميع يستمتع بالحرية والأمان وكان الغرباء يدخلوا مصر بسلام آمنين
المصري يسافر الخارج يلتزم بقوانين و عادات الدولة المقيم بها وفي بلدة يضرب عرض الحائط بالقانون و القيم في الخارج يعيش وسط مجتمع متحرر من ملابسه و يغض البصر وفي بلده يتحرش ويغتصب ويقتل لأن الفتاة غير محجبة أو ملابسها في نظره مثيرة حتى لو كانت عباية! الانثى في وطني مثيرة لشهوة بعض الرجال حتى لو كانت رضيعة بالبامبرز!
هذا لأننا اعتدنا أن نبحث لكل مجرم عن أعذار حتى لو تعارضت مع المنطق و الأخلاق المهم يحصل على البراءة أو على الأقل بضع سنوات خلف القضبان.
اختفى دور المدرسة التعليمي وفشل رجال الدين في علاج عاهات المجتمع وسط تفكك العلاقات الأسرية و العائلية.
علينا أن نسرع في إيجاد حلول قبل أن نسقط في الهاوية، علينا بضرورة تدريس علم الأخلاق عمليا في كل المراحل التعليمية وليس مجرد دروس نظرية علينا أن نربي النشء والشباب أن الاختلاط لا يعني التسيب والانحلال لأن الممنوع مرغوب
علينا تعليمهم أيضا أن وسائل التواصل الاجتماعي للتثقيف والمعرفة قبل أن تكون تسلية وترفيه والعاب ومتابعة مواقع مشبوهة
علينا أن ندرس لهم التربية الجنسية بطريقة صحيحة ولا نتركهم يستقوا المعلومات من مواقع غريبة عن عادات وتقاليد المجتمع المصري والعربي
علينا أن ننزع من عقولهم اي نزعة للتعصب و العنصرية لأنها تمهد الطريق للعنف والإرهاب
علينا أشياء كثيرة حتى نركب قارب النجاة ونجد هويتنا الضائعة.
المقال التالى
قد يعجبك ايضآ
- تعليقات
- تعليقات فيسبوك
- Disqus التعليقات