دكتور محمد سامح: التوكل والسعي وجهان للنجاح
حوار: لمياء زكي
تتوالى التحديات وتتراكم الضغوط، وتبهت الأحلام في زحمة الواقع، لكن يظل الأمل هو النور الذي يقود القلوب المؤمنة إلى حيث النجاح.
ومن بين النماذج الملهمة الشابة التي أثبتت أن النجاح لا يُصنع بالحظ ولا ينتظر ظروفًا مثالية، يتقدّم د. محمد سامح، المعيد بكلية طب الأسنان – جامعة مصر للعلوم والتكنولوجية ، والمتخصص في علاج جذور الأسنان بـعيادة بانوراما – الشيخ زايد، كأحد الوجوه الشابة التي جمعت بين التوكل على الله، والعمل الجاد، لتشق طريقها وسط العثرات، بإرادة لا تلين.
لكل عثرة… بداية جديدة
استهلّ د. محمد سامح حديثه بإيمان عميق بأن لكل إنسان لحظاته القاسية، لكن هذه اللحظات قد تكون الشرارة الأولى لبداية مختلفة:
“قد تأتيك شمس النجاح في اللحظة التي تعتقد فيها أنه لا مخرج… لكن الله يدهشك دومًا بنورٍ يسوقك إلى طريق ممهد، فقط إن صبرت ولم تتوقف.”
وأوضح أن التحديات التي تعترض طريق الإنسان لا تظهر من فراغ، بل هي اختبار لقوة الإرادة، ومدى صدق العزم على الوصول، مؤكدًا:
“كل من قرر أن يتحرك للأمام، سيجد التحديات أمامه… لا لأنها نهاية، بل لأنها اختبار. لن تزول بعصا سحرية، بل بالصبر، والمثابرة، وقوة التحمّل.
القدوة… ومصدر الإلهام
يرى د. محمد أن بناء الشخصية المهنية والإنسانية لا يكتمل دون وجود قدوة تُضيء الطريق.
وقد شكّلت بعض الشخصيات في حياته مصدر إلهام حقيقي، على رأسهم:
د. إسماعيل – طبيب الأطفال، الذي جسّد في نظره نموذجًا للخلق الكريم، والرقي، والرحمة.
إضافة إلى د. مصطفى سامي سعد – طبيب الأسنان، الذي كان مثالًا للهدوء والانضباط والتميّز المهني.
الإنسان لا يتجزأ… والبيئة الحاضنة تصنع الفارق
يؤمن د. محمد سامح أن الإنسان، أيًّا كانت مهنته، يجب أن يتحلى أولًا بالإنسانية، فالعلم وحده لا يكفي.
“الطبيب، أو المهندس، أو العامل… كلهم يحملون هوية واحدة: الإنسان. وهذه الهوية لا تكتمل إلا بالتواضع، الرحمة، الحِلم، والكرم.
القيم الأخلاقية ليست مكمّلات للمهنة، بل هي جوهرها.”
ويُضيف حديثًا عن البيئة المُحيطة وأثرها على المسيرة:
“من النِعَم الكبيرة أن تُحيط نفسك بأشخاص يشبهونك في الروح.
الناس الإيجابية، النقية، الطيّبة، هم النور الذي يثبتك حين تميل، ويعيد إليك شغفك حين تنطفئ.
النجاح لا تصنعه اليد وحدها، بل تُعين عليه الأرواح التي تؤمن بك وتساندك في صمت.”
نصيحة من القلب للشباب
وجّه د. محمد سامح رسالة صادقة للشباب، نابعة من تجربة شخصية عايش فيها المعاناة والمثابرة، قائلًا:
“أهم درس أدركته هو أنه لا وجود لما يُسمى بظروف مثالية، ومن ينتظرها سيظل مكانه.
الطريق إلى النجاح لا يُمهد بالراحة، بل يُفرش بالإصرار والاجتهاد، حتى في أصعب الأوقات.
على كل شاب أن يؤمن بأن أي تأخير أو تعثّر لا يعني الفشل، بل قد يكون ترتيبًا إلهيًا لحكمة لا نراها.
ما دام هناك هدف واضح، وشغف حيّ، ويقين بأن الله لا يكتب لنا إلا الخير، فلن يضيع مجهود ولن يُهدر حلم.”
أحلام لم تهدأ بعد
يرى د. محمد أن كل مرحلة نجاح يجب أن تُتبَع بأمل جديد. ولذلك، لا يتوقف عند ما أنجزه، بل يتطلّع إلى المزيد:
“أسعى بكل ما أملك من جهد وعلم أن أنهي درجة الماجستير والدكتوراه، وأن أكون إضافة حقيقية في مجالي.
أطمح لأن أكون طبيبًا يُشار إليه بعلمه وأخلاقه، وأن أترك أثرًا طيبًا في حياة كل من تعامل معي.”
رسالة ختامية
في نهاية الحوار، يترك د. محمد سامح رسالة تمسّ القلب، وتوقظ الحلم:
“النجاح لا يُهدى، ولا يُشترى، بل يُنتزع بالصبر والإصرار، ويُروى بالثقة بالله.
كل شاب يملك الحلم بداخله… فقط عليه أن يؤمن به، ويُجاهد من أجله، ويطرق كل الأبواب بثقة، حتى يأتيه ما قسمه الله له… في أجمل وقت، وأجمل صورة.”