سوريا تحت مفترق تاريخي: الفصائل المسلحة تُعلن السيطرة على دمشق

هل سوريا ستدخل في مرحلة جديدة من الفوضى؟

سيطرت الفصائل المسلحة في سوريا، صباح اليوم الأحد، على مبنى الإذاعة والتلفزيون في ساحة الأمويين بالعاصمة دمشق. وبهذا الحدث المحوري، أعلنت الفصائل بدء ما وصفته بـ”عهد جديد”، مشيرة إلى نهاية “حقبة سوداء” في تاريخ البلاد.

كتبت: ريهام طارق 

وسط أجواء من التوتر والقلق، ظهرت الفصائل المسلحة لأول مرة من داخل مبنى الإذاعة والتلفزيون، مؤكدة نواياها بإعادة صياغة المشهد السوري الذي مزقته سنوات الحرب.

وأكدت قياداتها أن هذه الخطوة تأتي ضمن خطتها لإنهاء ما وصفته بالنظام القمعي وإعادة بناء الدولة على أسس جديدة.

اقرأ أيضاً: محمد الجولاني: من التشدد إلى الاعتدال؟من يكون وما هيا مراجعيت

دمشق تحت السيطرة بعد حمص وحلب

جاءت السيطرة على دمشق بعد أيام قليلة من سقوط مدن حلب وحماة وحمص بأيدي الفصائل المسلحة دون مقاومة تُذكر. المشهد في العاصمة يعكس انهياراً سريعاً في بنية النظام السوري، خاصة بعد التقارير التي أكدت مغادرة الرئيس بشار الأسد البلاد إلى وجهة غير معلومة.

اقرأ أيضاً: في يومه الثالث.. استعراضات فنية تراثية بالمهرجان القومي للتحطيب

مطار دمشق الدولي.. صورة للفوضى:

تزامنت هذه الأحداث مع مشاهد الفوضى العارمة التي وثقتها الكاميرات داخل مطار دمشق الدولي، آلاف المواطنين، بينهم شخصيات بارزة من النظام، كانوا يحاولون الفرار من البلاد مع اقتراب المسلحين من العاصمة.

اقرأ أيضاً: فريق شرطة رأس الخيمة النسائي يدشن برنامج فعاليات (الحملة البرتقالية) لمكافحة العنف ضد المرأة

تحولات في المعادلة السياسية والعسكرية:

أكدت، مصادر عسكرية، أن السيطرة على المدن السورية الكبرى تمت دون قتال يذكر، هذه التحولات أثارت تساؤلات حول مدى تماسك النظام خلال الأسابيع الأخيرة، حيث بدا واضحاً أن الأجهزة الأمنية والعسكرية لم تعد قادرة على الدفاع عن معاقلها الرئيسية.

هل سوريا ستدخل في مرحلة جديدة من الفوضى؟

حقبة جديدة بأبعاد مجهولة

مع إعلان الفصائل المسلحة السيطرة، بدأ العالم يترقب خطواتها القادمة، هل ستتمكن من تحقيق وعودها بإرساء السلام وإعادة الإعمار؟ أم أن سوريا ستدخل في مرحلة جديدة من الفوضى؟

الشارع السوري منقسم بين متفائل يرى في هذه الأحداث فرصة لإعادة بناء سوريا على أسس الحرية والكرامة، وبين متخوف من سيناريوهات الاقتتال الداخلي أو التدخلات الخارجية التي قد تزيد تعقيد المشهد.

سوريا تقف اليوم عند مفترق طرق تاريخي. سيطرة الفصائل المسلحة على العاصمة دمشق ليست فقط إيذاناً بسقوط النظام القديم، بل بداية رحلة طويلة نحو المجهول، مستقبل هذا البلد العريق مرهون بقدرة الفصائل على تقديم رؤية واضحة ومستدامة تضع حداً لمعاناة استمرت لعقد من الزمن،  الأيام المقبلة ستكون حاسمة في تحديد ملامح هذا المستقبل.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.