حَدُّ اَللِّسَانِ أَمْضَى مِنْ حَدِّ اَلسِّنَانِ…بقلم/ احمد قطب

حَدُّ اَللِّسَانِ أَمْضَى مِنْ حَدِّ اَلسِّنَانِ 

بقلم / احمد قطب زايد

اكتب عن موضوع خطير يقع فيه كثير من المسلمين بقصد أو دون قصد ويعتبر كبيرة من الكبائر وهو الغيبة والنميمة آفة من آفات اللسان الكثيرة والعديدة وبسبب الغيبة والنميمة تجد أغلب الأسر اليوم تعيش في فتن أودت بها إلى حياة شقاء وخلاف وتنازع وطلاق، بسبب ألسنة لا تخشى الله ولا الدار الآخرة مع أن اللسان أصغر الأعضاء حجما، لكنه أعظمها خطرا وشرا عن أَبي سَعيدٍ الخُدْرِيِّ عن النَّبيّ ﷺ قَالَ: “إِذَا أَصْبح ابْنُ آدَمَ، فَإنَّ الأعْضَاءَ كُلَّهَا تُكَفِّرُ اللِّسانَ، تَقُولُ: اتِّقِ اللَّه فينَا، فَإنَّما نحنُ بِكَ؛ فَإنِ اسْتَقَمْتَ اسَتقَمْنا، وإنِ اعْوججت اعْوَججْنَا” رواه الترمذي. ويقول الشاعر:
أقلل كلامك واستعذ من شره… إن البلاء ببعضه مقرون
واحفظ لسانك واحتفظ من غيه… حتى يكون كأنه مسجون
وكل فؤادك باللسان وقل له… إن الكلام عليكما موزون
عزيزي القارئ أن الغيبة والنميمة من أخطر آفات اللسان وأكثرها انتشارا بين الناس حتى ما يسلم منهما إلا القليل وهما من أسباب عذاب القبر، فإن ذكرت أخاك المسلم بما فيه بما يكرهه فقد اغتبته وعصيت ربك، وقد شبه الله تعالى الغيبة بأكل لحم أخيك ميتا فقال تعالى ” يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱجْتَنِبُواْ كَثِيرًا مِّنَ ٱلظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ ٱلظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُواْ وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ “[سورة الحجرات 12]. أما النميمة فهي أن تنقل كلام شخص إلى آخر لتفسد بينهما. يقول رسول اللهﷺ: “لا يدخل الجنة قَتَّات” يعني: نمام،
إن مساوئ ‌ اللسان كثيرة وعواقبه وخيمه، فكمْ من دم سفكه فم وكم من إنسان أهلكه لسان… اللسان سبب هلاك أكثر الناس ودخولهم النار بهذا اللسان يصل الإنسان إلى أعلى المراتب والمقامات عبر ذكر الله، وإتيان الطاعات والإصلاح بين الناس والدعوة إلى الله، وبهذا اللسان أيضا يهبط الإنسان إلى أسفل السافلين ودرك الجحيم إن سخره في معصية الله. إذا تكلمت بكلمة فاعتبرھا قبل أن تتكلم بھا، فإنك مالكھا ما لم تخرجھا من فیك، فإذا أخرجتھا ملكتك يقول الشاعر:
لسانك لا تذكر به عورة امرئ… فكلك عورات وللناس ألسن
وعيناك إن أبدت إليك معايب… فدعها وقل يا عين للناس أعين.
اخى الكريم لا تراقب الناس، ولا تتبع عثراتهم، ولا تكشف سترهم، ولا تتجسس عليهم اشتغل بنفسك وأصلح عيوبها لأنك سوف تسأل عنها وليس عن غيرك. وإذا أردتم الكلام في شيء فتذكروا قول الله تعالى: ﴿ ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ﴾ [ق: 18] اللهم تب علينا، واغفر لنا زلاتنا، وطهر ألسنتنا مما تتلفظ به، وما يغضبك منا يا رب، واحفظ ألسنتنا من الغيبة والنميمة آمين يا رب العالمين. اللهم إني بلغت اللهم فاشهد.
قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.