عندما ينقطع العالم.. “Bitchat” تطبيق المراسلة الغامض يعمل بالبلوتوث
كتب باهر رجب
“Bitchat” – تطبيق مجهول يثير التساؤلات حول أمن وسرية المستخدمين
في عالم تطبيقات المراسلة الفوري الذي تهيمن عليه أسماء معروفة مثل واتساب، تيليجرام، وسيغنال، يظهر بين الحين والآخر تطبيقات تحمل أسماء غريبة أو مثيرة للجدل، و”بيت شات” (Bitchat) هو أحد هذه الأسماء التي تثير الفضول والحذر في آن واحد. فما هي حقيقة هذا التطبيق؟ وهل يشكل خيارا آمنا للمستخدمين؟
الغموض يحيط بالتطبيق
بخلاف التطبيقات الراسخة، لا يبدو أن “Bitchat” هو تطبيق مراسلة رئيسي أو معترف به على نطاق واسع:
عدم الوضوح و الافتقار للمصادر الرسمية:
لا يوجد موقع ويب رسمي معروف أو صفحات تواصل اجتماعي تابعة لمطوري “Bitchat” توضح ماهيته، مميزاته، أو سياساته. البحث عن اسم التطبيق غالبا ما يقود إلى منتديات أو مواقع ثانوية تذكر الاسم بشكل عابر دون تفاصيل موثوقة.
المصداقية و الاحترافية:
هل هذا تطبيق جاد من تطوير شركة محترفة، أم مجرد مشروع هاوى أو حتى تطبيق ضار؟
الجمهور المستهدف:
من هم المستخدمون الذين يستهدفهم مثل هذا الاسم؟ هل يهدف إلى جذب فئة معينة أو يعتمد على الصدمة للإثارة؟
الأمان والخصوصية:
هل يمكن الوثوق بتطبيق بهذه الطريقة فيما يتعلق بحماية بياناتك و محادثاتك؟
المخاطر المحتملة لتطبيقات المراسلة المجهولة
تطبيقات المراسلة غير المعروفة مثل “Bitchat” (في حال وجوده كتطبيق مستقل) تحمل عدة مخاطر جسيمة:
1.انعدام الشفافية الأمنية:
التشفير:
هل يستخدم التطبيق تشفيرا من طرف إلى طرف
(End-to-End Encryption) مثل واتساب أو سيغنال؟ هذا أمر بالغ الأهمية لمنع أي طرف ثالث (بما في ذلك المطورين أنفسهم أو المخترقين) من الاطلاع على محتوى رسائلك. تطبيقات مجهولة المصدر غالبا ما تفتقر إلى هذا المستوى من الحماية أو لا تعلن عنه بوضوح.
الثغرات الأمنية:
بدون فريق أمني معروف أو عمليات تدقيق أمني منتظمة، تكون هذه التطبيقات عرضة للثغرات التي يمكن استغلالها لسرقة البيانات أو التجسس.
2. مخاوف الخصوصية:
جمع البيانات:
ما هي البيانات التي يجمعها التطبيق؟ هل يطلب أذونات أكثر مما يحتاجه (مثل الوصول إلى جهات الاتصال، الموقع، الملفات)؟ كيف يتم استخدام هذه البيانات؟ سياسة الخصوصية إن وجدت غالبا ما تكون غامضة أو غير موجودة.
بيع البيانات:
هل يتم بيع بيانات المستخدمين أو عاداتهم للمعلنين أو لأطراف ثالثة أخرى؟ هذا خطر شائع في التطبيقات المجهولة.
3.إمكانية احتواء برامج ضارة:
يمكن أن يكون التطبيق نفسه برنامجا ضارا (Malware) مقنعا، مصمما لسرقة المعلومات الحساسة (كلمات المرور، التفاصيل المصرفية) أو السيطرة على الجهاز.
يمكن أن يحتوي على روابط أو ملفات ضارة يتم تبادلها بين المستخدمين داخل التطبيق.
4.غياب الدعم والموثوقية:
لا يوجد دعم فني موثوق للمستخدمين في حال مواجهة مشاكل.
إمكانية اختفاء التطبيق فجأة مع فقدان كافة المحادثات والبيانات.
عدم وجود تحديثات أمنية منتظمة.
سيناريوهات محتملة لـ “Bitchat”
في ضوء الغموض الشديد، هناك عدة احتمالات:
1.تطبيق هامشي أو تجريبي:
قد يكون مشروعا صغيرا لمطورين مستقلين لم ينتشر أو لم يحقق أي شهرة.
2.اسم مستخدم في منصة أخرى:
قد يكون “Bitchat” اسم قناة أو مجموعة أو حتى حساب مستخدم على منصة مراسلة أخرى (مثل تيليجرام)، وليس تطبيقا قائما بذاته.
3. تطبيق ضار أو احتيالي:
هذا هو الخطر الأكبر. قد يكون اسما جذابا (بطرقة مثيرة) لتطبيق تم تصميمه خصيصا لاستهداف المستخدمين غير الحذرين وجمع بياناتهم أو نشر البرامج الضارة.
4.خرافة أو سوء فهم:
قد يكون الاسم قد انتشر خطأً أو نتيجة لسوء فهم اسم تطبيق آخر.
نصائح أمنية للمستخدمين
في مواجهة تطبيقات غامضة مثل “Bitchat“، ينصح خبراء الأمن السيبراني بما يلي:
1.التحقق الدقيق:
البحث جيدا عن اسم التطبيق، مطوريه، سمعته، وسياسات الخصوصية والأمان قبل التحميل أو الاستخدام.
2.الالتزام بالتطبيقات الموثوقة:
استخدام تطبيقات مراسلة معروفة وذات سمعة قوية في مجال الأمان والخصوصية (مثل:
Signal – الذهب المعياري للتشفير والخصوصية،
WhatsApp – يستخدم تشفير من طرف لطرف،
Telegram – مع خيارات “الدردشة السرية” المشفرة، Threema – يركز بشدة على عدم جمع البيانات).
3.فحص الأذونات:
الانتباه للأذونات التي يطلبها أي تطبيق قبل تثبيته. هل هي منطقية لوظيفته؟
4.تحديث التطبيقات:
الحفاظ على تحديثات التطبيقات ونظام التشغيل لسد الثغرات الأمنية.
5.عدم الثقة العمياء:
الحذر من التطبيقات التي تقدم وعودا كبيرة (خصوصية مطلقة مجانا) بأسماء غريبة أو مثيرة.
الخلاصة: الحذر واجب
“Bitchat” يظل ظاهرة غامضة في فضاء المراسلة الفورية. غياب المعلومات الموثوقة والمصادر الرسمية، مقترنا باسمه المثير للريبة، يجعله هدفا غير مرغوب فيه بل و خطيرا للمستخدمين الباحثين عن أمن وخصوصية اتصالاتهم. في عالم يعج بالمخاطر الإلكترونية، يظل اختيار تطبيقات المراسلة المعروفة و الشفافة في سياساتها الأمنية هو الخطوة الأكثر حكمة لحماية البيانات والمحادثات الشخصية من أعين المتطفلين و المخترقين. لا تدفع الفضول ثمنه أمنك الرقمي.