سوريا ما بعد الأسد .. لا بقاء للأبد والإحتمال المستحيل
سوريا ما بعد الأسد .. لا بقاء للأبد والإحتمال المستحيل
سوريا ما بعد الأسد .. لا بقاء للأبد والإحتمال المستحيل
سوريا ما بعد الأسد .. الإحتمال المستحيل واقع …سقوط آل الأسد من حكم سوريا وماذا عما هو قادم والمصير المحتوم بلا شك .
كتب / مصطفى نصار
يوم أمس ٨ ديسمبر الموافق الأحد فجرًا ، سيطرت المعارضة السورية المسلحة على دمشق ، وسط تراجع سريع و انسحاب و هروب متسارع لقوات الأسد في سورية .
أقرأ المزيد:نجوى كرم تستعد لإحياء حفل غنائي ضخم في هولندا 8 فبراير المقبل
و بذلك تحقق أحد الاحتمالات المستحيلة بإسقاط أشد الدكتاتوريات وحشية و قسوة من دكتاتوريات أمريكا الجنوبية ، من مظاهر و عوامل كثيرة من لجوء و شتات و نزوح و سجن جماعي للأهالي و السكان ، مما خلق معاناة شديدة و مأساة من العيار الثقيل .
و بذلك ، تحررت سورية من يد الأسد الذي جثم على الصدور منذ أكثر من عقدين من الزمن ، مخلفًا نتائج كارثية من أكثر من نصف مليون شهيد ، و ١٢ مليون لاجيء ، و نصف مليون مفقود وأكثر من مليون و نصف مصاب ، بالإضافة لسجن أكثر من الآلاف بتهم كيدية و كاذبة في المقابر و المسالخ البشرية ، مثل صيدنايا و إزرع و حماة المركزي و حلب المركزي ، و إصدار الأحكام الجائرة بحق عشرات الأشخاص من إعدام و مؤبدات بالجملة كشربة الماء و تنفس الهواء .
و حققت المعارضة المسلحة بالفعل انتصارات عديدة ، و سريعة الوتيرة محررة سورية بالكامل في ١٢ يوم فقط محققة بذلك نصرًا عظيمًا و خيرًا مطلقًا بعودة النازحين لذويهم ، و الأجمل من ذلك كله تحرير المعتقلين السورين كلهم من جميع السجون و مقرات الاحتجاز الأمنية من أمن سياسي لأمن حربي ، صانعة بذلك لوحة فسيفيائية جميلة مليئة بالبهجة و الفرح و التفاؤل الحقيقي بمستقبل جديد لسورية جديدة ما بعد الأسد.
المزيد:اسرائيل تسقط اتفاقية فض الاشتباك مع سوريا وتستولى على المنطقة العازلة
و جاء هروب الطاغية السفاح بشار الأسد لائقًا به بالفعل حيث هرب لموسكو حليفه الأول بعد أن أدخل عدة قوات أجنبية خارجية من روسيا لإيران لتركيا لوكلاء أمريكا من الأكراد الممثلة في قوات الكرد الديمقراطية قسد و المعروفة بجرائمها المعهودة باختطاف و تجنيد و اغتصاب القاصرات من الجيش بقيادة مظلوم صفدي .
انتهت جمهورية الأسد المستمرة لمدة ٥ عقود من الزمن ، متسببة بكوارث و جرائم حرب في حق السوريين بدء من تولي حافظ الأسد الحكم بانقلاب عسكري على الهيئة السرية للقيادة بقيادة صلاح جديد و محمد عبد الرحيم و أمين الحافظ منذ عام ١٩٦٦ ، و رسميًا عام ١٩٧٠م ، مكونًا بعدها جيشًا طائفيًا من الوحوش حتى عام١٩٧٨ حيث تمركز المركب العلوي بنسبة ٨٨% كما يؤكد الدكتور نيكولاس فان دام في كتابه الصراع في سورية (١٩٧٨_١٩٩١) .
بالإضافة لارتكابه أكبر مجزرة في تاريخ سورية الحديث (مجزرة حماة)الذي قتل فيها خلال أسبوعين أكثر من ٤٠ ألف شهيد و ٢٠٠ ألف مفقود ، و دمر قرى و أحياء بأكملها ، فضلًا عن بيعه للجولان السوري في اتفاق وقف الاشتباك عام ١٩٧٨ مقابل ١٥٠ ألف دولار فقط للكيان الإسرائيلي.
