رفيعة الشال فنانة برعت فى دور الأم أنجبت إبنتها على المسرح

 

كتبت / غادة العليمى

رفيعة الشال وجه مصرى من الزمن الجميل عرفها الجمهور حين إشتركت فى فيلم الوسادة الخالية تعد من نجمات الصف الثانى فى الزمن الجميل وواحدة من أشهر الأمهات بالسينما المصرية حيث صوتها الناعم وهيئتها الجسمانية وملامحها الهادئة جعلوها تتميز في تأدية تلك الأدوار بسهولة على الرغم من عدم دخولها المجال الفنى فى سن مبكرا عملت مع كبار النجوم ومنهم وحش الشاشة فريد شوقى ومحمود المليحى واشتهرت بدورها أم العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ في فيلم الوسادة الخالية وكان فى حياتها العديد من الأسرار والحكايات والمواقف المؤثرة.

نبذة عن رفيعة الشال

كانت تحب الفن منذ طفولتها ولفتت الأنظار إليها وهى صغيرة بحبها لتقليد حركات كل من يصادفها من الناس خاصة الأدوار المسرحية التي كانت تشاهدها مع عائلتها فى مسرح جورج أبيض ويوسف وهبى وتركت رفيعة الشال المدرسة وهى فى الرابعة عشرة والتحقت بمعهد التمثيل عام 1930 وكانت تلميذة جورج أبيض المفضلة وعندما اغلق معهد التمثيل بأمر من حلمى عيسى وزير المعارف وقتها بحجة منع الاختلاط بين الجنسين لم تكمل دراستها ورفض والدها عملها بالفن فزوجها جورج أبيض من فرج النحاس أحد أعضاء الفرقة حتى تستمر معه عضوة بالفرقة.

إبنه الإذاعة

على الرغم من أدوار الفنانة رفيعة الشال المميزة في السينما المصرية إلا أنها عرفت بأنها ابنة للإذاعة المصرية المخلصة فهي الهانم بنت الأكابر ليس لأنها ابنة بشوات أو ذلك بل لأن تربيتها المتأصلة والظاهرة في أدائها بالأفلام يوحي بأنها أحد هوانم الزمن الجميل كما أنها صاحبة الصوت العذب والراقي ومن الرعيل الأول لرواد الإذاعة المصرية وحكى الناقد الفنى عبدالله أحمد عبدالله الشهير بميكى ماوس فى مؤلفه “مع هؤلاء” فى فصل عن الفنانة رفيعة الشال إنها أول ممثلة تعمل بالاذاعة المصرية وقت إنشائها وقال فيه: قدمت رفيعة الشال دورا فى أول تمثيلية تقدمها الإذاعة منذ انشائها عام 1934 وكانت باسم “مجنون ليلى” قامت فيها بدور ليلى وقام الممثل أحمد علام بدور المجنون وشاركت في العديد من الأعمال الإذاعية مثل: قدر ولطف – عوف الأصيل – قسم عزومة رمضان – فرحة رمضان وبعدها اتجهت للعمل بالسينما وقدمت العديد من الأعمال السينمائية.

مأساة فى حياة رفيعة الشال

 

تزوجت الفنانة رفيعة الشال للمرة الأولى من الفنان فرج النحاس وانجبت منه ولدا وبعدما اصبح شابا قرر الانتحار لفقده الأمل في الزواج من البنت التي أحبها وكان حينها في السنة النهائية في كلية الطب بجامعة القاهرة وتحديدا في عام 1954 فأصيبت الأم بصدمة شديدة وأصيب زوجها بالسكر فقد كان نجلهما دائما من الأوائل في مراحل التعليم والتحق بكلية الطب وهناك إلتقى بفتاة من الطبقة الغنية ووقع في غرامها وبدأ يتقرب إليها وهي تعامله برفق وعندما صارحها بحبه رفضته لأنه من طبقة فقيرة ودخل في نوبة إكتئاب وحاولت والدته ان تهون عليه ولكن دون جدوي حتى أنتهى الأمر به إلى الإنتحار.

