تفوُّق مصري على شمال أفريقيا.. جاذبية تاريخية وشاطئية تحقق المليارات

كتب / ماجد مفرح

أظهرت الأرقام الأخيرة تفوقًا واضحًا لمصر على دول شمال أفريقيا في عائدات قطاع السياحة، وهو ما يؤكد مكانتها كوجهة سياحية رئيسية في القارة، وفقًا لتقرير نشره موقع “أفريقيا لو 360″، حققت مصر إيرادات قياسية بلغت 8.05 مليار دولار حتى نهاية يونيو 2025، لتتصدر بذلك دول المنطقة.

أرقام قياسية رغم المنافسة

تأتي هذه الأرقام في سياق زيادة إجمالية في عائدات السياحة بدول شمال أفريقيا (مصر، المغرب، وتونس)، حيث بلغت 15.06 مليار دولار، بنسبة نمو بلغت 19.52% مقارنةً بالفترة نفسها من العام الماضي، وتُعد عائدات السياحة من أهم مصادر النقد الأجنبي لهذه الدول، مما يجعل هذا النمو مؤشرًا إيجابيًا على صحة اقتصاداتها.

وعلى الرغم من المنافسة الشديدة في أعداد السياح الوافدين، خاصة مع المغرب التي استقبلت 8.9 مليون زائر مقابل 8.7 مليون لمصر في النصف الأول من العام، إلا أن مصر تمكنت من تحقيق عائدات أعلى بكثير، هذا التفوق في الإيرادات يشير إلى نجاح مصر في استقطاب فئة السياح ذوي الإنفاق المرتفع.

كما سجلت عائدات السياحة المصرية نموًا بنسبة 22% خلال النصف الأول من العام الجاري، وهو ما يتزامن مع زيادة في أعداد الوافدين بلغت 25%، هذا التناغم بين زيادة عدد السياح وارتفاع العائدات يعكس كفاءة استراتيجيات القطاع في استغلال المقومات السياحية للبلاد.

مقومات مصرية فريدة تجذب السياح

يُعزى هذا النجاح إلى المزيج الفريد من المقومات السياحية التي تمتلكها مصر، فالبلاد لا تقتصر على الآثار التاريخية والثقافة الغنية التي تجذب هواة التاريخ والحضارات القديمة، بل تتمتع أيضًا بشواطئ خلابة ومناطق بحرية فريدة، مثل البحر الأحمر، والتي تجذب عشاق السياحة الشاطئية والترفيهية.

هذا التنوع يتيح لمصر جذب شرائح متعددة من السياح، وهو ما يعزز قدرتها على تحقيق إيرادات أكبر مقارنة بدول أخرى قد تركز على نوع واحد من السياحة.

ختامًا، يبرهن الأداء القوي لقطاع السياحة في مصر على قدرته على التطور والنمو، ليس فقط من خلال زيادة أعداد الزوار، ولكن الأهم من ذلك، من خلال تعزيز قيمة إنفاقهم، مما يضمن استمرارية تدفق العملة الأجنبية ودعم الاقتصاد الوطني.