دور الحب في تكوين شخصيتك وخلق علاقات صحية ناجحة
دور الحب في تكوين شخصيتك وخلق علاقات صحية ناجحة
_ ما هو الحب؟
_ كيف تعرف انك وقعت في الحب ؟
_ الحب وأثره في الزواج.
_ كيف تعبر عن حبك من خلال لغة الجسد ؟
كتبت: ريهام طارق
نحتفل اليوم الموافق الرابع عشر من فبراير من كل عام بعيد الحب أرقى المشاعر الإنسانية والحافز الحقيقي وراء كل نجاح وسر سعادة البشر والتغيير دائما إلى الأفضل.
ما هو الحب ؟
الحبّ هو مجموعة من المشاعر المتناقضة من خوف وأمان وغيره وغضب وحنين واشتياق ولهفة، وفي المقابل يصدر عنها ردود أفعال هي من تتحكم في كيان المحب وتُسيطر على إحساسه وتصرفاته وتجعله يشعر بـ مودة وألفة تجاه الحبيب وترغمه أن يُحافظ عليه بمراعاة مشاعره، وتتولد لديه الرغبة في العطاء وبذل كل ما في وسعه ليكون هذا الشخص سعيد ، ليس هذا فقط بل إن المحب يستمد سعادته من سعادة الحبيب ويكون حريص دائما على حمايته من أي خطر.
كيف تكتشف أنك وقعت في الحب
عندما تشعر بالحبّ تجاه شخص تجد نفسك ترغب بقوة بمُشاركته في جميع لحظات حياته والبقاء بالقرب منه أطول وقت ممكن.
والحب هو من يجعلك ترى الحبيب هو الأهم والأغلى ويجعلك تعطيه الأولوية في حياتك ويظل هذا الإحساس ينمو وينضج بمرور الوقت، ليُصبح الحبيب هو مصدرك الوحيد للإلهام في حياتك، و هو من يصنع حلقة الوصل والتفاهم التي ينتج عنها علاقةً قوية ومترابطة وتخلق احساس بالمسؤولية والاهتمام نحو الحبيب.
لا يُمكن إنكار حقيقة أنّ الشعور بالحب أساسيّ ومهم، وله تأثير ملموس على حياة الأشخاص بمختلف ثقافاتهم وأجناسهم، والسبب الرئيسي الذي يدفع المرء للشعور بالحب، اعتبره البعض أمراً مُعقّداً يحتاج الكثير من البحث والدراسة.
حيث إن طبيعة هذا الإحساس ومقدار تأثيره يختلف من شخصٍ لآخر، فقد يبدأ الحب بنظرةٍ ولقاء بسيط يُراود المرء فيه شعور بالانجذاب للطرف الآخر، لكنه ينمو ويتطوّر مع الوقت ليُصبح غايةً مُلحّة للتقرّب منه أكثر.
وقد يكون هناك شيئ مشترك بينهم يجمعهم لإشباع الرغبة الفطريّة لهم، لتطوّر الأجناس والتكاثر ، وفي حالات أخرى ينجذب الأشخاص لبعضهم البعض تحت تأثير هرمونات مُختلفة كـ الدوبامين الذي يُصدره الدماغ، والذي بدوره يجعل المرء مُتعلّقاً بشريكه أكثر، ويزيد من حماسه ونشاطه، و الحيويّة التي قد تُفقده القدرة على النوم بسبب كثرة التفكير بالشريك، وتصيبه بالإحساس بالأرق، وقد يتطور الأمر ليُصبح إحساساً بالتعلق والعشق يصل إلى حد الجنون بالطرف الآخر.
وقد يصل هذا الحب لمرحلة الارتباط التي تُعد من المراحل الساكنة التي تنتج عن العلاقات المُستقرّة طويلة الأمد التي يتشارك فيها الطرفين المشاعر ويتجاوزون المراحل السابقة ويصلون إلى الشعور بالاكتمال والسعادة بوجودهم سويا فيُحافظون على بقاء الحب بينهما بل ويجتهدون لدعم ونجاح العلاقة وجعلها مُستقرّة وناجحة .
كيف يرى المحب الحبيب ؟
الحب شعور واضح وعاطفة قويّة يصعب علي المحب إخفاؤها وبالتالي لا بد أن تظهر علاماته الواضحة عليه،
ومنها :
_ تضخيم الصفات الإيجابيّة للشريك، ورؤيته شخص كامل بدون عيوب، وتجاهل سلبياته وأخطاءه.
_ رؤية الحبيب دائما وكأنه مميز عن جميع من حوله بالرغم من أنه قد يكون شخصاً عاديّاً.
_ الشعور بالسعادة الغامرة عندما يحقق إنجاز الحبيب هدف من أهدافه.
_ الشعور بالغيرة القاتلة عندما تري شخص آخر يتودد له أو يتقرب منه.
