ردود أفعال واسعة حول التصعيد العسكرى فى غزة

 

تابع الملايين حول العالم أول أمس يوم الثلاثاء الموافق 24 أكتوبر2023، جلسة مجلس الأمن والتى عقدت  حول الأوضاع في الشرق الأوسط، خاصة التصعيد العسكري الجاري في قطاع غزة وسط مطالبات عربية وأممية بضرورة وقف فوري لإطلاق النار وتوفير ممرات آمنة لدخول المساعدات الانسانية. 

تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة

ولعل كان من أبرز ما جاء في هذه الجلسة كانت تصريحات أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة التى أكد خلالها أن هجوم الفصائل الفلسطينية في 7 أكتوبر لم يأت من فراغ, حيث يعيش الشعب الفلسطيني في احتلال خانق يدوم منذ 56 عامًا وشهد أرضه تلتهمها المستوطنات رويدًا رويدًا.

 ولكن تظلمات الشعب الفلسطيني لا تبرر الهجوم الذي قامت به الفصائل الفلسطينية، ولا تبرر أيضًا العقاب الجماعي الذي لحق بالشعب الفلسطيني كافة.

وقد أثارت تصريحات جوتيريش غضب الجانب الإسرائيلي نظرًا لمغايرتها للصورة التى يريد إيصالها للعالم عما يدور في الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيل من وجهة النظر الإسرائيلية فقط والتى دائمًا تكون أبعد ما يكون عن الواقع.

الجوانب الإنسانية

شهدت الجلسة أمس هجوم على الأمين العام نتيجة لتصريحاته ومطالبات إسرائيلية بضرورة إقالته.

وقد أوضح السفير صلاح حليمة مساعد وزير الخارجية الأسبق أن تصريحات وموقف الأمين العام للأمم المتحدة في الأزمة الأخيرة في فلسطين جاء مبنيًا على أساس قانوني وفقًا لمهمته الوظيفية التى تحتم عليه الدعوة لتحقيق السلم والأمن دائمًا خاصة أنه كان يتحدث بعد زيارته لأرض الواقع.

 كما يقوم بتقديم تقارير عما شاهده لمجلس الأمن، إلى جانب أن هذه التصريحات اتسمت بقدر كبير من التوازن. حيث وصفت هجوم حماس الأخير على إسرائيل بـ”المقيت” وانتقدت الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة والتى تجاوزت كل الحدود ,وقد أضاف حليمة في تصريحات خاصة له أن موقف جوتيريش يجب أن يكون محل احترام وتقدير.

 نظرا لأنه يركز بالأساس على الجوانب الإنسانية بمطالبته بضرورة وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن ووقف سياسة العقاب الجماعي التى تمارسها إسرائيل ضد المدنيين الفلسطينيين والاعتداء على الأطفال والنساء والشيوخ دون رحمة.

الامين العام للامم المتحدة  في معبر رفح

من أمام معبر رفح من الجانب المصري، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، إن هناك أكثر من 2 مليون شخص في قطاع غزة يعانون بشكل كبير.

 متابعا: خلف هذه الأسوار هناك أكثر من 2 مليون شخص يعانون بشكل كبير، ولا يوجد لديهم طعام أو شراب أو أدوية.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عالمي عقده الأمين العام للأمم المتحدة من أمام معبر رفح قبل أيام، وأكد خلاله أن مصر هي عماد السلام والوحيدة القادرة على نزع فتيل العنف، ودعا جوتيريش لضرورة وقف إطلاق النار لإدخال المساعدات.

وأكد جوتيريش “صدمت من الموت والخراب الذى تعرض له المستشفى الأهلي المعمداني”، وأضاف جوتيريش أنه يجب وصول المساعدات والطعام والدواء ويجب ألا يتعلق بعملية صغيرة وإنما بشكل دائم.

المشاركة فى قمة القاهرة للسلام

أكد أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة أن مظالم الشعب الفلسطيني مشروعة وطويلة وأنه لا يمكن تجاهل السياق الأوسع لهذه الأحداث المأساوية من الصراع الطويل الأمد و56 عامًا من الاحتلال الذي لا نهاية له في الأفق، مشيرًا إلى أن القمة تنعقد في قلب منطقة تعاني من الألم وعلى بعد خطوة من الهاوية وفي منطقة من المستحيل ألا تهتز فيها صور المعاناة التي تفطر القلب وتحرق الروح.

وأضاف جوتيريش فى كلمة له السبت الماضي، أمام “قمة القاهرة للسلام”، أنه خلال زيارته إلى معبر رفح الحدودي  شاهد كارثة انسانية تحدث فى الوقت الحقيقي؛ حيث هناك على الجانب الآخر من الحدود مليوني شخص بدون ماء وطعام ووقود وكهرباء وأدوية بينهم الأطفال والأمهات وكبار السن، لافتا إلى أن الشاحنات كانت ممتلئة من جهة وبطون فارغة من جهة أخرى.

وأكد الأمين العام أن سكان غزة يحتاجون إلى الالتزام بما هو أكثر من ذلك بكثير، وهو توصيل المساعدات بشكل مستمر إلى غزة بالحجم المطلوب، مضيفا أنه على الأمم المتحدة أن تعمل دون توقف مع جميع الأطراف لتحقيق ذلك.

ولفت جوتيريش إلى أنه لايوجد ما يمكنه أن يبرر أيضًا الهجوم الذى شنته حماس كما لايمكن لتلك الهجمات أن تبرر أبدا العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني.

ودعا الأمين العام للمنظمة الدولية إلى احترام القانون الإنساني الدولي بما في ذلك اتفاقيات جنيف وبما يشمله ذلك من حماية المدنيين وعدم مهاجمة المستشفيات والمدارس ومباني الأمم المتحدة التي تؤوي حاليا نصف مليون شخص، لافتا إلى أنه يجب أن تكون الأهداف على المدى القريب واضحة وأن يتم تقديم مساعدات إنسانية فورية وغير مقيدة ومستمرة للمدنيين المحاصرين في غزة والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن وبذل جهود فورية ومخلصة لمنع انتشار العنف الذي يزيد من خطر انتشاره.