حرب الشائعات ودوامه من الشكوك
حرب الشائعات ودوامه من الشكوك
بقلم :إيمان سامي عباس
نحن نتعرض لأكبر حملة من الشائعات لم يسبق أن واجهناها من قبل في نوع من الحرب النفسية التي تستهدف افقادنا الثقة وإدخالنا في دوامة من الشكوك والتشكيك في كل شيء.
وفي حرب الشائعات التي نمر بها فإنهم لم يتركوا مجالاً لم يتطرقوا إليه. وحيث تبدأ الحملة بشائعات تتناول علاقات مصر بالأشقاء والأصدقاء من الدول التي ترتبط بها ارتباطاً استراتيجياً ومصيرياً وثيقاً.. وحديث لا أساس له من الواقع والمصالح عن خلافات مع هذه الدول.. وتفسيرات ناجمة عن خيال مريض لتصرفات ومواقف عادية في علاقات الدول.. وتمتد الشائعات إلي سياساتنا الاقتصادية ومؤسساتنا الوطنية حتي وصلت إلي التشكيك في إدارة قناة السويس.. وشائعات كل يوم تتعلق بالسياسات التعليمية..
حرب الشائعات :
وشائعات امتدت إلي المساجد في حديث مختلق عن توقف الحكومة عن سداد فواتير الكهرباء الخاصة بالمساجد وإلزام المصلين بسدادها رغم أن وزارة الأوقاف أعلنت مراراً وتكراراً أنها تتحمل كافة فواتير الكهرباء.. وشائعات تمتد حتي إلي الفن بحديث لا يتوقف عن وفاة عدد من كبار الفنانين.. وشائعات من كل لون ونوع تنال الجميع وتثير الأقاويل والشكوك.
الجهات المسئولة:
وفيما مضي كان ممكناً القضاء علي كل هذه الشائعات بمجرد النفي الرسمي أو خروج مسئول لتوضيح الأمور. ولكن ذلك أصبح صعباً للغاية في عصر السوشيال ميديا القادرة علي أن تنشر الشائعة وتجد من يصدقها.. وتحولها تدريجياً إلي واقع وإلي حقيقة لتكرار ترديد الشائعة وما يتبعها من تعليقات وجدال تدخلنا في معارك جديدة وأزمات أكثر تعقيداً.
وجهات نظر:
ونتحدث بكل الوضوح عن الشائعة الأكبر في حرب الشائعات والمتعلقة بما يُقال عن خلافات في وجهات النظر والسياسات مع عدد من الأشقاء الذين وقفوا دائماً إلي جانب مصر وقدموا الدعم والمساندة عن حب وعن قناعة بقيمة ومعني أن تظل مصر متماسكة قوية لأنها تمثل صمام الأمان لكل الدول والأنظمة العربية ولأنها عنصر الاستقرار في المنطقة بأسرها.
والحديث في هذا الإطار يخلو من الحقيقة ويبتعد عن الحقيقة الأهم وهي أن علاقاتنا بهذه الدول الشقيقة هي علاقات أزلية تتم وفقاً لتكامل في الرؤي والأهداف والمصلحة المشتركة ولا يوجد ما يدعو لخلاف من أي نوع في مرحلة تتعرض فيها المنطقة العربية لتهديدات وتدخلات أجنبية لم ولن تتوقف.
وإذا كان عدد من المسئولين بهذه الدول قد سارعوا لنفي وتكذيب كل ما يُقال في هذا الشأن فإن البنيان التاريخي القوي الذي يربط مصر بهذه الدول هو القادر علي امتصاص وتفنيد ووأد أي أقاويل أو شائعات تحاول المساس بهذه العلاقات التي ستظل دائماً مثالاً حياً علي تضامن الأشقاء وتلاحمهم.
ويؤسفنا في ذلك أحاديث البعض علي مواقع التواصل الاجتماعي الذين يتعاملون مع الشائعات علي أنها حقيقة ويتدخلون في الحديث والتعليق عليها وكأنهم يتحدثون عن مباراة لكرة القدم فيها فائز ومهزوم..! أي خلاف عربي – عربي ليس فيه فائز أو مهزوم.. كلنا فيه سنخسر والفائز لم يدخل المباراة لأنه يسجل أهدافاً دون أن يلعب..!
القضايا الحياتية :
ومن التعليق السياسي إلي التعليق علي قضايانا الحياتية.. وحملة تنتشر للمطالبة بمقاطعة اللحوم والدجاج والبيض تحت عنوان “خلوها تعفن” وذلك في ضوء ارتفاع أسعارها بشكل مبالغ فيه “بلاها لحمة.. بلاها فراخ.. بلاها بيض”..!
وحملة المقاطعة لا تحتاج إلي الترويج. فالمقاطعة قائمة بالفعل وإن كان ذلك من خلال ترشيد الاستهلاك. وهو أمر أيضاً أصبح صعباً لقطاعات كثيرة من المجتمع.. وقد تكون المقاطعة فعلاً هي الحل.. خلينا مع العدس ونشوف إيه آخرتها مع التجار والمنتجين..!! ويا تري سنقاطع إيه ولا إيه.. ولا إيه..!
وأخيراً:
الصمت واعتزال الناس.. مطلوب في زماننا هذا
لسلامة قلبك وعقلك..
والقلوب التي تسامح كثيراً.. هي القلوب التي إن قررت الرحيل
فلن تعود أبداً..
وقد تؤذيك أجمل صفاتك أحياناً..
حرب الشائعات ودوامه من الشكوك