حوادث طرق الصعيد نزيف دماء مستمر بسيناريوهات مختلفة
بالرغم أن الدولة خصصت ميزانيات بالمليارات للعمل على تحديث خريطة شبكة الطرق الجديدة فى مصر، والتي كلفتها حوالي 377 مليار جنيه مصري”، لما لها من أهمية قصوى على المستويين المحلي والاقتصادي، بالإضافة إلى وقف نزيف الدماء المتكرر، وكان للطرق الصحراوية نصيب الأسد منها، ولكن البعض لا يشعر بهذه الطفرة، حيث أن الزراعية منها لم يسعدها الحظ من تلك الإنجازات الضخمة، وباتت حوادث الطرق الزراعية السريعة بصعيد مصر، ظاهرة ومأساة متكررة وسيناريوهات تتزايد بأشكال مختلفة يومًا تلو الآخر، خاصة تلك التي تربط بين محافظتي المنيا وأسيوط.
كتبت- دعاء علي

لم تنتهي قوات الحماية المدنية والإنقاذ النهري بعد من خروج جثامين حادث غرق ميكروباص ديروط الذي وقع يوم 8 ديسمبر الجاري، والذي راح فيه اغلب ركابه بترعة الإبراهيمية ونجى منه فردين، إلى أن وقع حادث اصطدام ميكروباص بتريلا بالطريق السريع بمدينة القوصية مساء أمس 17 ديسمبر، والذي توفي على أثره جميع الركاب إلا راكب واحد في حالة غيبوبة، حيث يفصل بين الحادثين 9 أيام فقط .. فما سبب تلك الحوادث المتكررة؟!
نستطيع القول بأن هناك عدة عوامل وسيناريوهات متعددة ومختلفة، ساهمت في تكرار تلك الحوادث، ألا وهي تصميم الطريق، وضعف مهارات القيادة للسائقين بسبب رعونة البعض منهم، ناهيك عن تعاطي الآخرين الكحول أو المخدرات، والمنشطات، بالإضافة إلى سلوكياتهم لا سيما القيادة العدوانية المشتتة والسرعة، وتسابق السائقين ورهانهم على أسرعهم في القيادة ومن يصل قبل الآخرين وبذلك يكسب الرهان.

أما البعض يرجع ذلك إلى، أن أغلب قائدي سيارات الأجرة والنقل الثقيل، من متعاطي المنشطات والمخدرات، اعتقادًا منهم في قدرتها على تنبيههم لساعات السفر الطويلة، طامعين في مواصلة العمل ليلاً نهارًا بحجة “نكفي عالمعايش والدنيا الغالية”، غير مباليين بالحفاظ على سلامتهم وسلامة الركاب.
وعن تصميم الطرق، حيث يغلب عدم اتساع “ضيق”، على الطرق الزراعية السريعة الفاصلة بين مدن الصعيد، ذلك أنها تحوي على حارة واحدة فقط “رايح جاي”، وخاصة هذه المنطقة ولذلك من السهولة لسيارات النقل الثقيل بطولها وعرضها الذي يمتلك أغلب عرض الطريق، أن تدهس أي سيارة ميكروباص أو ملاكي تجاورها أو تمر أمامها أو خلفها.

هناك حاجة ماسة لإدخال بعض التعديلات على قانون المرور بالإضافة إلى تكثيف الفحوص للكشف عن تعاطي المخدرات بين السائقين وتخصيص مسارات خاصة للنقل الثقيل وفرض غرامات مضاعفة على المخالفين، وضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة رادعة لمتجاوزي السرعات المحددة، وإلزام سيارات النقل السير في حارات مخصصة لها، وتشديد الغرامات والإجراءات لمنع تكرار مثل هذه الحوادث، ولكن المشكلة الحقيقيه تكمن في سلوكيات سائقي النقل السريع التي لن تتغير، حتى مع إجراء تعديلات على قانون النقل وتشديد العقوبات.
