تسونامي عصر التفاهه ومخطط تدمير الأجيال

تسونامي عصر التفاهه ومخطط تدمير الأجيال

 

تسونامي عصر التفاهه .. عندما يصبح المحتوى التفاهه عنوانا للرواج والشهرة يتحول مفهوم النجاح إلى شيء مضحك ومؤلم حيث يعيش العالم اليوم في عصر يتم فيه تقديس التفاهه ويعرف فيه النجاح بمدى شهرة الشخص وليس بما يقدمه من قيمة حقيقية أصبحنا نري الشخصيات السطحية وكأنها نماذج يحتذى بها مما يدفع الأجيال القادمة نحو حافة الهاوية

 

بقلم / ياسر عبدالله

 

بدأ العالم في إنزلاق تدريجي نحو تقديس الشخصيات السطحية التافهه حيث إنتشرت ثقافة تسمي “المؤثرين” علي منصات التواصل الإجتماعي وبرزت شخصيات تافهه تتصدر العناوين بمحتواهم الغير هادف وغير أخلاقي لجذب إنتباه الشباب والبنات مما يجعلهم مشدودين إليه بشكل مفرط وفي ظل كثرة هذه الشخصيات يصبح من الصعب على الجيل الجديد تمييز ما هو مهم وذو قيمة

إنحراف ثقافي

 

إن مشهد التافهين الذي يكتسح شبكات التواصل الإجتماعي ليس مجرد إنحراف ثقافي بل هو مخطط ممنهج لتفكيك القيم الأساسية التي بنيت عليها المجتمعات عندما نرى الأجيال الجديدة تتبع التافهين نقع أمام خطر عميق إذ يمكن أن تفقد هذه الأجيال القدرة على التفكير النقدي وأن يتحولوا إلى أداة تستخدم في ترويج الأفكار السطحية

 

نماذج شخصيات ناجحة

 

للأسف بات الكثير من شباب اليوم يعتبرون هذه الشخصيات الناجحة قدوة لهم متجاهلين بذلك نماذج عظيمة نجحت في مجالات مختلفة بفضل إخلاصها وعملها الجاد إنهم يقلدون التافهين في سلوكهم وأسلوب حياتهم مما يؤدي إلى خلق جيل من السلبيين الذين يريدون النجاح دون جهد حقيقي أو فكرة مبتكرة و يأتي هذا المخطط المظلم عبر عدة قنوات من خلال وسائل الإعلام وما يعرف بالتسويق عبر التأثير حيث ترتفع الأصوات المنادية بالسطحية بينما تسكت الأصوات المسؤولة والعميقة إن تعزيز القيم مثل الإجتهاد و الإصرار والإبداع يجب أن يكون هو الأولوية في التربية ولكن مع وجود هذه الثقافة التافهه تصبح هذه القيم في خطر

مواجهة جماعية

 

ولذلك فإن التصدي لهذا التوجه العارم يحتاج إلى جهد جماعي و يجب أن يكون هناك وعي أكبر من قبل الأهالي والدولة وكذلك الأفراد أنفسهم لرفض ثقافة التفاهة و إستعادة القيم الحقيقية فالعالم يحتاج إلى أجيال قادرة على التفكير النقدي قادرة على الإبداع وملتزمة بتطوير نفسها ومجتمعاتها وليس مجرد جيل يتبع السطحيات ويعظم التفاهة

 

حيث يتطلب إنقاذ الأجيال من مخاطر عصر التفاهه عملا دؤوبا ومؤسسات تعليمية وإعلامية واعية توجه الشباب نحو النماذج الإيجابية وتوفر لهم المساحات للتعبير عن أفكارهم الحقيقية وتطوير مهاراتهم فبهذا يمكننا بناء مجتمعات سليمة وقادرة على مواجهة التحديات والتطور نحو الأفضل.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.