رحلت سيدة المسرح العربي… وداعا سميحه ايوب

رحلت اليوم سيدة المسرح العربي سميحه ايوب… وغابت شمعة المسرح، و انطفأت نجمة كانت تهدي الطريق لكل من سار على الخشبة سعيا لتحقيق حلمه مؤمنه بأن الفن شرف و رساله نبيله.

كتبت:  ريهام طارق 

رحلت سميحة أيوب، تلك السيدة التي حملت فوق أكتافها عباءة المسرح العربي طوال أكثر من سبعين عامًا، دون أن تئن أو تشتكي، وهي تهب نفسها لخشبةٍ تحيا بها وتحيا من أجلها.

توقّف قلبها في صمت… كما كانت دائمًا، راقية في حضورها، راقية في رحيلها، غادرت منزلها إلى السماء، دون صخب وكأن الستارة أُسدلَت على آخر فصول حياتها، بصمت يليق بالكبار.

اقرأ أيضاً: من الإرهاب الفكري للإرهاب بالقتل والتفجير الجسدي

سميحة أيوب ليست مجرد فنانة.. هي ذاكرة وطن، وحكاية أجيال، و ملهمة لطالبات المعهد العالي للفنون المسرحية، وميناء آمن لكل من ضل طريقه في بحر الفن.

قدّمت أكثر من 170 عرضًا مسرحيًا، لكنها لم تكن تمثل فقط… كانت تحيا على المسرح، وكانت تنبض معه، تربيه وتؤدّبه وتعيد له هيبته.

يا خسارتنا…يا وجعنا الكبير في هذا الفقد الثقيل…كيف نرثي من لا تُرثى؟ كيف تكتب كلمات وداع في سيدة علمتنا أن الفن لا يموت، وأن الصوت الصادق يظل حيًا حتى لو سكت الجسد؟

اقرأ أيضاً: رحلة وطنية: البحث عن الأصوات التي ستحمل رسالة القران للأجيال القادمة

أيها المسرح، ابكي الآن كما لم تبكي من قبل، وأبكي على خشبتك التي كانت تتزين وتضيئ كلما وقفت فوقها.

و ابكي على زمن لن يتكرر، وعلى هيبة لن تعوض، وعلى قامة فنية كانت لا تنحني إلا احتراما لجمهورها.

وداعا أيتها السيدة النبيلة… وداعًا يا من علمت الأجيال أن الفن موقف ورسالة… نامي بسلام، فقد أديت رسالتك، علي أكمل وجه وسيبقى اسمك محفورا في جدران المسرح، وبين سطوره، وعلى جدران قلوب كل محبينك..

رحمك الله وأسكنك فسيح جناته.. إنا لله وإنا إليه راجعون.

 

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.