تضحيات إقتصادية من أجل أمن مستدام .. تسليح الجيش وبناء الدولة

 

بقلم / إيمان سامي عباس

تضحيات إقتصادية.. مرّت عشر سنوات على أسئلة كثيرة طرحها مواطنون في لحظات دهشة أو احتجاج بعد موجات ارتفاع الأسعار وشعور عام بتأثر الاقتصاد وانعكاس ذلك على النسيج الاجتماعي.
كان من بين أكثر الأسئلة تكرارًا: لماذا نسلح جيشنا بهذا الحجم؟ لماذا بنينا قواعد بحرية واشترينا حاملتي طائرات ومعدات متطورة ونحن في حالة سلم على حدودنا؟ الجواب تكشّف مع الزمن: لم يكن السلاح هدفًا بحد ذاته بل وسيلة لبناء دولة قادرة.


ضغطنا على أنفسنا اقتصاديًا مؤقتًا لنرتب أولوياتنا الدفاعية ونطلق مشاريع اقتصادية تضمن لنا أن نقف اليوم أقوى. لم نرغب في الظهور متفوقين لنتفاخر، بل أردنا أن لا نكون معرضين أو مكشوفين، وأن نحافظ على قرارنا السياسي وسيادتنا. التخطيط الذي استغرق أكثر من عقد لم يأتِ صدفة؛ خلفه أجهزة استراتيجية وأمنية تراقب وتقرأ المشهد السياسي والدبلوماسي والعسكري قبل أن تتخذ القرار المناسب. الدول القوية لا تُدار بعشوائية، بل برؤية واستشراف ومؤسسات تعمل لسنوات لتهيئ أرضية الأمان والتنمية.

 

شائعات ومعلومات مغلوطة

الجانب الآخر في معادلة الأمن هو الحرب على الوعي. سنواجه يوميًا محاولات تشويه وصناعة رأي عام معادٍ عن طريق نشر شائعات ومعلومات مغلوطة لتهويل الأوضاع الاقتصادية وإضعاف الروح المعنوية. هذه أدوات حروب الجيل الرابع والخامس التي تهافتت بها دول على مدى التاريخ الحديث. لن تسقط الدولة بسبب بندقية بالمعنى التقليدي دائمًا، بل أحيانًا تسقط بسبب تفسيرات مغلوطة تُوزَّع عبر شبكات إعلامية واجتماعية لا تملك ضميرًا.

لذلك دور المواطن لا يقل أهمية عن دور المؤسسات. كل مشاركة غير متأنية لكل “شير” غير موثوق تُسهِم في خلق حالة من القلق تساعد من يريدون الخراب.


المطلوب أن نكون جزءًا من الحل: نرفض نشر الشائعات، نبحث عن مصادر موثوقة، ونركز طاقاتنا على الإنتاج وإتقان العمل. كل مواطن منتج هو قوة وطنية تضاعف من قدرة الدولة على مواجهة التحديات.

في النهاية، القوة التي بنيناها لم تكن انتصارًا على الآخرين بل استثمارًا في استقرارنا ورعايتنا لسيادتنا. ثق بالدولة وبأجهزتها، وكن واعيًا في سلوكك ومساهمًا بإيجابية — فالمعركة الحقيقية اليوم هي معركة الوعي، ولكل واحد منا فيها دورٌ لا يُقدَّر بثمن.

كاتبه المقال/ إيمان سامي عباس

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.