فرح مهزوم … بقلم / علي بدر سليمان

فرح مهزوم

بقلم/ علي بدر سليمان

يبدو أنه الفرح لم يعد يستطع الدخول إلى قلوبنا
نحن السوريين فالمعاناة أصبحت أكبر والفقر
طال كل شيء حتى أحلامنا قد نسيناها.
لقد كانت الطبقة المتوسطة هي رافعة الاقتصاد
السوري وكانت هي الشريحة الأوسع من عامة
الشعب ولكن بعد سنين الحرب الطويلة والحصار
الاقتصادي الجائر وجشع التجار والسياسات الاقتصادية الخاطئة قد انسحقت الطبقة المتوسطة وأصبحت بغالبيتها طبقة فقيرة.
حتى احتياجاتنا الأساسية لم نعد نستطيع شرائها
وبات همنا الوحيد هو تأمين الغذاء فقط ولا شيء
غيره حتى هذا قد أصبح صعب جدا في ظل
الظروف الراهنة.
لم نعد نحس ببهجة الأعياد فالعيد أصبح يمر بسرعة
لم نعد نتطلع إلى الوقت .
لقد قطع الوقت أحلامنا وأصبحنا نعوم في بحر
من الصدمات.
كل يوم صدمات ومعاناة وقرارات غير مدروسة
وغير محسوسة بل هي قرارات عشوائية لا تكاد
تصب في منطق العقل والعقلانية ودائما نوهم
أنفسنا بأنها الحرب قد دمرت كل شيء.
الحقيقة أن الحرب ليست السبب الوحيد وكم من حروب في هذا العالم قد رفعت دول وجعلتها في مصاف الدول المتقدمة.
ولكننا نحن وليس غيرنا بعقولنا المنغلقة وفساد
أخلاقنا ومبادئنا التي نسيناها وضبابيتنا التي
ماعدنا نرى من خلالها أي شيء بوضوح.
لم نعد نحس بآلام وأوجاع بعضنا البعض
فالمسؤول يعلق أخطائه على شماعة القانون
وعندما تسأله عن أي خطأ في وزارته أو مؤسسته يقول لك أنه القانون لا يسمح بالتجاوز.
ياأخي لماذا لا تطرح موضوع تعديل القانون أم أنك تريد القانون كما يحلو لك مفصل على مقاسك
لتستطيع من خلاله تبرير أخطائك وفسادك
وترمي الحق على القانون أي منطق ذلك وأي
عقل منغلق.
وأما التاجر جشع فلا يهمه سوى جني الأرباح على
حساب معاناة الفقراء من الشعب ولا يهمه موت
الكثير من الجوع.
ولا نستطيع التعميم حقيقة ولكن الغالبية العظمى
هي مع الربح والثراء الفاحش على حساب لقمة
الفقراء.
للأسف قد أصبحنا مشتتين ممزقين متفرقين
لا يعرف بعضنا البعض نعيش الوهم نصادف
الوهم ننتظر الوهم.
مشاعرنا الإنسانية دفناها وقرأنا عليها الفاتحة
أصبحنا نرمي أطفالنا في التهلكة وتنقذها الكائنات
التي أثبتت على مر التاريخ أنها أفضل منا وتمتلك
مشاعر أكثر منا لطالما كنا ننعتها بالحيوانات ولكن
يبدو أننا كنا مخطئين.
حالنا مزرية صعبة كشاطئ رملي تلاطمه أمواج
عاتية فتقضمه شيئا فشيئا.
قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.