حسام داغر.. الطبيب الذي عالج بالفن وهاجر بالحلم إلى هوليوود

حسام داغر.. الطبيب الذي عالج بالفن وهاجر بالحلم إلى هوليوود

في وقت نادرًا ما يتقاطع فيه الطب مع الفن، يُطلّ علينا الفنان حسام داغر كمثال فريد لإنسان آمن بقوة الحلم وسافر به من قاعات المحاضرات الطبية إلى منصات التمثيل ومهرجانات السينما العالمية.

كتبت ماريان مكاريوس

وها هو اليوم يقف على أبواب هوليوود، في مغامرة فنية جديدة عنوانها “٤٠ يوم”، فيلمه الأمريكي الأول، والذي يُفتتح يوم الجمعة ٣٠ مايو ٢٠٢٥ في مدينة لوس أنجلوس، قبل أن ينطلق في جولة عرض تشمل الولايات المتحدة والمهرجانات الدولية.

ولد حسام داغر في الكويت يوم 26 أبريل عام 1979، ونشأ بين مفارقة العلم والفن. فبينما درس الطب في جامعة القاهرة وتخصص في أمراض الدم والمناعة، لم تُخمد جذوة الفن داخله. أكمل دراسته لاحقًا في TVI Actor Studio في نيويورك، قبل أن يعود إلى مصر وينضم إلى مركز الإبداع الفني بدار الأوبرا المصرية تحت إشراف المخرج خالد جلال، ضمن الدفعة الثانية للمركز. ومن هنا، بدأت ملامح الممثل تتشكل بثقة وثبات.

لكن المحطة التي جعلت الأنظار تتركز عليه عالميًا، كانت اختياره بطلًا لفيلم “٤٠ يوم” من إخراج بيتر تكلا، عن قصة كتبتها الفنانة ميرا فيكتور، والتي تشاركه أيضًا البطولة. تدور أحداث الفيلم حول قضية المهاجرين غير الشرعيين، تحديدًا أولئك الذين يعبرون الحدود بين المكسيك والولايات المتحدة بحثًا عن الحلم الأمريكي، ويجسد فيه “داغر” شخصية “نجيب”، المصري الذي يغامر بحياته مع زوجته الحامل من أجل مستقبل أفضل لابنه القادم.

الفيلم لا يكتفي بتسليط الضوء على قصة نجيب فقط، بل يفتح نافذة على عالم مليء بالحكايات الإنسانية: زوجان هنديان يقطعان الصحراء بحثًا عن ابنهما المفقود، رجل يعيد الكرّة مرارًا لعبور الحدود، وآخر يدّعي الاضطهاد ليحصل على أوراق الإقامة. كلها خيوط تتشابك في عمل سينمائي يجمع بين الإثارة والدراما والإنسانية.

اختار داغر، كما قال، أن يتخلى عن حملة إعلانية ضخمة لشركة أورانج، وكذلك عن بطولة فيلم مصري كان يُحضّر له مع المخرج خالد الحجر، من أجل خوض هذه التجربة العالمية التي وصفها بأنها “فرصة لا تتكرر كثيرًا في العمر”. وعن تجربته يقول: “أردت أن أنقل للناس واقع هؤلاء الذين يعيشون على هامش الحلم… السينما قادرة على أن تقول الحقيقة بصوت فني راقٍ.”

وما يُميز “٤٠ يوم” ليس فقط موضوعه الجريء، بل أيضًا كونه تجربة عالمية على مستوى الفريق: مدير تصوير باكستاني (شاهان راوو)، مساعد إخراج صيني (جاستن لي)، منتج أردني (عمر الشاعر)، موسيقى تصويرية للموسيقار المصري ريمون صقر، ومصممة أزياء مصرية (ساندرا إسكندر). هذا التنوع يعكس روح الفيلم العابر للحدود، كما يعكس انفتاح حسام داغر على سينما تشبه الواقع وتعبر عنه.
حسام داغر الذى اشتهر بأداء مميز حتي و لو كان صغير ابدع في أدوار كثيرة متميزة و مختلفة شكلت مسيرة حافلة لفنان مميز

من الكويت حيث وُلد، إلى القاهرة حيث درس ومارس الطب، ثم نيويورك حيث تعلم التمثيل، وأخيرًا لوس أنجلوس حيث يعرض فيلمه، تبدو رحلة حسام داغر وكأنها “فيلم داخل فيلم”، بطلها رجل آمن بأن الفن لا يعرف حدودًا، وأن السينما يمكن أن تنقذ – مثلما يفعل الطب – إنسانًا أو أمة، من الألم أو الغفلة أو الغرق في الاوجاع

حسام داغر، يضيف بصوته وأدائه ومغامرته أن السينما يمكن أن تكون بوصلة نحو الحقيقة، وطريقًا للهجرة الامنة

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.