عذرًا فلسطين!

الكاتبة: أسماء عيسوي

 

قال تعالى في كتابه العزيز:

( ولقد أرسلنا من قبلك رسلاً إلى قومهم فجاؤهم بالبينٰت فانتقمنا من الذين أجرموا وكان حقاً علينا نصرُ المؤمنين)

صدق الله العظيم

ما أجمل وأصدق من كلام الله فهو النور الذي يهدينا والدليل الذي نستعين به في أحلك الظروف والأزمات

وكلنا إيمانٌ به ويقينٌ بالله لا يزول، مهما انتابنا من عثرات.

وأيُّ عَثرةٌ تلك التي ألمّت بالشعب الفلسطيني؟!

ففي السابع من أكتوبر عام 2023 جاء طوفان الأقصى كانتفاضة فلسطينية ردًّا على الانتهاكات الإسرائيلية

في باحات المسجد الأقصى المبارك و اعتداء المستوطنين الإسرائيليين على المواطنين الفلسطينيين

حول قطاع غزة والقدس والضفة

والداخل المحتل فضلاً عن الفظائع الإسرائيلية ضد الفلسطينيين على مدى العقود الماضية

لاشك أنه عندما فاجأتنا الأنباء العاجلة بالهجوم الذي شنَّتهُ حركة حماس والتي تُمثّلها كتائب القسّام

قد أدهشت العالم أجمع من مُداهمات بأبطالٍ شجعان حول ثكنات عسكرية وتدميرها

والإستيلاء على أدوات عسكرية وأسلحة للعدو وأسر جنود من جيش الإحتلال وإطلاق الصواريخ على تل أبيب

والسيطرة على عدد من المواقع العسكرية في المستوطنات الثلاثة ( سديروت و أوفاكيم و نتيفوت) وغيرها

من المستوطنات لتعلن إسرائيل رسمياً الحرب على فلسطين في اليوم الثاني للإقتحام؛ فبتنا نُتابع بشغفٍ

كل جديد داعين المولى سبحانه وتعالى بنصره المؤزر للفلسطينيين حتى ذلك اليوم الذي هَلعنا فيه

مما رأينا من قصفٍ للمسشفيات و حصارٍ غير مُبرر ومنعٍ للدواء، الطعام، الماء وقطعٍ للكهرباء و الأنترنت عن القطاع.

أيُّ حربٍ تلك التي تفتقر إلى الإنسانية ؟!، أيُّ حربٍ تلك التي تستهدف الأطفال والنساء والعجائز من المدنيين ؟!

لكن هذا ليس بالجديد على تلك الطبائع الشيطانية والمُمثلة بأجسادٍ بشريّةٍ في هؤلاء الشرذمة المنبوذين

على مر العصور، وليس بالجديد ما نراهُ من أبطال المقاومة الشجعان الذين يبذلون أرواحهم بكل شجاعة

واستبسال  وعزمٍ على دحر العدو والقضاء عليه فداءًا للوطن، هم يُحاربون دفاعًا عن العقيدة وحمايةً للمقدسات.

فلسطين العزّة، لقد رأينا أطفالك الشُجعان، لقد ولِدوا رجالًا، يعرفون معنى الشهادة في سبيل الله

ويعدون أنفسهم لها، هؤلاء الأطفال يكتبون أسماءهم على أيديهم وأرجلهم حتى يهتدي لهم

من يجدهم في أوقات القصف والتدمير، يُربتون على قلوب ذويهم بكلمات الله الرحيم يحسبون

موتاهم شُهداءً عند ربهم، فرحين بما آتاهم ويستعدون للّحاق بهم في جنات النعيم، هذا الإيمان القوي

مَنْ وضعه في قلوبهم؟! رجالٌ يا أطفال الجنة وأحباب الرحمٰن هذا حال أطفال غزة الشجعان،

فما بالكم بأمهاتهم اللائي ولدنهم وما بالكم بآبائهم  وأخوانهم؟!.

لكن من العجيب هنا، هو دور القانون الدولي في هذه الحرب الغير متكافئة ولماذا لم يُطَبّق على مُنتهكيهِ

وازدواجية المعايير التي يتعاملون بها ؟! لكن لا عجب ولا عُجاب إذا كان هذا القانون يُطبّق

وفق أهواء ومصالح ورغبات الدول العظمى والمتحكّمين بمصير الشعوب، أليس هذا القانون

هو الذي منح لهذا الكيان حق تقرير المصير في وعد بلفور، أليس هذا القانون هو ما جرّم ما فعله هتلر بهم؟!

لماذا لم يُجرّم ما يُفعل بالشعب الفلسطيني الآن من إبادة جماعية وتهجيرٍ وتدميرٍ ؟!

إنَّ ما نراهُ بأمِّ أعيُننا ما هو إلا انتهاك صريح ومباشر لحقوق الإنسان وضرب بكل القوانين  عرض الحائط،

لقد دمّروا البيوت وهجّروا أصحابها، هَدموا المباني والمدارس وحتى المستشفيات!.

منعوا وصول الإسعافات الطبية إلى المُصابين وحرموهم الطعام والماء وقطعوا عنهم الكهرباء لقد حاصروهم أسوء حصار!

لكن الحقّ حقٌ ولو أنكرهُ مُدَّعوه، فها نحن نرى العالم أجمع مسلموه ومسيحيوه وحتّى يهوديوه

يُنكرون ما يفعله هذا الإحتلال الغاشم في هذا الشعب الأبي، الصامد والمُستمسك براية العِز و الإباء؛

يدعون لهم و يُشجبون و يُنددون بوقف العمليات العسكرية على هذا الشعب الفتيّ،

ويقفون وقفات احتجاج في مختلف الشوارع والميادين حول العالم

فالإنسانية واحدة ولا تتجزأ والعدل أحق أن يُتبع رغم التخاذل الذي نراهُ من معظم الدول العربية والحكومات

إلّا أننا كُلنا يقينٌ بنصرٍ من الله وفتحٌ قريب وإيمانٌ بقضيتنا، قضية كل المؤمنين وكل حُرٍّ شريف.

عذرًا فلسطين,لقد ضاقت بنا السبل واستحكمت قدراتنا عجزا ولا سند لنا ولا معين غير الله

فحسبنا الله ونعم الوكيل وكفى به هاديًا ونصيرا.

وفي الختام تتجلى أمام ناظري الآيات القرآنية:

_ فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون.

 

_وعد الله لايخلف الله وعده ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

 

_ونريد أن نَمُنَّ على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونُمَكِّن لهم في الأرض.

صدق الله العظيم

والسلام .

 

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.