فضل الصيام في أيام شهر شعبان المباركة
▪️ هل من السنة صيام شهر شعبان ..؟
يتردد هذا السؤال كثيراً خاصة مع تداول رأي بعض الفقهاء بالنهي عن صيام النصف الثاني من الشهر من منطلق الإستعداد لصيام شهر رمضان المبارك ..
▪️ فضل صيام شهر شعبان
من المؤكد أن الصيام في سائر أيام السنة له فضل عظيم عند الله سبحانه وتعالى ..
وبصفة خاصة في شهر شعبان الذي وقع فيه الخير للمسلمين من تحويل القبلة كما عظَّم الله نبينا وأستجاب لدعائه ..
وكما ورد في الحديث الصحيح عَنْ سَهْلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: ( إِنَّ فِي الجَنَّةِ بَاباََ يُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ لاَ يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ يُقَالُ: أَيْنَ الصَّائِمُونَ؟ فَيَقُومُونَ لاَ يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ فَإِذَا دَخَلُوا أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ ) ..
كما أن الصيام مدرسة أخلاقية حيث يتحقق به الإخلاص في العمل والعبادة إبتغاء مرضاة الله تعالى ..
ولقد تبين هذا بوضوح في الحديث النبوى الشريف عن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ: ( قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: “كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصِّيَامَ هُوَ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِه”ِ فَو َالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَخُلْفَةُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ ) ..
▪️ سنن النبي ﷺ في شهر شعبان
أوضحت الكثير من الأحاديث النبوية المطهرة كيف كان رسول الله ﷺ يُكثر من الصيام في شهر شعبان وفيما يلي بعض من هذه الأحاديث:
١) عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ ﷺ أَنَّهَا قَالَتْ: ( كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ لاَ يُفْطِرُ وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ لاَ يَصُومُ .. وَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ قَطُّ إِلاَّ رَمَضَانَ .. وَمَا رَأَيْتُهُ فِي شَهْرٍ أَكْثَرَ صِيَاماً مِنْهُ فِي شَعْبَانَ ) ..
٢) عَنْ أَبِي سَلَمَةَ أَنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا حَدَّثَتْهُ قَالَتْ: ( لَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ ﷺ يَصُومُ شَهْرًا أَكْثَرَ مِنْ شَعْبَانَ فَإِنَّهُ كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ ) ..
ولهذا فيمكن للمسلم أن يصوم من شهر شعبان ما يشاء قدر إستطاعته تأسياََ برسول الله ﷺ فى غالب أحواله ..
▪️ صيام النصف الثاني من شعبان
يقول الدكتور على جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو كبار هيئة العلماء إنه يجوز للمسلم أن يصوم شعبان كله .. لكن الذي لم يكن له عادة وهلّ عليه نصف شعبان فلا يصوم من النصف الثاني من شعبان لآخر الشهر ..
كما أكدت دار الإفتاء المصرية أنه يجوز صيام النصف الأول من شهر شعبان بأكمله حتى إذا إنتصف الشهر فلا صوم في تلك الفترة حتى يتهيأ المسلم لصيام شهر رمضان المبارك ..
وأضافت دار الإفتاء المصرية أن الصوم بعد نصف شعبان يجوز في حالات معينة ومنها العادة مثل صيام يومي الاثنين والخميس والقضاء والكفارات والنذر ..
واستشهدت دار الإفتاء بما ثبت عن النبي ﷺ في الحديث الصحيح أنه قال: ( إِذَا انْتَصَفَ شَعْبَانُ فَلا تَصُومُوا ) رواه أبو داود والترمذي وإبن ماجه ..
فإذا كان المسلم معتاداً على صيام يومي الإثنين والخميس فليصَّم وإذا كان يقضي ما فاته فعليه أن يقضي ولا حرج في النصف الثاني من شهر شعبان ..
▪️ صيام شهر رمضان
يعتبر شهر شعبان تهيئة للمسلم من الناحية الروحية والجسدية لإستقبال شهر رمضان حيث يجب إستغلاله جيداً ..
ومن المستحب المواظبة على التصدق والصيام في شهر شعبان كما نبهنا لذلك رسول الله ﷺ ..
كما ورد أن السيدة عائشة رضي الله عنها كانت تقضي ما عليها من صوم أيام رمضان بصيامها في شهر شعبان الذي يليه ..