صلالة في الخريف… جنة الله على الأرض ” لوحة بديعة رسمتها يد الخالق العظيم”

صلالة في الخريف… جنة الله على الأرض ” لوحة بديعة رسمتها يد الخالق العظيم”

تقرير / حنان البلوشية ” مدير مكتب صحيفة اليوم الدولي بسلطنة عُمان “

حين يطلّ فصل الخريف على محافظة ظفار، تتحول صلالة إلى لوحة بديعة رسمتها يد الخالق، حيث تتزين الجبال برداء أخضر يفيض حياة، وتغطي الضبابات البيضاء القمم والسهول، لتبدو المدينة وكأنها قطعة من الجنة نُسجت على الأرض.

في هذا الموسم الفريد الذي يمتد من يونيو حتى سبتمبر، تتساقط الرذاذات العذبة وتنتعش الأودية والشلالات، فيستقطب المشهد ملايين العشاق من داخل السلطنة وخارجها، من العرب والأجانب، ممن وجدوا في صلالة ملاذاً للروح والقلب بعيداً عن ضجيج المدن وحرارة الصيف اللاهبة.

أروع صور الكرم والضيافة

ولا يكتمل جمال صلالة دون ذكر كرم أهل عمان، الذين يجسدون أروع صور الضيافة وحسن الاستقبال.


فالعُماني بطبعه مضياف، يفرح بالضيف ويحتفي به كما لو كان واحداً من أهل البيت، ويغمره بحب وابتسامة صافية تنعكس من نقاء قلبه. وفي ظفار خاصة، يلمس الزائر دفء المشاعر وصدق الترحيب، مما يزيد الرحلة جمالاً فوق جمال الطبيعة.


تُعرف صلالة في الخريف بأنها قبلة للسياحة، حيث تجتمع فيها الطبيعة البكر بالفعاليات المتنوعة. يقام “مهرجان صلالة السياحي” الذي يُعد منصة للاحتفاء بالتراث العُماني الأصيل، فتتعالى الأهازيج الشعبية وتُقام الرقصات التقليدية كالعازي والبرعة، وتُعرض المنتجات الحرفية التي تحكي تاريخ الأجداد. كما يجد الزائر في أركان المهرجان فعاليات ترفيهية وثقافية وفنية تناسب جميع الأعمار.


ولا تقتصر المتعة على المهرجان فقط، بل تمتد إلى زيارة العيون المائية والشلالات مثل عين جرزيز وعين حمران، والتجول في سهول صلالة الخضراء، والتمتع بجلسات ساحرة على شواطئها التي تتزين بالموج الهادئ ورذاذ المطر.


إنها تجربة لا تشبه أي مكان آخر، حيث تلتقي الطبيعة الساحرة مع حفاوة أهل ظفار وكرمهم الأصيل، الذين يفتحون قلوبهم قبل بيوتهم لكل زائر.
ولعل هذا ما يجعل من صلالة في الخريف “جنة الله في الأرض”، وعشاقها يزدادون عاماً بعد عام.

كاتبة المقال


الأستاذة / حنان البلوشية ” كاتبة وإعلامية عُمانية ومدير مكتب الصحيفة بالسلطنة “

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.