توقعات بنزوح الملايين…. جفاف يغزو شمال شرقي سوريا..

توقعات بنزوح الملايين…. جفاف يغزو شمال شرقي سوريا..

مناطق شاسعة من شمال وشرق سوريا، تسمى “الجزيرة السورية” ويقطنها حوالي 5 ملايين نسمة، مهددة بموجة جفاف شديدة، بسبب القطع المستمر لنهري دجلة والفرات المحيطين بالمنطقة.

فإن هذا الجفاف قد يؤدي خلال أقل من عقدين من الآن إلى أشكال من التصحر، وتاليا يقضي على الغطاء الزراعي في المنطقة التي تقدر مساحتها بثلث مساحة سوريا، وكانت تعتبر سلة غذاء البلاد خصوصا بالمواد الزراعية الاستراتيجية، من الحبوب والبقوليات والقطن.

وكانت اتفاقيات سياسية ومائية سابقة بين الحكومتين السورية والتركية قد حددت كمية 500 متر مكعب من المياه في الثانية الواحدة كنسبة تدفق لنهر الفرات من الأراضي التركية إلى داخل سوريا، و400 متر مكعب في الثانية الواحدة بالنسبة لنهر دجلة.

لكن، وبسبب مجموعة السدود التي بنتها تركيا على النهرين، ونتيجة استخدامها ورقة المياه ضد الإدارة الذاتية الكردية في المناطق الشمال الشرقية من سوريا، فإن تلك الحصة صارت تصل بنسبة الثلث فحسب، وتذهب أغلبها إلى التسربات الأرضية.

وبدأت انقطاعات المياه منذ أواخر فصل الخريف من العام الماضي، وتسببت بتحطم موسم القطن الذي يعتمد على الري النهري، لكنه صار يتجاوز ذلك للتأثير في البساتين والمناطق الشجرية، ويغير حتى من طبيعة التربة نفسها.

“كانت منطقة الجزيرة السورية مقسمة تقليديا إلى 3 مستويات: الجزيرة العليا وتشمل كامل الشريط الحدودي مع تركيا لعمق قرابة 50 كيلومترا جنوبا، وكانت من أخصب أنواع التُرب في العالم، ونظيرتها الوسطى التي كانت مكانا للزراعات الشجرية المتحملة مثل الزيتون والكروم والنخيل، والجزيرة الدنيا شبه الصحراوية التي يمكن استخدامها كمراعي”.

أما الآن تتحول هذه الأخيرة إلى صحراء تامة وتهدد بالامتداد شمالا، بينما تبدو الجزيرة الوسطى مهددة بأن تكون مجرد أراض صالحة للرعي الحيواني، والجزيرة العليا تخسر كل أنواع جودتها السابقة، إذ ثمة زيادة في ملوحة الأرض وخسارة في نسب الآزوت الكثيفة التي كانت مرتفعة سابقا، بسبب شح المياه”.

.سكان الجزيرة السورية الممتدون على طيف قومي وديني متنوع، كانوا يعتمدون بغالبيتهم العظمى على الزراعة كمصدر اقتصادي وحيد لحياتهم.

لكن بحدوث هذه الموجة الجديدة من شح المياه فإن بطالة هائلة وندرة في الموارد تهدد أوساطهم، كما أن معظم قراهم لن تكون قابلة للحياة مما قد يتسبب بهجرات جماعية هي أقرب ما تكون باقتلاع كلي

وتزداد معاناة هؤلاء السكان لأن هذه المنطقة محاصرة أساسا، وتقريبا مقطوعة الصلة عن العالم الخارجي، ولا تستطيع السلطات المحلية تقديم أي حوافز مشجعة للمزارعين للاستمرار في الاستقرار في مناطقهم، كذلك فإن التغيرات المناخية ستكون حاجزا أمام إعادة تلك الخصائص الأولية للتربة والبيئة الزراعية في المنطقة، حتى لو أعيد ضخ المياه بعد أوقات قريبة.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.