حقائبُ مثقوبةٌ

بقلم: أحلام محسن زلزلة

أوقظتني كَفُّ الغُربةِ أطوي وطني في حقائبي المثقوبةِ،
سَمَّرَتني كَدُمْيةٍ بلهاءَ باردةٍ فاقِدَةَ الشُّعورِ بالحياة ،
مُخيفةٌ تِلكَ الكواكبُ المُظلِمةُ الّتي تجوبُ السَّماءَ الدّامِعَةَ ،
والشَّمسُ عاقدةُ الحاجبينِ تُغلقُ في وَجهي سُبلَ الأملِ ،
النَّأيُ عَنِ الوطنِ حماقةٌ بسبعةِ أرواحٍ وروحٍ مدفونةٍ في عزِّ القهرِ ،
هناكَ يستحيلُ بزوغَ الصّباحِ بالخيرِ ، غيرُ مُجْدٍ الغناءَ معَ الطُّيورِ البليدةِ الخرساءَ
السَّعادةُ وحيدةٌ في زاويةِ الإهمالِ تَخْمُدُ عويلَها في الخفاءِ،
أَرْصِفَةُ الخبزِ المالحةِ مزدَحمةٌ بالطَّعمِ المُرِّ ونَكهةِ الجفاء.
يَمتطي الحَنينُ روحي المُحْدودِبةِ على أطلالِ الغربةِ الخاويةِ منْ دفءِ الولاءِ ،
أقذِفُ العَتَبَ في وجْهِ الزَّمَنِ وأغيبُ في لُجَجِ الضَّياعِ.
عددٌ هائلٌ مِنَ الحُبِّ يَعصِفُ بقلبي المُتَمَرِّغِ بالعَذابِ ، يُنْشِبُ حَريقًا هائلًا في أضلعي،
أَشْرُدُ في أضواء المَصابيحَ المُرْتَعِشَةِ تَنصُبُ الشِّباكَ
لذِكريات تتَربَّعُ على متنِ فكري المَحمومِ بِلَظى الفُراقِ
هذا الوطنُ كلَّما رفرفَ فوق عمري ،
كلّما تعاظم الشَّوقُ في أعماقِي كهلالٍ يتنامى ليصيرَ بَدْرًا
ذكرياتٌ تنسَلُّ إلى عقلي تُرتِّبُ مقاعِدَ الإِقامةَ الدَّائمَةِ في رأسي .
وطني كلُّ أَمكنتي وأشيائي
يُلَمْلِمُ رُفاتَ أجزائي المُبَعْثَرَةِ على دروبِ التَّسَكُّعِ في صَقيعِ القفارِ الموحِشَةِ.
، لم أستطعْ أَنْ أَفُرَّ منه ، مِن ذاتي. سأعودُ من رحلةَ القُبْحِ أتسَلَّقُ أهدابَ الجمالِ ،
أحمل أضواءَ قناديلَ مُجَرَّحَةٍ منَ السَّفرِ نغالبُ معا أصواتَ مَراكبَ البَحْرِ ودويِّ صفاراتِ الرّحيلِ ،
ليلتئمُ جسدي المنهار ُ بروحي الملتاعةِ بالحرمانِ ، والرَّبيعُ لي بالمرصادِ يُوصِلني بالتَّدريجِ إلى
حُضنهِ يَغمرني في عناقٍ أزليٍّ ينسابُ بِأنوارٍ العشقِ والمحبةِ
سئمت البُعدَ مَكلومَةً، متقاعدةً من الحُبِّ، سأقطعُ عِرْقِ العذابِ وأجهشُ ببحَّةِ العشقِ
على أنينِ قَيثارةِ الرُّجوعِ الجميلِ إلى البداية .
قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.