ولم تكن تلك هى المأساة الأولى فى حياتها فبعد هذه الحادثة أنفصلت الفنانة رفيعة الشال عن زوجها لأنها كرهت البيت وكانت لا تستطيع العودة إلى المنزل وترى مكان نجلها فارغا وأنشغلت بالعمل حتى إلتقت بالفنان حسن البارودي وتزوجا وغيرت أسمها الى رفيعة البارودي وبعد فترة قصيرة عوض الله الفنانة الكبيرة رفيعة الشال عن ولدها المنتحر بإنجاب طفلة اثناء مشاركتها في إحدى المسرحيات التى عرضت في بيروت وعندما أغلق ستار المسرح وقعت على خشبة المسرح وانجبت ابنتها وقامت بتسمية المولودة “أميرة”.

 

حكاية فنية طريفة

دخلت الفنانة رفيعة الشال في مشاجرة شهيرة فى الوسط وقتها مع الفنانة ليلى حمدي والمونولوجيست حورية عراقي بسبب اسم “رفيعة هانم” والحكاية كما نشرتها إحدى المجلات حينها في سبتمبر 1958 أن سبب النزاع هو الاسم الفني “رفيعة هانم ” حيث تعلن كل منهما أحقيتها في هذه الشخصية الغريب أن حورية وليلى من ذوات الأجسام الضخمة إلا أن الفنانة الكوميدية ليلى حمدى هي صاحبة شخصية رفيعة هانم وهى الشخصية التي إبتكرها رسام الكاريكاتير رخا في رسوماته حيث تتميز ليلى حمدى بالوزن الثقيل مع خفة الدم ولجأت ليلى حمدى إلى رسام الكاريكاتير المعروف رخا ليقرر أيهما الأحق باسم “رفيعة الشال”، ونالت اللقب في النهاية.

 

نبذة عن أشهر أعمالها الفنية

شاركت الفنانة الراحلة رفيعة الشال فى العديد من الأعمال الفنية فى السينما والمسرح والإذاعة ومن أشهر أعمالها الفنية والتى حققت فيها نجاحا باهرا كان الفيلم العربي الشهير”صراع في الوادي” من بطولة عمر الشريف وفاتن حمامة وكذا الفيلم الأكثر من رائع “الوسادة الخالية “، بطولة العندليب عبد الحليم حافظ والجميلة لبنى عبدالعزيز وقدمت في الإذاعة مسلسلات قدر ولطف وعوف الأصيل وقسم عزومة رمضان وفرحة رمضان وقدمت العديد من الأعمال السينمائية مثل: الوسادة الخالية وفيلم ليلى وفيلم لا أنام وفيلم صراع في الوادي وغيرهم من الأفلام مثل: عنتر بن شداد وشباب اليوم وفيلم ساحر النساء وفيلم صحيفة السوابق وفيلم الشيخ حسن وفيلم يا ظالمني وفيلم الفارس الأسود وفيلم قلوب حائرة
أجادت رفيعة دور الأم المكلومة
نتيجة للظروف السيئة التى مرت بفقد إبنها المنتحر ولذلك استطاعت تمثيل دور “الأم المكلومة” فى الإذاعة والسينما إلا أنها أجادت أيضا تقديم دور الأم الشريرة فى تمثيلية السهرة “سوء فهم” عن الرواية العالمية التى ترجمها الإذاعى أنور المشرى وقدمت أول أدوارها فى المسرح فى مسرحية “لويس أحادي عشر “فى دور مارى ودور ديدمونة فى مسرحية “عطيل” أمام جورج أبيض و صنف حريم و مرتفعات ويذرنج و العشرة الطيبة و الصفقة ودم الأخوين وسلطان الظلام وفى بيتنا رجل.
كذلك قدمت أفلام شهيرة مثل بحبح أفندي شارع الحب، عنترة ابن شداد الزوجة العذراء درب المهابيل قلوب حائرة من إخراج أحمد مظهر وكان آخر أفلامها “زيزيت” عام 1961 إخراج سيد عيسى بطولة برلنتى عبد الحميد ويحيى شاهين إلا أنها تتمنى كما تقول: تقديم الدور الذى يظهر بوضوح قيمة المرأة فى حياة الرجل

ورحلت الفنانة رفيعة الشال في مثل هذا اليوم بعد أن عاشت محطات مؤلمة في حياتها وانتهت الجمهور بأعمالها الفنية التي لا يزال يستمتع بها الجمهور حتى اليوم رحمة الله عليها .