دور الشائعات وتأثيرها النفسي على المجتمع
دور الشائعات وتأثيرها النفسي على المجتمع
بقلم د شيماء عراقي استشارى أرشاد أسرى وتعديل السلوك
مع التطور التكنولوجي الواسع أصبحت منصات التواصل الاجتماعي بيئة خصبة لنشر الشائعات وتدوالها بسرعة كبيرة وخاصة مع دعم الشائعات والترويج لها بوسائل مختلفة موثقة بالصور والفيديو
والشائعات لها آثار مترتبة على المجتمع حيث تؤثر على تماسك المجتمع واستقراره ، حيث يعد نقص المعلومات و عدم متابعة الجهات المختصة او التأخير فى اصدار بيانات للجمهور دافع لمروجى الشائعات، حيث يستغل هؤلاء حالة نقص المعلومات وعدم وعى الجمهور والمجتمع لنشر بسهولة للانتشار.
وتؤثر الشائعات تأثير مباشر على الأمن النفسي للمجتمع وتهدد أفراد المجتمع حيث يصاب أفراد المجتمع بحالة من فقدان الثقة فى اى قرارات او تصريحات من المختصين
ويكون الشك هو لغة التفاهم السائدة بين الطرفين
ويكون أفراد هذا المجتمع معرضين للاصابة بالأمراض النفسية والأجتماعية ، وتعمل تلك الشائعات على الكراهية التى تضعف الروابط الاجتماعية والأسرية ، كما تؤدى إلى شعور المجتمع بعدم الأستقرار والخطر ، فقدان الثقة أيضا بالمسئولين وخاصة فى غياب المتابعة من مصادر رسمية.
وتعمل الشائعة إلى نشر مشاعر الإحباط والرغبة فى إيذاء الذات والعزلة الاجتماعية وايضا إلى زيادة معدل انتشار الجريمة ، حيث قد تتسبب فى سلوكيات عدوانية ضد المجتمع كالتخريب .
انتشار القلق كسمة غالبة للمجتمع قد يصبح قلق مرضى نتيجة لتأثير الشائعات وقوة تأثيرها على أفراد المجتمع،
التوقع الدائم بالتكذيب والشك فى كل التصريحات والقرارات حتى لو كانت صحيحة وفى صالح المواطن أيضا .
الشائعات لها أبعاد مختلفة وأنواع متعددة وعلى حسب دوافع المروج لها على حسب نشرها لايذاء الجماعات او الأفراد ومدى تأثيرها والغرض منها ،
فمنها بهدف التفكك الأسري ولهدم البيوت وزيادة نسبة الطلاق ، وبعض الشائعات لتهديد السلم الاجتماعى للمجتمع ككل
ومن التأثير النفسي لتلك الشائعات هو ترسيخ لحالة التشاؤم للمجتمع وفقدان الأمل فى اى تغير رغم ما يحقق من إنجازات ملموسة ، فتترك لدى الفرد مشاعر مكبوته تملاءها الكراهية والعنف النفسي نحو المجتمع ككل وتخلق عدم الرضا وتؤثر على انتاجية الفرد وتتناقص دافعيته نحو الإنتاج والعمل .
كما تؤثر أيضا على صحة الفرد والإصابة ببعض الأمراض النفس جسمية المتلازمة مع نشر الشائعة وخاصة لو تعلقت بأسباب شخصية وعائلية للفرد .
كما تنتج عنها أيضا أمراض القلب والجلطات وارتفاع ضغط الدم والسكر وغيرها من الأمراض المصاحبة للصدمات من وقع الشائعة وخاصة لو تعلقت بالأفراد.
وعلى المجتمع التصدى بحزم لتلك الشائعات والعمل مع الجهات المختصة للقيام بدور فعال لنشر الوعى اللازم للوقاية منها قبل وقوعها وانتشارها وذلك يتحقق من خلال إطلاق حملات وتطبيق القوانين للردع والمحاسبة أمام المجتمع للحد من انتشار الشائعات.