دمشق: احتفالات في ساحة الأمويين ومشاهد متفرقة من سقوط النظام
دمشق رمز الصمود والتحدي تقف اليوم على أعتاب مستقبل جديد
تجمع، عشرات السوريين في حدث غير مسبوق فجر اليوم الأحد في ساحة الأمويين وسط دمشق، احتفالًا بسقوط نظام الحكم الذي حكم البلاد لأكثر من خمسة عقود.
كتبت: ريهام طارق
المشهد الذي رآه العالم بأسره كان خليطًا من الفرح والترقب، حيث ملأت الهتافات الشوارع وارتفعت أصوات الرصاص في الهواء، تعبيرًا عن لحظة فارقة في تاريخ سوريا.
اقرأ أيضاً: فصائل المعارضة تعلن هروب الرئيس بشار الأسد من دمشق بعد 13 عامًا من الحرب
دخول الفصائل المسلحة وإعلان مغادرة الأسد:
تزامن هذا التحول مع إعلان الفصائل المسلحة المعارضة أن الرئيس السوري بشار الأسد قد غادر البلاد إلى وجهة غير معلومة. مشاهد مصورة أظهرت دخول مقاتلي الفصائل إلى قصر الشعب في جبل قاسيون، ما عزز الروايات المتداولة عن السيطرة الكاملة على العاصمة السورية لأول مرة منذ اندلاع الحرب.
اقرأ أيضاً: الفصائل المسلحة تدعو السوريين في الخارج للعودة وتعلن بدء عهد جديد في البلاد
إسقاط رموز النظام
لم يقتصر التغيير على المظاهر السياسية والعسكرية فقط، بل امتد ليشمل رموز النظام السابق، في ساحة عرنوس وسط دمشق، أسقط جمع غفير من السوريين تمثال الرئيس الراحل حافظ الأسد، في مشهد يحمل دلالات رمزية كبيرة عن نهاية حقبة حكم عائلة الأسد.
حافظ الأسد الذي حكم سوريا منذ عام 1971 وحتى وفاته في عام 2000، كان قد نقل السلطة إلى نجله بشار، لتستمر عائلته في قيادة البلاد حتى هذا اليوم التاريخي.
تحذيرات الجولاني ودعوات التهدئة:
وفي خطوة تسعى لضبط الفوضى المحتملة، وجه أحمد الشرع، المعروف باسم “الجولاني” وقائد هيئة تحرير الشام، نداءً حذر فيه من الاقتراب من المؤسسات العامة. وأكد أن هذه المؤسسات ستظل تحت إشراف رئيس الوزراء السابق محمد غازي الجلالي، إلى أن يتم تسليمها بشكل رسمي للحكومة القادمة.
دمشق: من حصار إلى تحرير
هذه هي المرة الأولى منذ عام 2018 التي تشهد فيها العاصمة السورية دخول الفصائل المعارضة، بعد أن استعادت القوات الحكومية حينها السيطرة على ضواحي دمشق عقب حصار طويل. لكن المشهد اليوم يعكس تحولًا جذريًا، حيث دخلت الفصائل العاصمة نفسها، لتعلن بداية فصل جديد في تاريخ سوريا.
انعكاسات اللحظة
المشهد في دمشق لم يكن سوى بداية لمرحلة جديدة مجهولة المعالم، لكنها بلا شك تحمل آمالًا عريضة للسوريين الذين عانوا لسنوات من النزاع.
كيف ستتشكل ملامح الحكم الجديد؟ وما الدور الذي ستلعبه الأطراف المحلية والدولية في صياغة مستقبل البلاد؟ تبقى الإجابات على هذه الأسئلة رهينة التطورات المقبلة.
اقرأ أيضاً: الجولاني يدعو مقاتليه إلى ضبط النفس والحفاظ على المؤسسات العامة في دمشق
دمشق، التي طالما كانت رمزًا للصمود والتحدي، تقف اليوم على أعتاب مستقبل جديد. وفيما يحتفل البعض بسقوط النظام، يراقب العالم بأسره ما ستؤول إليه الأوضاع في واحدة من أكثر اللحظات حسمًا في تاريخ الشرق الأوسط الحديث.