_ عدم الشعور بالنقص أو الغيرة تجاهه، بل على العكس تماماً تقوم بدعمه والاعتزاز به وتهنئته وتشعر بالسعادة الصادقة من أجله.
_ التأثر بآراء الحبيب و بأفكاره حيث قد يكون المرء معتاداً على اتخاذ قراراته الشخصيّة بشكلٍ فردي، لكن وجود حبيب في حياته يجعلك ترغب بمشاركته اتخاذ القرارات الهامة في حياتك.
كيف يمكنك أن تعبر عن حبك من خلال لغة الجسد ؟
الابتسامه:
_ الابتسامة الصادقة والعفويّة حيث إن الابتسامة دليل على إحساسك بالسعادة والمزاج الجيّد، عند رؤية الحبيب والرغبة بالبقاء معه.
لغه العيون:
_ لغة العيون.. وهي أصدق لغة من خلال التركيز على عين الطرف الآخر، بشكلٍ مُباشر وجرئ فهذا دليل على صدق مشاعرك حيث أن عدم القدرة على التواصل البصري يدل على الكذب والخداع وعدم الاهتمام أيضا .
الحب وأثره في العلاقة بعد الزواج:
يعرف أن الزواج هو انتقال المرء من حياة العزوبيّة إلى حياة الشراكة وعقد رباط مقدس مع الشخص المناسب و المتوافق معه بغرض تكوين أسرة مستقلّة جديدة أساسها التفاهم والتواصل والاحترام المتبادل بين الطرفين، وأن يجتهد كل منهما من أجل تحقيق استقراره واستمراريّته على مستوى عالٍ من الوفاق
والحبّ والزواج يجمع بينهما ارتباطاً وثيقاً، بل يتأثّران ببعضهما البعض.
فإذا كان الحب قبل الزواج قائماً على الهيام بالحبيب ودوام التفكير به فقط ، فالزواج يكشف عن المعنى الحقيقي للحب في صوره المختلفة والمتعددة، منها التضحية والايثار والاهتمام المتبادل من الطرفين، واهتمام الزوجة بكل تفاصيل حياة زوجها وأيضاً اهتمام الزوج بزوجته و توفير كلّ ما تحتاجه لضمان حياة هنيئه لها، لذا فإنّ الحبّ بعد الزواج يأخذ شكلاً آخر من الاهتمام وليس تحوّلاً في المشاعر نفسها.
والشخص الذي تزوج عن حبّ يحمل دائما بداخله مشاعر دافئه وتتحول مع مرور الوقت إلى واقع عمليّ يهدف إلى تحسين نوعية تلك الحياة التي يعيشها مع الشريك.
وكذلك الأمر بالنسبة للحب وتطوره بعد الزواج، فيكون حب قائم على العشرة الطيبة وخلق أجواء من الراحة والسعادة بين الزوجين، والحفاظ على بقائهم في أعلى مكانة في التواصل والتفاهم، ليتأكدوا مع مرور الوقت أن الحياة بدون الحب والاحترام لن يكون لها رونق
دور الحب في ترابط العلاقات الأسرية:
الأسرة تعتبر جزء أساسي من كيان المجتمع و وجود الحب في تعاملات أفراد الأسرة هام
ويلعب دورًا حاسمًا في الصحة العاطفية والعقلية لأفراد الأسرة الواحدة وتؤثر أيضا في تكوين شخصيتهم و تعاملهم مع الغير.. والنجاح في تحقيق الاستقرار العاطفي في محيط الأسرة، يخلق شعورًا بالأمن والانتماء، و تقدير الذات والثقة بالنفس.
كما أن الحب يساعد في حل الخلافات الأسرية بطريقة متحضرة و بنّاءة ، ويحافظ على استمرار الحياة في سعادة وهدوء ..
و عندما يشعر أفراد الأسرة بوجود الحب والتقدير بينهم، تكون النتيجة هي خلق رابط قوي بينهم و الشعور بالتعاون والاتحاد عند مواجهة الأزمات الصعبة.
الحب يساعد أيضًا الأطفال على تطوير شعور إيجابي بقيمة الذات واحترامها، لأن الأطفال عندما يشعرون بالحب والتقدير من قبل أسرهم، يجعل منهم أشخاص أسوياء واثقين من أنفسهم، ورحماء بالغير، و تخلق لديهم مرونة كافية في تعاملاتهم.
كيف تنجح في الحفاظ على الحب:
في النهاية و بشكل عام، وجود الحب هام وضروري في حياتنا، ولا نستطيع أن نعيش بدونه لأنه هو من يعطينا الحافز للاستمرار والدعم والسعادة لاستكمال الحياة.. ويعطينا القوة للمواجهة والإحساس بالأمان والاكتفاء وبدونه تصبح الحياة باهتة مملة ليس لها طعم ولا لون.. ولكن المهم أن ننجح أولا في اختيار الشريك المناسب كي لا تتحول جنتك في الحب إلى حجيم قاسي لا يرحم.