خمس سنوات على رحيل وش السعد: حسن حسني.. تميمة الفن التي لا تنسى

خمس سنوات على رحيل “جوكر السينما“:

حسن حسني.. تميمة الحظ

التي صنعت نجومية جيل كامل

كتب باهر رجب 

 

 

رحيل أيقونة

في فجر ٣٠ مايو ٢٠٢٠، رحل الفنان حسن حسني إثر نوبة قلبية مفاجئة عن عمر ناهز ٨٩ عاما، تاركا فراغا في الوسط الفني المصري والعربي. نعته نقابة المهن التمثيلية، و تدفقت مراثي النجوم الذين شكلوا معه ثنائيات تاريخية، منهم رامز جلال الذي ودعه بقوله:”ربنا يرحمك ويجعل قبرك روضة من رياض الجنة”

المسرح: منصة الانطلاق

ولد حسن حسني محمود في حي القلعة بالقاهرة عام ١٩٣١ (أو ١٩٣٦ وفق بعض المصادر) . عانى فقدان أمه في السادسة من عمره، فالتجأ إلى التمثيل على مسرح مدرسة الرضوانية الابتدائية، حيث لفت انتباه الفنان حسين رياض الذي شجعه على الاحتراف . بدأ مشواره في الستينيات مع فرقة المسرح العسكري، ثم انتقل إلى فرقة جلال الشرقاوي لـ ١٠ سنوات، قبل أن يحل المسرح العسكري بعد نكسة ١٩٦٧ .

 

التحول إلى نجم الجماهير

عرف الجمهور حسني عبر التلفزيون عام ١٩٧٩ بمسلسل “أبنائي الأعزاء.. شكرًا” مع عبد المنعم مدبولي . أما السينما، فدخلها بدور صغير في فيلم “الكرنك” (١٩٧٥)، ثم انطلق بأدوار الشر في “سواق الأتوبيس” (١٩٨٢) للمخرج عاطف الطيب، الذي قدم معه لاحقا أفلاما مثل “الهروب” و”البريء” . بحلول التسعينيات، أصبح نجما لا يغيب عن الشاشة، خاصة في أفلام مثل “دماء على الأسفلت” (١٩٩٢) الذي نال عنه جائزة أفضل ممثل، و”بخيت وعديلة” و”ناصر ٥٦”.

 

تميمة حظ الأجيال الجديدة

مع الألفية الثالثة، تحول حسني إلى “جوكر الكوميديا” وراعي المواهب الشابة:

– محمد سعد: شاركه في ١٢ عملا، بدءا من “اللمبي” (٢٠٠٢) الذي حقق أعلى إيرادات سينمائية حينها .

– هاني رمزي: ٩ أعمال، منها “محامي خلع” .

– أحمد حلمي: ٧ أعمال مثل “ميدو مشاكل” و”خيال مآتة” .

– رامز جلال: ٤ أفلام، آخرها “مراتي وزوجتي” (٢٠١٤) .

وصف بـ “وش السعد” و”تميمة الحظ”لنجوم الشباب، حيث ساعد في تقديمهم للجمهور عبر أدوار كوميدية ذكية .

 

إرث لا ينسى

قدم خلال ٦٠ عامًا أكثر من ٥٠٠ عمل بين مسرح وتلفزيون وسينما، كان آخرها مسلسل “سلطانة المعز” (رمضان ٢٠٢٠) . تنوعت أدواره بين التراجيديا والكوميديا، وحصد جوائز من مهرجانات محلية ودولية، منها جائزة عن فيلم “فارس المدينة” من مهرجان الإسكندرية . رحل بعد أن أصبح ثاني أكثر الممثلين إنتاجا في التاريخ السينمائي المصري بعد صبري عبد المنعم .

“لم يكن مجرد ممثل، بل مدرسة فنية صنعت وعي جيل كامل” – كما وصفه نقاد الفن .

اليوم، بعد خمس سنوات على رحيله، تبقى ضحكته و أدواره جزءا من ذاكرة شعب أحب فنانا جمع الأصالة والتنوع.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.