جمال يوسف في “اِسمعني شكرًا”: خيانة الصحة أصعب محطاتي
جمال يوسف في “اِسمعني شكرًا”: خيانة الصحة أصعب محطاتي
كتبت: وفاء عبدالسلام
أكد الفنان جمال يوسف خلال لقائه في برنامج “اِسمعني شكرًا” مع الإعلامية سيرا إبراهيم، أن أسرته تمثل الركيزة الأساسية في حياته، مشيرًا إلى أن علاقته بأبنائه تقوم على الصداقة أكثر من التقاليد الصارمة، وقال: “أنا أحب أولادي جدًا، هم حياتي، وبعد التجربة التي مررت بها أصبحت علاقتنا أقرب وأقوى”. وأوضح أن المحنة التي عاشها زادت من وعيه بقيمة الأسرة والترابط العائلي.
استرجع يوسف ذكريات بداياته الفنية مع الفنان الكبير محمد صبحي، عندما عمل معه وهو في السادسة عشرة من عمره، مشيرًا إلى أنه تعلم منه الانضباط والالتزام في العمل، رغم أنه كان في البداية يشعر بالضيق من هذه الصرامة. لكنه مع مرور الوقت أدرك قيمة هذه التجربة، قائلاً: “كنا نسميها المدرسة الفنية العسكرية، لكني خرجت منها مستفيدًا في حياتي وفني”، موضحًا أن صبحي لم يكن مجرد مخرج أو ممثل، بل معلم يغرس القيم قبل أن يقدم العمل الفني.
انتقادات للسوشيال ميديا وتشويه صورة مصر
أبدى يوسف انزعاجه الشديد من الفوضى التي تشهدها وسائل التواصل الاجتماعي، معتبرًا أنها تحولت إلى أداة للإساءة وتشويه صورة المصريين أمام العالم العربي، وقال: “أي شخص أصبح بإمكانه أن يسب غيره من خلالها، وهذا أمر يضر بصورة مصر”، مشددًا على أن مصر أكبر من هذه الصورة المشوهة، وأن نساءها يتمتعن بمكانة وقيمة كبيرة لا تعكسها بعض الفيديوهات المسيئة المنتشرة على المنصات الرقمية.
كشف الفنان جمال يوسف عن أصعب لحظة في حياته حينما واجه مرض السرطان، واصفًا ذلك بـ “خيانة الصحة”، إذ وجد نفسه في صراع طويل مع المرض الذي قلب حياته رأسًا على عقب، وقال: “سنة كاملة قضيتها في غيبوبة داخل البيت، شعرت أنني أمام أصعب امتحان في حياتي”. وأكد أنه لم يفكر كثيرًا فيمن سيقف بجانبه أو يتخلى عنه، بل ركز فقط على فكرة أن ينهض من جديد من أجل أولاده.
إشادة بالدكتور أشرف زكي ودوره النقابي
أثنى يوسف على الدكتور أشرف زكي نقيب المهن التمثيلية، واصفًا إياه بأنه “النقيب فوق العادي”، مشيرًا إلى مواقفه الإنسانية ودعمه المستمر للفنانين في أي وقت. وقال: “لو اتصلت به في الثالثة فجرًا ستجده بجانبك، وهذا شيء لا يفعله إلا من يحمل قلبًا كبيرًا”، مؤكدًا أن وجوده أضفى طمأنينة على الوسط الفني.
كما تحدث يوسف عن زوجته الدكتورة حنان محمد، مبينًا مكانتها العلمية والدينية، حيث تقوم أحيانًا بإعطاء دروس في مسجدي السيدة زينب والسيدة نفيسة. وأشار إلى أنه يستفيد من علمها، لافتًا إلى أن الناس يتفاجؤون دائمًا عندما يعلمون أنها زوجته، إذ تجمع بين التدين والعلم وهو ممثل فني، مؤكدًا أن حياتهما مبنية على التفاهم والاحترام المتبادل.
180 عملًا فنيًا بين الرفض والاعتزاز
كشف جمال يوسف عن رصيده الفني الذي تجاوز 180 عملًا دراميًا، مؤكدًا أنه يعتز بالعديد منها خصوصًا تجاربه مع كبار الفنانين مثل نور الشريف ومي عز الدين، لكنه في المقابل لا يحب أحد أعماله الذي قدّم فيه دور “صبي عالمة”، مشيرًا إلى أنه ندم على هذه المشاركة بعد نصيحة تلقاها من رجل كبير قابلَه صدفة وقال له: “نحبك ونحترمك فلا تفعل هذا الدور مجددًا”. وأضاف أن هذه الكلمة كانت أقوى من أي نقد.
تطرق يوسف إلى ما عُرف إعلاميًا بـ “واقعة كارفور”، موضحًا أنها لم تكن مشاجرة حقيقية بل مجرد سوء تفاهم، مؤكدًا أنه التزم الصمت لتجنب أي إساءة لصورة الفنان أمام الجمهور. وقال: “أي رد فعل عنيف كان يمكن أن يُصور ويقال إنني ممثل غير محترم، فاخترت الصمت حتى لا أحرج ابنتي التي كانت معي”.
وفي رده على تصريحات الفنان السوري سلّوم حداد، أكد يوسف أن الفن المصري كان وسيظل جسرًا للتواصل بين الشعوب العربية، مشيدًا بالشعب السوري ومؤكدًا على عمق العلاقات الفنية والثقافية بين البلدين. ودعا حداد إلى زيارة المسرح القومي لمشاهدة العروض الفنية المصرية والوقوف على مستوى الفنانين الشباب عن قرب.
أشاد يوسف بالمرأة المصرية ودورها في الأسرة والمجتمع، معتبرًا أنها نموذج للتفاني والصبر من أجل مستقبل أبنائها. كما تحدث عن مكانة مصر التاريخية والدينية، مشيرًا إلى أنها ذُكرت في القرآن الكريم مرارًا، وأن الرسول ﷺ أوصى بأهلها، مؤكدًا أن مصر ستظل في رباط إلى يوم القيامة.
برنامج “اِسمعني شكرًا”.. نجاح متواصل
واختتم يوسف حديثه بالإشادة ببرنامج “اِسمعني شكرًا”، الذي يقدَّم على منصة يوتيوب ومنصات التواصل الاجتماعي، موضحًا أنه أصبح من أبرز البرامج الحوارية بفضل المهنية العالية في اختيارات ضيوفه وجرأة طرحه للمواضيع الفنية والإنسانية. ويُقدَّم البرنامج بأسلوب راقٍ من الإعلامية سيرا إبراهيم، إعداد مروة حسن، وإخراج محمد زكريا.