زلزال تركيا وسوريا و الانسانية الغير متكافئة !!!
بقلم / لبنى خريص
لماذا المنظمات الإنسانية الدولية تتعامل مع الحكومات بالمناطق المنكوبة إثر الكوارث الطبيعية و الحروب و لا تتعامل مع الشعوب بنفسها لتوصيل الإمدادات و المساعدات لها؟
هل من الصعب من المنظمة المتحدة إرسال المساعدات لكل المناطق المنكوبة كانت معارضة للنظام او مع النظام؟ كيف يكون شأن الدول التي إثر الحرب لمدة سنوات عرفت تقسيما بين الشمال و الجنوب و ليس لها حكومات؟ و ما هي الاجرائات التي يمكن أن تعملها في تلك الوضعية و الظرفية؟

منذ أربعة أيام تحديدا يوم الاثنين سجل زلزال كبير 7.8 مقياس ريختر و دمر المنازل و شرد الأسر و قتل بالألاف في البلدين الجارتين تركيا و سوريا مع ارتدادات أرضية مختلفة و أقل قوة بالمناطق المجاوزة لبنان و اليونان.
أقوى زلزال عرفتها المنطقة منذ مئة سنين حيث تنبأ له الباحث الفلكي الهولندي فرانك هوجربييتس في تغريدة بالمواقع التواصلي بعد مشاهدته للحركات الكواكب و إكتمال القمر و حصلت على أكثر من عشرون مليون مشاهدة. . حصيلة القتلى لحد الآن ترتفع الى ثلاث و عشرون ألف بتركيا، و أكثر من ستون ألف مصاب. و بسوريا أكثر من عشروألف قتلى و أكثر من ستون ألف مصاب بينما تتضائل أمال النجاة المنكوبين تحت اأنقاض في شمال غرب سوريا التي لم تصلهم المساعدات لحد الآن إلا القليل. بينما يكتفي الدفاع المدني للمنطقة و بالتضامن مع المتطوعين بينهم مستعملين فقط أياديهم و معدات يدوية للإنقاذ و يتشاركون مع الضحايا قوتهم اليومي.
و تركيا تاخذ الحظ الأوفر من المساعدات من 76 دولة و المساعدات من المنظمات الدولية بينما الآلاف الأخرى مازالت عالقة تحت الأنقاض أو ماتت من دون إنقاذ . مشاهد مفجعة من الأطفال و العائلات بدون مأوى تحت وطأة البرد و الجوع تحتاج المساعدات الانسانية من كل الدول و المنظمات الدولية من معدات صحية و خيم و أغطية و تغدية و حليب للأطفال. حالة إنسانية تدمع لها العين و تهتز لها الأبدان هلعا من شدة المأساة.
بعد معاناة الحرب و معانات الجوع و التشرد و بعد معانات الأوبئة يأتي الزلزال ليكمل على الإنسان ما تبقى من إنسانيته.

هل الطبيعة و الإنسان يجتمعان لفناء الانسان أو لمعاناته؟ و ما أثر ذالك على الحالة الاقتصادية و الاجتماعية و النفسية لهؤلاء العائلات لشهداء رضع، أطفال، شيوخ، نساء، رجال كانو يوما أحياء و أختفو فقط للحظة هزة أرضية و من المتوقع أن تعرف المنطقة و المكسيك مأساة أخرى مرتقبة في البحر الأبيض المتوسط و المحيط الهادي. فلماذا العالم ينتبه لكل ما ينقله التواصل الاجتماعي بالأنترنيت لكل ما هو تافه لفنان و لا يهتمون لما يحذرون العلماء من كوارث طبيعية أو أوبئة أو من إكتشافات علمية بل اكثر من ذالك يكذبونهم و يتخيلون مؤامرات دولية .

النظرية المؤامرة أسهل من تصديق الإنذارات و التحذير . هل علامات الساعة قد أقتربت كما تنبأ لهم المثقفون و الفلكيون و شيوخ الدين؟ بين التهويل لإقتراب الساعة ونظرية المؤامرة نتمنى من الدول العربية و الاسلامية و المتظمات الدولية الاهتمام بما يقوله العلماء و محاولة إغاثة المناطق المنكوبة التي لا يصلها المساعدات و التي ليست تحت ظل حكومة . كما قال المتحدث الرسمي للمنظمة المتحدة لقناة الجزيرة أن الإنسانية ليس لها حدود و ليس لها بلد.
مقال ممتاز ينطق كلمة حق لم يستطيع الكثيرين التكلم عنه .
للاسف اصبحت الضحايا يوجد بينهم تفريق والخاسر الأكبر من خسر أفراد عائلته او عزيز على قلبه من الجانبين التركي او السوري
بالنهاية هذا ما ماشالله وقدر
تحياتي واحترامي للاستاذة لبنى خريص
وكل محبتي احترامي للعاملين في اليوم