سورية ما بعد الأسد …. تخوفات وشكية و سقوط الدور الإيراني و غموض حول الجلاء الروسي .
سياسيًا ، هناك لاعبون أساسيون في المنطقة تتمثل في أربعة دول كبرى ، و هم إسرائيل و إيران و روسيا و تركيا يعيدون تشكيل المنطقة وقتما يريدون ، و هذا لا يمنع على الإطلاق رغبتنا الصادقة و المخلصة لسورية و شعبها بالبناء و التقدم و الرخاء ، لإنكم أخواتنا و مصيرنا مصيركم و كلنا نترابط و نتكاتف من أجل التحرر من الاستبداد و الطغيان .
من حوالي شهرين ، و تحديدًا بعد اغتيال قيادات حزب الله مثل حسن نصر الله و ابراهيم رضوان و فؤاد شكر ، صار هناك رغبة دولية و عالمية لقص أظافر إيران خصوصًا بعد دورها الخبيث المزدوج في قتل و تشريد السوريين مع إمداد حماس و دعمهم بالسلاح عبر الأراضي السورية ، بموافقة و تنسيق من الاسد بالطبع ، التي كانت تعده إيران ذراعها الأيمن بتعبير عبد الحكيم اللهيان نائب وزير الخارجية الإيراني السابق في ٢٠١٧ م.
و تزامن مع تلك الرغبة الدولية ، نية أخرى لتغيير سورية و خريطة الشرق الأوسط وفقًا لخطط المستشؤق المتطرف برتراند لويس ، و رئيس المخابرات الأمريكية السابق جراهام فولر في كتابه مستقبل الإسلام السياسي حينما أكد نصًا أن دور إيران الخطير على إسرائيل سيؤدي بالضرورة لقصها مستقبلًا ، سواء أرادت ذلك أم رفضته لإنها ليست اللاعب الوحيد في المنطقة ، و حتى إن كان الأسد قد خدم مصالح الصهاينة لأكثر من ٥٣ عام .
بوليفيا و مصر ….نموذج سورية المدشن عبر التاريخ .
فحالة سورية الحالية تتشابه تاريخيًا ، مع فوارق طفيفة مع حالتي مصر في الخمسينيات و بوليفيا في الستينيات حتى أوائل الألفينات ، عندما امتلكت مصر في عهد جمال عبد الناصر مشروعًا توسيعًا خطرًا على توازن القوى الدولية ، برغم جرائم الحرب المرتبكة في حرب اليمن عام ١٩٦٤ ، و قتله لما يقارب من ٤٥ ألف يمني إلا أنه قد حقق نفوذًا دوليًا حجم في آخر حياته .
و كذلك مجرم الحرب كلاوس بابي الذي هرب و زرع في بوليفيا للسيطرة عليها ، فقتل أكثر من ثلث الشعب ، و حول تجارة المخدرات لمصدر يتفوق على تجارة المحاصيل الزراعية و الصناعية حتى بلغت تجارتها ثلث الناتج القومي الإجمالي بمليار دولار من إجمالي ٣ مليارات دولار ، لكن توسع فيها فاقتدته الولايات المتحدة “لمحاكمة دولية عادلة “بعد جور دام أكثر من نصف قرن وفقًا للصحفين باتريك كوكبيرن و جيفري كلير في كتابها التحالف الأسود .
هناك أيضًا غموض و حيرة حيال الدور الروسي و كيفية انسحابه ، لما يتردد من كلام خبراء روس مثل دمتري كوم و قسطنطين إيغارفوف الذين أكدا أن روسيا لن تنسحب إلا إذ دعمتها المقاومة المسلحة أي يترك التواجد الروسي بين خيارين لا ثالث لهما بين الانسحاب التدريجي ، أو عقد صفقة لتحقيق مكاسب أخرى خارج المحيط العربي مع دونالد ترامب .
مع توسع إسرائيلي على المنطقة العازلة في جبل الشيخ كما يلزم رد فوري قوي حيال محاولة تقزيم المعارضة السورية بقذف أسلحة و مخازن استراتيجية ، مع إعلانها الإلغاء التام لمعاهدة فض الاشتباك في عام ١٩٧٨م.