غزة تروي تاريخ أرض الإسراء بين آمال المؤمنين وعزتهم .. عصابة الغاصبين

غزة تروي تاريخ أرض الإسراء بين آمال المؤمنين وعزتهم .. عصابة الغاصبين

 

بقلم : د. رحاب أبو العزم

 

أمنية فتاة .. كم تمنيتُ لقياها في حياتي؛ منذ المرحلة الإعدادية في إدارة شرق التعليمية بالإسكندرية كنتُ أقف على المسارح لألقي الشعر في حبها وبطولة أهلها..بكيتُ كثيرا لأجلها…

ابتسمتُ كثيرا لأجلها…هي صاحبة تاريخ عجيب من البطولات والأبطال…لم أكن أعلم أن حبها عقيدة، وأن الانتماء إليها من الدين، والإيمان بقدسية ترابها من السنن المهجور ولم أكن أعلم قدرها في الإسلام قرآنا وسنة وخلافة راشدة لكنيي كنت أحبها، فقط أحبها. هي أمنية فتاة أن ترى ما تحبه.

 

دور الإعلام

 

حينما كنتُ أستمع إلى أوبريت “وطني حبيبي الوطن الأكبر” يعظم إجلالها في عقلي، وحينما كنتُ أسمع أوبريت الحلم العربي يعظم تقديرها في قلبي وأبكي شوقا إليها، وأتذكر تلك الانتفاضة التي هزت الجبال ولم تهز البشر؛ انتفاضة الحجارة على يد أطفال البراءة والحجارة عام ١٩٨٧م وتصعد الانتفاضة وتهبط، وتتقدم وتتراجع وظلت بين هذا وذاك حتى عام ٢٠٠٠ لتنطلق انتفاضة محمد الدرة؛ ذلك الطفل الذي قتلته أفاعي الصهاينة بين يدي أبيه فتنتفض وسائل الإعلام تحكي وترصد وتعرض وتنتفض المسارح ليحكي الفن والشعر قصة محمد الدرة…. وأنا أتابع الأحداث لهذه الأرض التي عشقتُ أرضها وسماءها بلا رؤية واقعية…. إنما حلم يراودني..أمنية مسلمة أن اراها رأي العين وإلا فهي محفورة في القلب بصورة غريبة تدهشني كثيرًا بل ألوم نفسي حينما أتمنى رؤيتها أكثر من رؤية الكعبة المشرفة، وأطمع في إعلام التاريخ الحقيقي سرد حكايتها عبر الكون.

عصابة الغاصبين وشعوب مشردة

حكاية أرض اغتصبها عصابة الغاصبين؛ عصابات طُردت من بلاد شتى، وطردت من رحمة وعزة ربها قبل طرد البلاد، وصارت مشردة في التيه فقررت أن تصنع لها وطنًا غصبًا واغتصابًا وفي ظل تفرق المسلمين وجدت أرض الأقصى الوطن المناسب وبدأت العصابات تخطط وتنفذ ليس بقوة منها وإنما بهوان الأمة المسلمة وضعفها وتكاتلها على الحياة الدنيا؛ مما أدى إلى دوران دفة القيادة لتصبح العصابات دولة لها كيان ويصبح المسلمون أذلة صاغرين وقد كانوا القوة التي لا يستهان بها. إن أكثر من خمسين عام قد مرت على اغتصاب الحكاية الفلسطينية من وسط أحضان حكايات الأبطال المسلمين، أكثر من خمسين عام استوطنت العصابات أرض الإسراء، طردت أهلها واعتقلت شبابها ورجالها ونساءها، وارتوت أرض الزيتون بدم شهدائها، وفي أثناء فجورهم فاق بهم التبجح حدود الأرض وتجرؤا على بلاد الشام وأرض النيل حتى نالوا هزيمتهم على قنال السويس وأرض سيناء الغالية في العاشر من رمضان ١٩٩٣هجريًا.

 

خذلان العالم البشري


ومرت السنوات والعالم يتابع مجازر العصابات لأهل الأرض المغتصبة في صمت وخذلان آنساني مميت، بل هو نفس العالم الذي يتحدث كل دقيقة عن حقوق الإنسان بل وحقوق الحيوان بل يتطاولون على الإسلام الحنيف بدعوى أنه يقيد حرية المرأة فأين يا عباد المجون حرية الطفل الفلسطيني؟ وأين حرية المرأة الفلسطينية؟ وحينما اُعتدِي على بلاد الكويت تسارعتم لنجدتها ونصرة حق أهلها في حياة حرة كريمة فأين أنتم حينما اُعتدِي على فلسطين واغتُصِبت مواردها؟ لمَ الكيل بمكيالين يادعاة العدل والعدالة الإنسانية.

 

غزة الأمل المنشود

والآن تنتفض غزة لتدافع عن بقية الأرض وتجاهد لتحرير الأقصى من شر الصهاينة لترسم أملًا جديدًا راقيًا للإنسانية عامة وللمسلمين خاصة، ونحن نترقب أن تتحقق العزة بين حروف غزة وترابها وهواها آملين العزة تحت سمائها التي اسودت سحبها من حرائق وقنابل الصهاينة، وارتوت أراضيها بدماء الشهداء، ولا رد فعل إلا ازدياد الخذلان والعار البشري من الجميع، ولا نملك حيلة إلا السجود بالدعاء أن ينزل القوي الكبير الجبار المتعال نصره وتأييده للمستضعفين على أرض غزة العزة

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.