فى شرع أحمد الشرع: إلغاء إجازة السادس من أكتوبر يثير غضب المصريين
فى شرع أحمد الشرع: إلغاء إجازة السادس من أكتوبر يثير غضب المصريين
بقلم / عزة الفشني
بينما تتأجج المنطقة بالصراعات والتحولات يأتي قرار الرئيس السوري أحمد الشرع بإلغاء عطلة السادس من أكتوبر في سوريا كقنبلة موقوتة تلقي بظلالها على العلاقات بين مصر وسوريا.. فهذا اليوم الذي يمثل انتصاراً تاريخياً مشتركاً في حرب أكتوبر 1973 يحمل في طياته الكثير من الدلالات الوطنية والقومية التي تجعل من قرار إلغائه أمراً مثيراً للجدل والانتقادات..
خاصةً في ظل الروابط التاريخية والتعاون الإستراتيجي الذي جمع بين البلدين في مواجهة التحديات المشتركة.. مما يجعل من هذا القرار محط أنظار وإهتمام ليس فقط في سوريا ومصر بل في الأوساط السياسية والإعلامية العربية والعالمية.. ويضيف طبقة جديدة من التعقيدات وعلامات الإستفهام حول مستقبل العلاقات بين مصر وسوريا.
– إتفاقية الدفاع المشترك وعمق العلاقات بين مصر وسوريا
لقد نسى الرئيس السوري أو بمعنى أدق تناسى التاريخ وإتفاقية الدفاع المشترك بين مصر وسوريا التي كانت تعكس عمق العلاقات التاريخية والإستراتيجية بين البلدين.. ومدى التعاون العسكري والسياسي في مواجهة المخاطر الإقليمية
وكيف خاضت مصر وسوريا خلال حرب أكتوبر 1973 حرباً مشتركة ضد إسرائيل لإستعادة الأراضي المحتلة في سيناء وهضبة الجولان فى سوريا.. وكان التنسيق بين الجيشين المصري والسوري من الأمور الحيوية لنجاح العمليات العسكرية في ذلك الوقت.. لقد شكلت الحرب نقطة تحول في العلاقات بين مصر وسوريا.. وعلى الرغم من النتائج النهائية للحرب إلا أن التعاون بين البلدين خلال هذه الفترة ظل محطة مهمة في التاريخ العربي المشترك.. والتعاون بينهما خلال حرب أكتوبر ظل جزءاً أصيلاً من الروابط القوية بين البلدين.
– إتفاق مصرى سورى لإستعادة سيناء وهضبة الجولان
فى ذات السياق كان هناك إتفاق مصرى سورى بتوجيه ضربة لإسرائيل في توقيت واحد لإستعادة سيناء وهضبة الجولان معاً.. وكان الهجوم مخططاً له بدقة.. حيث تم تحديد توقيت واحد لبدء العمليات العسكرية على الجبهتين المصرية والسورية..
كان التنسيق بين مصر وسوريا أمراً حيوياً لنجاح الهجوم حيث تم التخطيط والتنفيذ بشكل مشترك بين القيادتين العسكريتين فى البلدين.. نجح الهجوم في البداية في تحقيق مكاسب عسكرية مهمة على الجبهتين حيث عبرت القوات المسلحة المصرية قناة السويس واقتحمت خط بارليف.. وبينما القوات السورية فى طريقها لتنفيذ الخطة تم قطع الإتصال بين القيادة المصرية والسورية فى توقيت الهجوم وكانت النتيجة أن سوريا لم تتمكن من تحرير هضبة الجولان فى حين إستعادت مصر أرض سيناء.
– إحتفال مصر بمثابة إحتفال لسوريا
بعد كل هذا التاريخ المشترك الذى كان يربط بين مصر وسوريا بروابط تعاون وتنسيق وإخاء يتصدر أحمد الشرع المشهد بإصدار هذا القرار في محاولة منه لطمس الهوية العربية ضارباً بالروابط المتجزرة المتينة بين البلدين عرض الحائط متخطياً إحتفال مصر بهذا اليوم التاريخي العظيم الذي هو بمثابة إحتفال لسوريا أيضاً.. لقد أخطأ فى إختيار التوقيت الذى اجج مشاعر المصريين والذي ليس له مبرر سوى أنه تنفيذاً لأوامر من الكيان الصهيوني.
من المؤكد أن الشرع يدرك جيداً أن قراره هذا قد يؤدي إلى توتر في العلاقات بين مصر وسوريا.. خاصةً إذا اعتبر المصريون أن هذا القرار يعد تجاهلاً للتاريخ المشترك بين البلدين.. وقد يُفهم على أنه محاولة لتغيير الهوية الوطنية السورية أو طمس التاريخ المشترك بين البلدين.
فى الأخير: وبينما يخيم الشك والريبة على مستقبل العلاقات بين مصر وسوريا في ظل قرار إلغاء عطلة يوم السادس من أكتوبر.. يظل السؤال الأهم هو إلى أين ستقودنا هذه الخطوة الجريئة وهل ستكون لها تأثيرات عميقة على العلاقات بين مصر وسوريا؟ فهذا القرار الذي يقطع الشك باليقين ويعيد كتابة التاريخ بيد من حديد يثير الكثير من التساؤلات حول مستقبل المنطقة والتحالفات القادمة.. إن القرارات الكبرى غالباً ما تأتي بنتائج غير متوقعة وهنا يظل الجميع في إنتظار ما ستكشفه الأيام القادمة من تحولات قد تعيد تعريف الهوية الوطنية والعلاقات الإستراتيجية في المنطقة.. فالتاريخ لا يرحم.. وكل خطوة يتم اتخاذها اليوم ستترك بصمتها على مستقبل الأجيال القادمة